العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ

ما قدمته «الوسط»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليوم تكمل «الوسط» عامها السابع، فقبل سبع سنوات من الآن وفي 7 من سبتمبر/ أيلول 2002 كان جميع العاملين في هذه المؤسسة الوليدة يترقبون كيف سيستقبل البحرينيون هذه الصحيفة الجديدة. لقد وجدت هذه الصحيفة كإحدى ثمار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ويمكن أن تكون إحدى أهم الثمار اليانعة لهذا المشروع.

كان الجميع من صحافيين ومخرجين ومنفذين وفنيين يشعرون بمشاعر مختلطة من الرهبة والخوف والفرح فقد مر أكثر من ثلاثة أشهر من عملية التحضير لأول إصدار ينبئ بصحافة جديدة ومختلفة في البحرين بعد أن كان الصوت الواحد واللون الواحد والرأي الواحد هو المسيطر على الساحة الإعلامية.

لم يكن هذا الأمر يعود الى الصحف الموجودة آنذاك ولا يمكن تحميلها المسئولية كاملة عن غياب الرأي الآخر والطرح المختلف عن ما هو معهود فقد كان أصحاب القرار والمسئولون يمثلون السلطة الرقابية على الصحف بجانب وزارة الإعلام، فلا يمكن انتقاد أي منهم أو انتقاد وزارته أو إدارته، فيكفي اتصال واحد من أي من المسئولين ليوبخ الصحافي ويُمنع من الكتابة في أي موضوع متصل بهذا المسئول.

وحتى بعد العهد الإصلاحي والانفتاح كانت الصحف الأخرى تنتظر أن تفتح «الوسط» الملفات الملغمة والحساسة لتتبعها بعد ذلك، ولهذا فقد كان لـ «الوسط» شرف فتح العديد من الملفات، كملف الفساد، وإفلاس التأمينات، وجدار المالكية وغيرها من الملفات التي لم تكن لتطرح لولا الموقف الشجاع والصادق لصحافيي «الوسط» وعلى رأسهم رئيس التحرير الذي تحمل الكثير من الضغوط والتحديات.

صحيح أن الظروف الموضوعية والسياسية مع عهد الإصلاح ساعدت كثيرا في نجاح «الوسط» - وهي ظروف لم تتوافر لغيرها من الصحف التي لحقتها - فحتى القراء كانوا متلهفين على صدور شيء جديد لم يكن معهودا لديهم من قبل ولكن هذه الظروف كانت لفترة محدودة وخصوصا مع صدور صحف أخرى, ولذلك فإن ما ميز «الوسط» عن غيرها هو الشجاعة في الطرح والحرفية والمصداقية التي من دونها لا يمكن لأي مطبوعة أن تستمر في الصدور.

ومع كل ذلك لا يمكن إغفال ما قدمته «الوسط» لعموم الصحافيين في البحرين الذين كانوا ولفترة طويلة يعملون في ظروف شاقة وصعبة ولا يلقون غير رواتب زهيدة تقل بكثير عما يحصل عليه الصحافيون في الدول المجاورة وحتى العاملين في نفس مجالهم في البحرين كالعاملين في شركات العلاقات العامة. فـ «الوسط» لم ترفع من رواتب صحفييها فقط وإنما نشرت اسماء محرريها على صدر الصفحة الأولى وسنت بذلك سنة بحرينية جديدة وجعلت الصحف الأخرى تحسن أوضاع العاملين لديها. ان قيمة الصحافي البحريني لم تجد لها واقعا ثابتا ومرموقا إلا بعد صدور «الوسط».

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً