بحسب ما تعلمنا فى المدارس ونقرأه فى الصفحات الإسلامية فى الصحف المحلية عن شهر رمضان وكيف أنه شهر التقوى والتأمل والابتعاد عن الملذات الدنيويه نلاحظ التباين والفرق الكبير بين تصرفات المسلمين الفعلية وهذه التعليمات الروحية.
فالصرف على المواد الغذائية يصل إلى رقم قياسى بالنسبه لكل عائلة وكأن هذا الشهر هو شهر ملء البطون بمختلف أنواع المأكولات، فترى الكل يشتكى من ارتفاع الاسعار الكل يملء سلاله وعرباته بالسلع الغذائية وكأنهم يتوقعون القحط في وقت قريب.
اليوم قرأنا فى الصحف عن شكوى المواطنين من شحة اللحوم فى السوق مع ما يعلمه الجميع من سلبيات كثيرة لأكل اللحوم على الصحة، وبدلا من أن يتحول هذا الشهر الكريم إلى شهر من المفروض أن يشتكي فيه أصحاب مخازن المواد الغذائية من قلة الطلب على بضائعهم يتحول إلى كرنفال تسوق للمواد الغذائية الرابح فيه أصحاب المؤسسات التي تعمل فى هذا المجال.
يا ترى متى يتحول المستهلك المسرف عندنا إلى مستهلك عقلاني يفرض نفسه على السوق بدلا من أن تفرض السوق نفسها عليه؟
قال لي صديق إنه يرى يوميا في الصحف صورا للمجالس الرمضانيه ويتساءل هل يستفاد من هذه المجالس في طرح قضايا الساعة في البحرين أم أنها مجاملات وتبادل ملاطفات وخصوصا أن الشخصيات التي تظهر في الصور هي النخبة في البحرين وأصحاب مناصب قيادية فى القطاع العام وفي القطاع الخاص؟ أم أن الشارع البحريني في وادٍ وهؤلاء النخبة في وادٍ آخر؟
يقول المثل «كثرة الضرب يفك اللحام» وهذا ما حدث بالفعل فبعد كثرة الضرب انفكت عقدة إعطاء المتقاعدين من القطاع الأهلي زيادة سنوية في رواتبهم أسوة بأخوانهم المتقاعدين من القطاع الحكومي؛ إذ كانوا يستحقونها منذ زمن بعيد ولكن المثل الانجليزى يقول «أن تصل متأخرا أحسن من عدم الوصول»، وشخصيا أعرف أصدقاء متقاعدين من القطاع الخاص كان الحصول على هذه الزيادة محور حديثهم وشغلهم الشاغل، وآن الأوان أن نبارك لهم وعقبال حصول المتقاعدين من القطاعين الأهلي والحكومي على مزايا أخرى كتلك التي يحصل عليها المتقاعدون في الدول المتقدمة.
عبدالعزيز علي حسين
العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ