وافقت لجنة «خدمات النواب» على توصيات «الفيفا» التي رفعها إلى اتحاد الكرة بعد مناقشة مستفيضة، حتى وصلت إلى قناعة تامة بضرورة تنفيذ كل النقاط المثارة في هذه التوصيات المهمة وهي إن تم تنفيذها فستكون نقلة نوعية كبيرة وطفرة واسعة لتطوير كرة القدم، وسنصل من خلالها إلى الأهداف المرجوة والتي تجعلنا في مصاف الدول الأخرى في المنطقة، بل سنكون أفضل منهم حالا لامتلاكنا العنصر البشري الموهوب من أبناء الوطن العزيز.
نعم، عندما يتم إنشاء استاد رئيسي في كل محافظة وزيادة مخصصات أندية الدرجة الأولى (الممتاز سابقا) إلى 70 ألف دينار سنويا، وأيضا إنشاء ملعبين جاهزين من العشب الطبيعي في كل ناد، وغيرها من النقاط المهمة والتي تعتبر هي اليوم عصب حياة كرة القدم ومن دونها لا نستطيع أن نحرك قدما إلى الأمام والدخول في عالم الاحتراف القادم بقوة شئنا أم أبينا. قلنا مرارا وتكرارا نحن بحاجة إلى البنية التحتية المتكاملة في كل الألعاب وبسواسية لكل الأندية خصوصا في مجال كرة القدم التي تعد حاليا هي الأم، وعليها يعول الكثير من السمعة والتاريخ للمملكة سوء حال الملاعب الرملية والملاعب الاصطناعية التي تم إنشاؤها حديثا عن طريق المؤسسة العامة، ولكن هذه الملاعب بدأت تخطف من أنديتنا أولادنا الصغار الموهوبين بإصابات بليغة لنخسر معها الكثير من المواهب المستقبلية، وإذا ما استمر الحال على ذلك فسيأتي اليوم الذي نندب فيه حظنا العاثر لعدم وجود القاعدة الكروية لخوف أولياء الأمور على أولادهم، ولذلك نطالب ونناشد بقوة المؤسسة العامة للشباب والرياضة بإزالة مثل هذه الملاعب، وان خسرنا فيها الأموال الطائلة، في مقابل حفظ أولادنا الصغار والكبار من خطر الإصابات الكبيرة والخطرة، واللجوء إلى الزراعة الطبيعية التي أثبتت عبر التاريخ أنها الأفضل في الإبداع والفن وفي التدريب وصقل المهارات وتنفيذ طرق اللعب وأساليبه براحة ونفسية جيدة.
إذا، نحن وضعنا يدنا على الجرح الذي يقودنا إلى التطوير الجذري لرياضتنا وليس فقط الكرة، وبالتالي عندما تكون لدينا الأندية النموذجية الكاملة بمرافقها من صالات رياضية مغلقة وملاعب لكرة القدم وغيرها من الضروريات، فإننا حتما ستكون لنا الكلمة بين أبناء الخليج، واجزم بأننا سنهيمن على كل البطولات في كل الألعاب لأن حينها ستكون الظروف مؤاتية لتحقيق الإنجازات بأبناء الوطن الأصليين الذين ينتظرون الفرصة والإمكانات الفعلية لإظهار الإبداعات في رفع سمعة الوطن العزيز. وبالتالي نحن نناشد ونطالب الحكومة الموقرة برئاسة سمو رئيس الوزراء الموقر بالاستجابة الكاملة لهذه التوصيات المهمة جدا والتي ستكون منها النقلة النوعية لكرتنا، على أمل أن تكون هناك خطوات فعلية أخرى تجاه الألعاب الأخرى لكي لا نسمع يوما من الأيام بأن اتحاد ألعاب القوى قد اتجه نحو التجنيس لتحقيق الإنجازات، مع أن أرضنا تعج بالمواهب في هذه اللعبة وينتظرون الفرصة فقط من خلال القاعدة القوية... أملنا وثقتنا في حكومتنا الموقرة في تحقيق هذا الطموح الكبير الذي سينقلنا درجات كبيرة نحو المنشآت الكروية المتكاملة، وبإذن الله يكون ذلك قريبا وعاجلا.
أتمنى من الإخوة الأعزاء المسئولين في القناة الرياضية أن يخرجوا علينا بالجواب الشافي والواضح لعدم التغطية المتكاملة لمسابقة الدوري الكروي كالتي تحدث لدورة ناصر (3)، والتي ينظمها سمو الشيخ ناصر بن حمد سنويا في الشهر الكريم وأثبتت نجاحها الكبير وأرست قواعدها الثابتة واستطاعت خلال 3 سنوات فقط جذب الجماهير للملاعب الخارجية لاتحاد الكرة عبر التخطيط السليم والمنظم من اللجان العاملة للدورة بدءا بالمكتب الإعلامي لها بقيادة الإعلامي الرياضي الكبير توفيق صالحي، والتي أجبرت جهودهم القناة الرياضية بالحضور اليومي والنقل المباشر للدور ربع النهائي في نقلة نوعية متميزة لم تكن موجودة في السنوات الماضية.
نعود إلى السؤال الأهم: أين قناتنا من مسابقاتنا الكروية بالذات من خلال النقل المباشر والتحليلات الفنية لكل مباراة والبرامج الجماهيرية اليومية والأسبوعية لتعكس المنافسة القوية وترفع من الحال الفنية لكل الأندية وتزيد من عزيمة وإصرار كل اللاعبين عندما تسلط عليهم أضواء الكاميرا. ولكن لا ندري كيف استطاعت دورة ناصر (3) خطف الأضواء بنجاح تام من دورينا الذي يحتاج إلى روح جديدة بعدما كانت ميتة في الموسم الماضي. الدور الذي شاركت به القناة الرياضية لإنجاح أكبر حدث رمضاني في هذه الدورة لا بد أن يقود القناة إلى التفكير بجدية إلى إنجاح مسابقاتنا الكروية والرياضية معا بابتكار البرامج الجماهيرية الجديدة والمشوقة وبأسلوب السهل الممتنع من خلال المقدمين بمجال التعامل مع المتصلين من المشاهدين، وإعطاء المساحة الكاملة لكل المشاهدين في إثراء الحلقات بالأطروحات والأفكار المتنوعة حينها سنقول قناتنا في قلب الحدث وهي التي بادرت من دون إجبار.
نتمنى لقناتنا التوفيق في دورة ناصر (3) التي أعلنت نجاحها قبل انطلاقتها من خلال الحملة الإعلامية الموازية والمتوافقة مع الجوائز الكبيرة التي رصدت لهذه الدورة. كما أننا نأمل من سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي أكد كفاءته في التنظيم أن يكون له الدور نفسه في إنجاح أكبر مسابقاتنا الكروية بجذب المؤسسات والشركات الوطنية ووضع الجوائز المجزية لجذب الجماهير إلى ملاعبنا الكروية ليكون موسمنا الكروي الجديد من أجمل المواسم وأحلاها فنيا وإعلاميا وتنظيميا، وهكذا نصل إلى ما وصل إليه أشقاؤنا في المنطقة.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ