ألقت قضايا مهمة بظلالها على مساحة النقاش في مجلس عائلة الخاجة بضاحية السيف، فأكثر ما يميز هذا المجلس، هو وجوده في منطقة من أحدث مناطق المملكة من ناحية، ومن ناحية أخرى، يتميز بتنوع الحضور في مزيج يشمل كل مناطق البلاد، بالإضافة الى وجود ضيوف من الدول الخليجية والعربية، وخصوصا من جمهورية مصر العربية من المشايخ والخطباء.
ويعرف الكثير من الرواد هذا المجلس من زاوية منظورة وهي اهتمامه بالقضايا التي تنشر ثقافة الاعتدال والوسطية، وهذا ما يؤكد علي القائم على المجلس خالد فؤاد الخاجة الذي يشدد على أن المسئولية الدينية والاجتماعية والوطنية تحتم علينا، كأبناء البحرين، وفي هذه الظروف التي تمر بالأمة، أن ننشر ثقافة الاعتدال، ويسبق ذلك أن نمتثل لها، وهذا ما يظهر من خلال ترجمة الأفكار إلى أعمال على أرض الواقع، ونولي اهتماما باستضافة اللقاءات والمحاضرات التي تتناول محاور مهمة في هذا الاتجاه وإثارة النقاشات فيها.
ويشير إلى أنه بالإضافة إلى أن ذلك المسار هو من الفكر الإسلامي الأصيل، ومن ثوابت المجتمع البحريني، إلا أنه يجب ألا نغفل عن الأثر الإيجابي الذي مثله المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد، وهنا، لابد من أن نعمل جميعا كمواطنين لترسيخ المبادئ الوطنية العالية في إطار المشروع الإصلاحي الكبير.
من جانبه، أشار الشيخ حمدي عقل إلى أن هناك برنامجا سنويا بالمجلس، يشمل توزيع مطبوعات مقروءة ومسموعة بالإضافة إلى إقامة صلاة التراويح وصلاة القيام، وهذا المجلس الكريم، الذي يتوافد عليه كل ليلة كبار الضيوف ومواطنون ومقيمون هو يسير على منهج أشار إليه خالد الخاجة وهو جمع كل الطوائف تحت مظلة واحدة، والمجلس كما هو معلوم ينعقد مساء كل سبت ويستضيف عددا من المسئولين والسفراء ورجال الأعمال ومواطنين ومقيمين من مختلف الشرائح، ونحن كما ترى نركز في حواراتنا ونقاشاتنا على ما يضيف إلى الحضور ما ينفعهم.
من جهة أخرى من المجلس، كان الحديث عن انتشار وباء انفلونزا الخنازير، إذ لا يزال هذا الحديث هو الباعث على القلق بين الكثير من الناس الذين يطالبون وزارة الصحة بضرورة أن يكون هناك استعجال في توفير اللقاحات وعدم الاكتفاء ببرامج التوعية والمنشورات والمطبوعات، فهذه الأمور تصبح من الخطورة بحيث تتحول إلى العكس حين يعرف الناس الكثير عن المرض المعين، ثم يدركون أنه لا يوجد تمنيع يحميهم.
وقال أحد الحضور :»هذا الكلام صحيح... التوعية تتحول إلى قلق في بعض الأحيان... أنظر مثلا إلى مرض الإيدز.. فالتوعية ضده مستمرة وهو طاعون العصر، وهو ليس له علاج، ومع ذلك فالناس لا تخاف منه لأنها واعية بطرق الانتقال، أما انفلونزا الخنازير فالمعلومات عنه تتزايد يوما بعد يوم، ووعي الناس يرتفع، لكنه يمثل وباء ولا علاج له... يعني الإنسان العادي لا يستطيع أن يحصن نفسه كما هو الحال بالنسبة لمرض الإيدز».
العدد 2560 - الثلثاء 08 سبتمبر 2009م الموافق 18 رمضان 1430هـ