في التاريخ منغصات، وفي الحاضر أكثر من منغص! في التاريخ استحواذ. استحواذ على كتابته، واستحواذ على حقائق لم تصل! وفي الحاضر محاولات. محاولات كي لا تصل الحقائق كما هي! لكأنها استعادة لأخطاء الذين كتبوا التاريخ.
والتاريخ لا يكتبه إلا المال/السلطة. والحاضر كذلك لا يكشف حقيقته ومآلاته إلا المال والسلطة. وهل نعتبرها حقيقة بهكذا مراجعة سلطوية؟!
حين ترتهن الحقائق إلى المال/السلطة، لا يمكن اعتبارها حقائق. إنها وقائع، بغض النظر عن حقيقتها؛ إذ يرسمها المال/السلطة.
كيف يمكن لنا أن نتفاعل مع واقعنا والحقائق في ظل استحواذ مرعب ومصادر كذاك؟
المنتصرون في حروبهم وحدهم يسردون مسار تلك الحروب كما يشاؤون، أما المهزمون فمكانهم زوايا من الصمت. بغض النظر عن أخلاقية أولئك المنتصرين، وبغض النظر عن أخلاقية المهزومين!
***
نقرأ... نتفكَّر... نتفحص... نحلل. كل ذلك في محصلاته النهائية مواقف في الوقت الضائع.
ما كُتب، كُتب، ما رُصد، رُصد، ما ثبُت، ثبت.
كل محاولة لتغيير المسارات، هي ضرب من الذهاب إلى الاتجاة المعاكس. والذهاب إلى الاتجاه المعاكس انتحار. والانتحار لن يفضي إلى كشف... تعرية تلك المآلات/ المحصلات.
***
هل يعني ذلك أن نستسلم لنص التاريخ المكتوب من الأقوياء... المنتصرين؟
ذلك ضرب من التآمر على الحاضر، إن حدث ذلك. ضرب من تأكيد حقيقة ذلك التزييف. تأكيد لأحقية المال/السلطة في رسم وتبيان تلك الحقائق/ الزيف!
***
هل المال وحده؟ هل السلطة وحدها قادرة على ترسيم وتثبيت الحقائق؟
ماذا تبقى للعقل؟ ماذا تبقى للمناهج في قدرتها على التمحيص والتحقيق والكشف؟ كأننا نلقي بكل ذلك في مهب قدرة ذلك المال/السلطة في أن تفعل ما يحلو لها!
***
لم يعد التاريخ بحثا في العمران بحسب ابن خلدون. وبحسب مناهج أسست لانحراف واستحواذ ومنافع. بات التاريخ بحثا في المنافع. بحثا في «حقيقة» تكريس السلطة، وتعميق حضورها، وعلى الذين هم على أطراف تلك السلطة والتاريخ وحتى «العمران»، أن يلوذوا بقدرتهم على الصمت. الصمت على تلك التجاوزات. وكفى الله المؤمنين شر القتال!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2561 - الأربعاء 09 سبتمبر 2009م الموافق 19 رمضان 1430هـ
تاريخ مزيف
...............................................................................................................................يمكن ان يظهر تاريخ زيفه بان يجعل الجبان والمجرم بطل من الابطال والاحمق من اذكى الاذكيائ ..........ومن ثم ينصبون له تمثالا ويقدسونه ويمجدونه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
منغصات
لا زلت أرى انك تكتب من مكان بعيد كل البعد عن ما يفهمه الناس او حتى ما ينتظرونه منك. المطلوب منك ان تنزل لمستوى الناس الطبيعيين وتكتب لهم علهم يستوعبون ما تكتب. فأنت لما تزل تكتب من علياء ثقافتك الواسعة؟! يا اخي تحامل على نفسك قليلا وتعامل مع الواقع الذي يعاني منه الناس واكتب اليهم من خلاله ، كيما يشعروا بانهم محور اهتمامك شرط ان تكتب ما يفهمون ويقلقهم فعلا لا ما تفهم انت وتقلق بشأنه. أرجو ان يجد هذا التعليق صدى لديك فتغير فعلا من اسلوبك المستعصي على الفهم لكثير منا. فلنأمل ذلك من عمق قلوبنا