ما زال موضوع اعتراض الآلاف من العاطلين والعاطلات من حملة شهادات البكالوريوس على قائمة التوظيف الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم قبل أقل من أسبوعين من الآن، حتى وصل البعض إلى قناعة أن الطريق أصبح مسدودا مع الوزارة في هذا الجانب. برنامج «مع القراء» الذي تقدمه الزميلة فرح العوض و يبث اليوم عبر أثير «الوسط أون لاين» استضاف «العاطلة عن العمل» الخريجة فاطمة الوداعي، فإلى نص الحوار.

* فاطمة خريجة أي تخصص؟

- بكالوريوس في تكنولوجيا التعليم والمعلومات من جامعة البحرين.

* فاطمة لو بدأنا من النهاية إلى أين وصل موضوع الخريجين العاطلين عن العمل مع وزارة التربية بعد القائمة الأخيرة التي ظهرت بها الوزارة والتي كما يعلم الجميع أحتج عليها آلاف الخريجين العاطلين عن العمل؟

- للأمانة أنا أشوف أننا وصلنا إلى طريق مسدود مع وزارة التربية.

* هل تعتقدين أن الطريق «مسدود» يعني الاستسلام؟

- لا، ولكن الحوار مع وزارة التربية أصبح عقيما، يفترض أن نتحاور مع جهات أكبر من وزارة التربية لأن تحاورنا معهم بما فيه الكفاية.

* ما هو السبب باعتقادك في تأخر توظيف الذين يرون أنهم يستحقون التوظيف من الخريجين طبعا؟

- السبب الأول هو الواسطة، المحسوبية، وجود محسوبية كثيرة في وزارة التربية والتعليم، السبب الثاني التجنيس، التجنيس له دور كبير بعد في ازدياد البطالة، وزارة التربية ما ليس لديها تخطيط، التخطيط بمتطلباتها نفسها، يعني لو تلاحظين وزارة التربية في هذه الفترة تبتعث ناس يدرسون خدمة اجتماعية في حين أن عندها قائمة طويلة عريضة عاطلين من الخدمة الاجتماعية فهذا سوء في التخطيط بعد.

* أنت تتحدثين من وجهة نظر العاطلين عن العمل، لو عرجنا على الأسباب الثلاثة، بداية المحسوبية، أنتم تتهمون الوزارة بالمحسوبية هل لديكم أدلة على ذلك؟

- سأعطيك أدلة ممكن ما تكون ملموسة أو أن شيئا عندي إثبات ضد الوزارة بس يكفيك أنك تشوفين الأسماء التي يتم توظيفها والنسبة والتناسب بين أسماء المجنسين طبعا معروفين فيه من الناس طائفة محددة معروفة، أنظري وراقبي الأوضاع في وزارة التربية، أنا أعرف أشخاصا درسنا معهم في الجامعة، ولديّ أصدقاء من الطائفتين، أنا أقول لماذا لليوم من الطائفة الثانية ما فيه ولا واحدة عاطلة عن العمل أنا أعرفها، لما نقدم امتحان كل واحدة تخرج تقول ماذا فعلت، يعني هناك من يتم توظيفهم من دون أن يقدموا امتحان، وحدث لي موقف في الوزارة، واحدة أسمها خرج من ضمن الذين تم توظيفهم ذهبت لتهنئتها، أمانة أقسم بالله و أنا صائمة، تقول «ما سويت أمتحان ولا مقابلة»، حتى امتحان ومقابلة ما سوت بس لأن فيه أسماء تنزل من فوق من السماء، يعني هذه إثباتات نحن عشناها، نحن نجلس داخل الساحة ونعرف بعضنا ونعرف مستوى كل واحدة.

* يعني هذا فيما يخص المحسوبية، طبعا في النهاية تبقى وجهة نظركم كعاطلين وربما الوزارة لديها ما تعلق به على ذلك إن شاءت، ولكن فيما يخصك قلتي التجنيس.

- التجنيس ليس فقط في وزارة التربية، التجنيس في كل مكان، نحن أبناء البلد ليس عندنا شيء ولا ميزة في أي شيء هذا المجنس لما يأخذ وظيفة التربية ما راح يقعد سنة وإلا سنتين هذا راح يقعد العمر كله في الديرة يعني ليس لمدة سنتين ويسافر و يحل محله بحريني.

* هذا ما يقودنا إلى السبب الثالث الذي طرحته وهو التخطيط، كم تعطين وزارة التربية والتعليم نسبة تتعامل بالتخطيط وإلى أي حد؟

- النسبة، إذا فيه سالب أن أعطيها بالسالب بعد.

* لماذا؟

- لماذا، لأنه لا يوجد تخطيط على جميع المستويات، يعني على سبيل المثالأ الحين قاعدين يبتعثون ناس شنهوا يدرسون، خدمة اجتماعية يدرسون تخصصات ماليها أثر في الشواغر في سوق العلم، ما فيه تنسيق بين سوق هيئة تنظيم سوق العمل ووزارة العمل بين نفسها حتى جامعة البحرين مع أنها تابعة لوزارة التربية لا يوجد تنسيق بينهم وبين بعض، اليوم فاتحين، ما يقدرون الوزارة كم تحتاج من الوظائف المعينة مثلا من الخدمة الاجتماعية من التكنولوجيا من مثلا الرياضيات، وزارة التربية وجامعة البحرين فتحت تخصص تكنولوجيا التعليم والمعلومات وقبلت مجموعة كبيرة، طيب هل هي قبل ما تقبل هذه المجموعة الكبيرة عملت إرشادا ورأت سوق العمل أساسا، حتى نحن عندما تخرجنا وذهبنا إلى سوق العمل لا نعرف تخصصنا. الوزارة نفسها لم تفعل ذلك، وزارة التربية الآن تفتح مدارس المستقبل (مشروع جلالة الملك) توها ألحين قاعدة تفتحها في بعض المدارس، يعني أساسا ما كان عندها تخطيط مسبق أن هؤلاء في هذه السنة سيتخرجون. سوق العمل محتاج إلى علاج طبيعي لماذا هؤلاء متفوقين وتعبانين عليهم بدل ما الوزارة تصرف بيزات على تخصصات هي متشبعة منها وعندها فائض ليش ما تروح تدرسه علاج طبيعي مثلا، أو أي تخصص آخر تكون الدولة تحتاجه.

كل يغني على ليلاه في الوزارات كلها وليس وزارة التربية والتعليم فقط، كل واحد يشوف روحه أن هذه وزارته وهو صاحب القرار.

* وهل لديكم أنتم كخريجين خطوات ستقومون بها خلال الفترة المقبلة، أم أنكم كما قلت أن الوضع وصل إلى طريق مسدود مع الوزارة؟

- أن أقول لك عن نفسي، البارحة كنت أتكلم مع صديقتي أقول لها أني من كثر ما أقدم امتحانات وبقيت على (الويت لست) هذه القائمة السوداء (البلاك لست) لوزارة التربية والتعليم وصلت إلى درجة الإحساس بأن الوزارة تهينني وتريد إذلالي، يخلون موظفين يشتغلون أوفر تايم إلى الليل يتصلون فينا الساعة 8 في الليلة يقولون لي والله فاطمة بكرة عندك امتحان في المدرسة الفلانية الساعة أربع يعني ما يحسون فينا في الشمس وأحنا رايحين وأنا للآن مقدمة سبعة امتحانات، أربعة على قائمة الانتظار وثلاثة قيل لي بأني اجتزتهم، ما أدري أشلون ما أجتزت يعني.

* خريجة أي دفعة أخت فاطمة؟

- من بداية 2005.

* لو تسمحين لي أخت فاطمة، أنت أبنة البلد وكلنا أبناء هذا البلد البحرين ومن حقك الحصول على الوظيفة المناسبة، وقضية وزارة التربية أو خريجي التربية كبيرة جدا بحاجة إلى ملف أكبر من أن أتحدث معك خلال دقائق بسيطة، يعني في النهاية قبل أن أختم أتمنى أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه بتوظيف هذه الألوف التي تنتظر على قائمة الانتظار. كما أتمنى أن تكون وزارة التربية متجاوبة معنا في طرق أي نقاش ما بينها وبين الخريجين، هل لديك كلمة أخيرة لنختم بها أخت فاطمة.

- عندي كلمة أوجهها، طبعا أنا أشوف أن موضوع وزارة التربية بحاجة إلى قرار من قيادة أعلى حتى من وزير التربية والتعليم مع احترامي إليه، بحاجة إلى مشاركة من الجميع، كلمة أخيرة أوجهها إلى جلالة الملك أنا متأكدة أن جلالة الملك لا يرضى بما يحدث لنا، ونطالب بحل سريع وجذري للموضوع.

* إن شاء الله شكرا لك وبالتوفيق إن شاء الله تتصلين فينا في حلقات مقبلة وتخبرينا بأنك أحدى الموظفات ومعلمات وزارة التربية في المستقبل القريب.

* ومن هموم وزارة التربية والتعليم والخريجات والخريجين العاطلين عن العمل إلى تهنئة جميلة جدا تقدمها لنا المواطنة الشابة بتول إبراهيم التي تشاركنا أحتفالاتنا في صحيفة «الوسط» بإطفائنا شمعة وإشعالنا شمعة جديدة، مرحبا بك بتول معنا في برنامجنا «مع القراء» وتفضلي ماذا لديك لنا من تهنئة.

- أهنئ تلك الصحيفة التي أخذتنا بموج حقائقها إلى الواقع وبمناسبة مرور سبعة أعوام على إشعال شمعة «الوسط» المضيئة في هذا الطريق المظلم، هذه الصحيفة التي تحدت كل العوائق من أجل أن يسمع صوت المواطن المظلوم ومن أجل أن تحيا البحرين كانت ومازالت تأخذنا بمصداقيتها وبضمائر كتابها الحية إلى هذا الواقع فالسلطة الثالثة ولصاحبة الجلالة التي تناثرت كلماتها على أحضان طموح الذين قاموا بدلالها الذين رسموا معالم الحروف والكلمات الذين حلقوا بخفة على أقلامهم الصادقة الذين لونوا بحبرهم الحياة فجعلوا نصفها أبيض يشبه ضوء البحرين ونصفه الثاني أحمر، للذين حملوا أسم «الوسط» في السابع من هذا الشهر والاثنين من هذا الأسبوع، بوسطية تلك الصحيفة لرئيس التحرير وللعاملين فيها كل عام وأنتم بخير.

* ونحن بدورنا نشكر مساهمتك الجميلة جدا أختي بتول التي تثلج الصدور، بتول كم يبلغ عمرك؟

- 18 عاما.

* تخرجتي أعتقد من الثانوية.

- نعم.

* وإلى أين ستتجهين في في الدراسة؟

- إن شاء الله إعلام.

* في البحرين؟

- نعم.

ربما تكوني زميلة في المستقبل معنا، بتول سواء في صحيفة «الوسط» أو في أية صحيفة أخرى أو في أي وسيلة إعلامية، طبعا أهنئك على هذه الجرءة وعلى هذا التميز وعلى هذا النثر الجميل وأتمنى لك التوفيق دائما، ولا يسعني في النهاية إلا أجدد التهنئة إليك وإلى جميع القراء وإلى جميع متابعي صحيفة «الوسط» والبرامج الجديدة على صفحتنا الإلكترونية برامج «الأون لاين».