«الوسط الرياضي» يؤمن بأن هناك أكثر من معنى فلسفي لكلمة «رياضة» خلاف ما هو موجود في المعجم اللغوي الذي أرجعها إلى كلمة «ريض»، فالرياضة في حياتنا أصبحت «لقمة عيش» وهدفا علميا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا واجتماعيا وسياسيا ورياضيا لجميع دول العالم الغنية والفقيرة. وفي الصين الشعبية (التي حددت النسل) ينصب اهتمام الأسرة الصغيرة على تعليم ابنها منذ الصغر مهارات إحدى الألعاب الرياضية، فتضطر إلى دفع مبالغ من جيبها الخاص لمعاهد التدريب المتخصصة. أما الغاية أو الأمنية الكبيرة فأن تشاهد الأسرة ابنها وقد أصبح بطلا رياضيا يعول أسرته وجميع عشيرته!
و«الوسط الرياضي» منذ ولادته وضع نصب عينيه أن يكون نبضا للشارع الرياضي يبحث في قضاياه وهمومه ويناقشها بصوت مسموع لا يخاف في ذلك لومة لائم، فأعطى الضوء الأخضر للضمير لكي يطرح ويناقش كل القضايا الرياضية بصراحة متناهية، كما أعطى لكل قلم حرية التعبير مهما كانت اختلاف وجهات النظر، أو اختلاف زاوية نظره للقضية، مؤمنين بالمثل القائل «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» لذلك لم نختلف داخل البيت الواحد، كما كنا حريصين على ألا نختلف مع زملائنا الآخرين على رغم أن البعض حاول أن يرمينا بالحجارة!
وفي «الوسط الرياضي» آمنا بأن الصحافة الرياضية ليست مجرد استعراض مباريات، ولا البحث عن خبر تنفرد به، ولا تغطية إعلامية متميزة، بل رسمنا هدفا أعمق وأهم من ذلك وهو أن الصحافة الرياضية غدت «قضية رأي»، لذلك سعينا بكل قوة إلى طرح الموضوعات التي تحل مشكلات الرياضيين، وتعرضنا في أكثر من موضوع إلى مشكلات توظيف اللاعبين وتكريمهم والحصول على وحدات سكنية لهم، وتصدينا بكل قوة إلى كل موضوع هو خارج عن الأعراف أو القانون. فانتقدنا الخارجين على ذلك مهما بلغت درجات وظائفهم أو وضعهم الاجتماعي إيمانا منا بأن القانون فوق الجميع.
وتعصبنا في «الوسط الرياضي» إلى وطنيتنا وشغفنا بحب ناسها، لذلك حاربنا التجنيس الرياضي ووجدنا فيه «آفة العصر» التي ابتلى الله بها وطننا ورياضتنا ويكاد يعصف برياضتنا. فتعمدنا أن نسلط الضوء على أخطاء التجنيس العشوائي «الغلط» وفضح أمره مهما كانت النتائج الرياضية. فلم نغفر - أبدا - للمجنس مشير سالم الذي غزا (كأول رياضي عربي) «إسرائيل» بعد أن شارك في سباق طبريا، كما انتقدنا العداء يوسف كامل الذي أساء إلى اسم البحرين بعد أن رمى الجواز الأحمر البحريني واتهم شعبها بالمتاجرة في الجنس.
والنجاحات التي حققها «الوسط الرياضي» لا ننسبها إلى أنفسنا، بل نؤكد ونقول انها نجاح لكل قرائنا، لأنهم ينتقدوننا دائما، ويطالبوننا بالبحث عن كل حدث رياضي جديد، يرفضون أسلوب التهويل والتطبيل. ويميلون إلى النقد الموضوعي القائم على الطرح العادل، مطالبيننا دائما بأن نكون في مستوى الحدث، ومستوى أهمية الخبر لذلك كان لزاما علينا أن نكون عند حسن الظن بنا.
فاليوم نحتفل في صحيفتنا «الوسط» بمناسبة إطفاء شمعتها السابعة من عمرها المديد، وبدء شمعة جديدة أكثر إنارة وتوهجا من أجل تسليط المزيد على كل حدث رياضي جديد، لذلك نبارك لكم جميعا. وكل عام و«الوسط» بألف خير.
عباس العالي
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ