تمُرُّ الشهور، حاملة معها أيامنا التي لا تعود، ونحن بانتظار شهر الله الفضيل، لكي نصفي قلوبنا من ذنوبنا، لعل ربي يغفرها لنا فنعود أنقياء، صافي النفس والسريرة.
شهر رمضان الكريم، هو شهر اليُمن والبركات... فيه نرى الحياة بوجهٍ آخر، بعينٍ لم نرَ بها من قبل...
أصبحنا نُحب، ونساعد، ونعاون، وننقي أنفسنا من ذرات الخطايا، ونُحصن أنفسنا من زلات اللسان...
قد لا ينطبق هذا على الكُل، بل وربما لا يشمل الأغلبية، ولكن تبقى تلك الفئة الصغيرة موجودة وحيّة وإن ندرت...
فهل يا تُرى نحن ننتمي لأهل هذهِ الفئة؟ أو على الأقل نتطبع ببعضٍ من أطباعها؟ إنّ من يُحسن خصاله في هذا الشهر ويتحلى بخلقٍ حسن، يُجمله الله ويغفر له من السيئات ما لا يتوقع، وإنّ من يبعد أهواءه فيُحكم عقله ويضبط نفسه ويحلم غضبه، كافأه الله وأعطاه قصور أعالي الجنان...
في شهر رمضان، تُفتح أبواب السماء، وتُقيد الشياطين بالأصفاد، ويُحبس كل جنود الشيطان، فلا نلقى وسوسة من هذا ولا ذاك... فأي عذر سنتعذر به إن سرنا وراء تيار أهوائنا؟ فلنأخذ من رمضان فرصة لمحاولة التغيير، ولنتذكر دائما قوله تعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»
سمر
العدد 2562 - الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ