اكتشف العاملون في قنوات الصرف الصحي بمنطقة سند قبل أيام بقايا جثث آدمية وعظام وجماجم وأضلاع بشرية أثناء القيام بعمليات الحفر، في أغرب حادثة من نوعها، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع في حلقة جديدة من برنامج «مدار الوسط» الذي يبث على «الوسط أون لاين» اليوم تحت عنوان «بقايا جثث آدمية في سند»، التقينا عبر الهاتف رئيس مجلس بلدي الوسطى عبدالرحمن الحسن، وكان هذا الحوار:
* نريد أن نعرف ما طبيعة هذا الموضوع وخفاياه؟
- نحن نشكر «الوسط» على هذا البرنامج الجميل وعلى إتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء للمستمع الكريم وللمطلع على هذا البرنامج، حقيقة هذا الأمر هو شيء جميل أن الشركة المعنية وهي شركة حسنين تحت إشراف المهندسين على الموقع، قاموا بإبلاغ المجلس البلدي أول ما رأوا هذه الحادثة حيث قام المجلس باتخاذ الإجراء السليم والصحيح في هذا الوضع، فكانوا يريدون الاستئناس بالقرار الصائب كما رأوا.
وحينما أبلغنا بهذا الخبر عن طريق حضورهم إلى المجلس تحركنا بمعية نائب الرئيس وممثل الدائرة الأستاذ رضي أمان وأمانة السر والعلاقات العامة واطلعنا على الوضع، وقمنا بالاتصال بإدارة أمن المنطقة الوسطى عن طريق المقدم شمسان البوعينين الذي قام بواجبه وتحركت جميع الجهات من التحقيقات وغيرها لاتخاذ الإجراء السليم في مثل هذا الأمر.
* إذا، هذه كانت مقبرة أم هو قبر لشخص يعود إلى حقبة تاريخية معينة من تاريخ البحرين؟
- بحسب ما أفاد أهالي المنطقة من القدامى وكبار السن فإن هذه القبور قديمة جدا وربما تعود إلى سنة الرحمة التي حدثت في البحرين وربما تعود إلى سنة 1932.
* لكن سنة الرحمة بحسب التقارير الطبية تعود إلى العام 1904 وهي تقارير طبية موثقة أيضا في مستشفى الإرسالية الأميركية وتحديدا كانت بسبب مرض الكوليرا الذي كان قادما من العراق، وفي العام 1905 مرض الطاعون الذي كان قادما من الهند...
- هي مقولات تبادرت لنا من هنا وهناك، لكن كما قلنا هي قبور قديمة جدا ومندثرة وطمست مع الأرض وصارت شوارع وطرق، ولما قامت الشركة المكلفة من قبل وزارة الأشغال بالحفر لتمديد شبكة الصرف الصحي تبين لهم هذا الحدث الغريب الذي نراه لأول مرة. القبور هي قديمة جدا اندثرت وطمست وصارت أراضي وطرقا اعتمدت من إدارة الطرق قديما.
الإجراء السليم الذي قمنا باتخاذه إذ كان لابد من الاستشارة بحسب ما أفادونا به إدارة أمن المنطقة الوسطى بأنه لابد أن نعرف القرار الشرعي في هذا الجانب، ولابد من استشارة شرعية عن هل من الممكن أن ننقل بقايا الهيكل العظمي والجماجم أو تطمس أو نردها، فكان جواب الغالبية أنه من الممكن أن نضع هذه البقايا في قطعة من القماش وننقلها إلى المقابر القريبة وتدفن، وهذا ما تمت موافاتنا به من علماء المنطقة الشرعيين.
* إذا بحسب الرأي الشرعي سيتم نقل بقايا هذه الجماجم والجثث إلى مقبرة محلية قريبة من المنطقة، ولكن هل تمت استشارة قطاع الثقافة والتراث أو المختصين في علم الآثار هنا في البحرين؟
- كلا لم يحدث هذا الشيء، ولم نقم بالاتصال بأية جهة من التي ذكرتِ لأنها ليست قبورا تراثية كالتي في عالي المعروفة بتلال عالي، بل إنها تختلف حتى أن شكل القبر حينما تبين لنا من جانب الحفرة فكانت تشكيلة القبر واضحة، بخلاف قبور تلال عالي التي تبدأ بالتل ثم بالقبر يكون داخل هضاب، فهو مختلف عما رأيناه نحن.
يبقى أن هذا ليست له علاقة بالتراث كحقب دلمون وتايلوس وباقي الحقب القديمة، لأن ما أكده أهالي المنطقة أنه فعلا كان يتم دفن الجثث هنا قديما وربما كانت قليلة لأنها لم تصل إلى أن تتحول إلى مقبرة لقلة الأراضي ربما.
* هل هذا المشروع مشروع مجاري فقط أم هناك مشاريع أخرى ستقام في هذه المنطقة؟
- المشروع عبارة عن صرف صحي للمجمع بأكمله بحسب المخطط الذي سُلّم إلينا.
* ألا يوجد هناك مشروع آخر مصاحب للصرف الصحي؟
- المشروع عبارة عن امتداد لشارع 77 وتكملة الشارع المقابل لمدرسة سند الابتدائية.
* هل تتوقعون أن تروا مقابر مماثلة قريبة من المنطقة أيضا، أم أنه تم مسح المنطقة فقط على شارع 77؟
- نحن لا نستبعد ذلك، لأننا لانزال مستمرين في قطع هذا الشارع وفي حفر التمديد، لأنه إذا كان حسبما أفاد أهالي المنطقة بأن هذا الجزء من الشارع كان مدفنا فمن الممكن أن نحصل على شيء آخر أو على قبور أخرى. وربما شاهد المستمع في الصحافة بعض الصور لجمجمة تم قطعها قطعا واضحا من النصف فكانت شاهدة للعيان للجميع.
* إذا، أنتم وثقتم أن هذا المكان يعود إلى ضحايا سنة الرحمة، وإن كان هذا صحيح هل ينوي الأهالي تخصيص شيء إذا تم نقل هذه الهياكل إلى مقبرة أخرى، على أن هذه الهياكل لضحايا سنة الرحمة أو تخصيص شيء مكتوب لزائر المقبرة؟
- نعم صحيح هذا لابد أن نشير إليه، فنحن نقلناها إذا ثبت، ولابد أن نعود إلى كبار السن الموجودين في المنطقة، وإذا كان ذلك صحيحا فلابد من الإشارة إلى القبر على أنه فعلا هؤلاء كانوا منذ سنة الرحمة بحسب شهادة كبار السن أو الوجهاء الموجودين.
* مستشفى الإرسالية الأميركية لديه بعض الأرشيف الخاص بهذه المرحلة، أيضا في وزارة الصحة هناك بعض الوثائق، إضافة إلى ما كتب في كتاب «دموع على جزيرة» للوكيل السابق بوزارة الصحة عبدالعزيز حمزة، لا أدري هل من جانبكم ستسعون إلى توثيق ذلك مع الجهات المعنية في هذا الموضوع؟
- أنا سأحاول تشكيل لجنة تضم نائب الرئيس وممثل الدائرة لمتابعة هذا الملف، وتوثيق ما حصل لأنه يحدث لأول مرة أن يواجهنا هذا الأمر في المجلس البلدي وكذلك للمتابعة حتى تكون للمجلس مساهمة طيبة في هذا الجانب.
العدد 2562 - الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ
الا يجب فحص الجثة
الا توجد هناك اجراءات لفحص الجثة والتأكد من عمر وفاتها ؟