العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ

البرازيل مع دونغا

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

قدم المنتخب البرازيلي مباراة تكتيكية راقية في مواجهة المنتخب الأرجنتيني القوي وغير المنظم في إطار تصفيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، لتتمكن البرازيل من إلحاق هزيمة ثقيلة بالمنتخب الأرجنتيني الذي لعب على أرضه وبين جماهيره.

الفرق بين البرازيل والأرجنتين لم يكن في النجوم بقدر ما كان في طريقة اللعب وفي الانضباط التكتيكي وفي عقلية اللاعب البرازيلي الهادئة عادة والقليلة الأخطاء مقابل عقلية اللاعب الأرجنتيني الحماسية الزائدة عن الحاجة في بعض الأحيان وكثيرة الأخطاء.

المنتخب البرازيلي لعب بنضج كروي، وبمستوى تكتيكي وفني راقي اتبع أسهل الطرق للوصول إلى مرمى الخصم في الوقت الذي كانت خطوطه متماسكة ومتقاربة وتقف كالأسمنت في مواجهة الهجمات الأرجنتينية حتى أن أفضل لاعبي العالم الأرجنتيني ميسي كان يراوغ لاعبين وثلاثة من المنتخب البرازيلي إلا أنه يجد نفسه مازال بعيدا عن المرمى وعن منطقة الخطر.

فعلا، تمكن المدرب البرازيلي الشاب كارلوس دونغا من رسم بناء خططي مميز داخل الملعب ومن خلال طريقة لعب حديثة اعتمدت على 4/2/3/1 من خلال الاعتماد على رباعي خط الدفاع المكون من لوسيو ولويزاو في القلب ومايكون على اليمين وسانتوس على اليسار، وفي منطقة الارتكاز تواجد لاعبان قويان هما غيلبيرتو سيلفا وفيليبي ميلو، وأمامهما ثلاثة لاعبين إذ تواجد روبينيو على الجناح الأيسر وإيليانو على الجناح الأيمن وكاكا في منطقة صناعة اللعب خلف المهاجم الوحيد فابيانو.

وأتاح هذا الرسم الخططي للمنتخب البرازيلي إقفال منطقة وسط الملعب تماما إلى جانب إقفال الجانبين، كما أنه وزع اللاعبين بطريقة تمكنهم من تحقيق الأكثرية العددية في أي منطقة من الملعب، كما أتاح للمنتخب البرازيلي القدرة على اللعب على الجناحين بفعالية واللعب من العمق كذلك مع إمكانية تقدم الظهيرين بتوازن.

طريقة اللعب هذه أثبتت فعالية كبيرة في مواجهة المنتخبات الكبيرة خصوصا وذلك منذ أن تولى المدرب الشاب دونغا مهام عمله، فوجدنا المنتخب البرازيلي يلحق هزائم ثقيلة بمنتخبات الأرجنتين وايطاليا وبثلاثة أهداف في المباريات الودية والرسمية سواء في بطولة القارات أو التصفيات.

إلى جانب ذلك فإن فكر المدرب دونغا يبدو مهتما جدا بالكرات الثابتة التي تحولت إلى ما أشبه ركلات الجزاء في خطورتها وذلك من خلال خطط حركية سريعة ومفاجئة وتمريرات متقنة أثبتت فعاليتها على اعتبار أن الكرات الثابتة ليست لعبة حظ وإنما هي لعبة خطط وفن ومهارة.

الطريقة التي لعب بها دونغا والتي سيواصل عليها نهجه في كأس العالم المقبلة كما يبدو كان من المفترض أن يدخل بها فريق ريال مدريد هذا الموسم إلا أن المسار تغير في اللحظات الأخيرة.

فالريال وخلال مرحلة الإعداد اعتمد مدربه التشيلي بيلغريني طريقة 4/2/3/1 من خلال رباعي خط الدفاع وتواجد لاسانا ديارا وألونسو في وسط الملعب وأمامهما الثلاثي المرعب روبين على اليمين ورونالدو على اليسار وكاكا في موقعه المفضل خلف المهاجم الوحيد بنزيما وعندما لعب الفريق الملكي بهذه الطريقة وهذه التشكيلة كان رهيبا وقويا وقادرا على اختراق أقوى التحصينات، إلا أن بيع روبين قبل ساعات من إقفال سوق الانتقالات قلب الموازين وأرجع راؤول إلى مركز الهجوم، وراؤول من الصعب أن يلعب على الجناح فلا بد من بلغريني أن يغير من طريقة لعبه لتتناسب مع تشكيلته الجديدة فلم نرى الكثير من الفريق الملكي أمام الديبرتيفو لاكورنا في افتتاح الليغا.

عموما دونغا اثبت قدرته التخطيطية العالية وخصوصا لجهة إقفال منطقة الوسط والمنطقة الخلفية والتحول السريع للهجوم، وريال مدريد بلغريني مازال الطريق طويلا أمامه لإثبات الوجود.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً