العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ

محو «الأميّة الإعلامية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قد يكون مصطلح «الأميّة الاعلامية» غريبا، ولكنه وارد ضمن أدبيات البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، وأورده في مقال اليوم للتزامن مع مناسبتين. فمن ناحية يصادف 7 سبتمبر/ أيلول 2009 (اليوم) الذكرى السابعة لانطلاق صحيفة «الوسط»، ومن ناحية أخرى فإن 8 سبتمبر (غدا) يصادف اليوم العالمي لمحو الأميّة... وعليه، فإن الدعوة لمحو الأميّة لها دعوة مصاحبة هي «محو الأميّة الإعلامية»، فما المقصود من ذلك؟

باختصار، تشير أدبيات البنك الدولي إلى أنه وفي عالم اليوم المتسارع نحو البيئة الرقمية فإن أشكالا جديدة من القراءة والكتابة نشأت بسرعة أيضا، والتحدي يكمن في إيجاد الوقت والموارد من أجل اكتساب القدرة على مواكبة الأدوات الجديدة والمهارات اللازمة للبقاء على اطلاع واتصال بالعالم من حولنا. ونظرا لسرعة الانتشار عن طريق تكنولوجيات الإعلام التقليدي والجديد، فقد أصدرت المفوضية الأوروبية (وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي) توصية جديدة دعت فيها الدول الأعضاء لإتاحة فرصة تعليم «وسائل الإعلام» لجميع المواطنين، بل إن التوصية تذهب إلى أبعد من ذلك وتحثّ الدول الأوروبية على «إلزامية» تعليم مادة «وسائل الإعلام» في المناهج المدرسية.

المفوضية الأوروبية اعتبرت أن «محو الأميّة الإعلامية» شرط أساسي ومسبق لتفعيل «المواطنة النشطة». وأشارت إلى أنه ورغم ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت في أوروبا، إلا أنه لاتزال هناك ثمة فجوة في المهارات بين المواطنين من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في استخدام الإنترنت والتكنولوجيات الجديدة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشباب يتجه إلى الإعلام الجديد أكثر من الإعلام التقليدي، فإن هناك سلوكيات مختلفة وفجوة في المهارات من ناحية التعاطي مع وسائل الاعلام المختلفة، وهذه - إذا استمرت - ستؤدي إلى انتشار «الأميّة الإعلامية»، مما يعني ضياع الفرص، بل إن الجيل الجديد قد يشعر بالغربة عن محيطه وبالاستبعاد الاجتماعي.

وعلى أساس كل ذلك، فإن المفوضية الأوروبية أوصت بغرس المهارات الجديدة للقراءة والكتابة في جميع قطاعات المجتمع عبر اعتماد مبدأ «إلزامية تدريس وسائل الإعلام» بمختلف أصنافها في المدارس، وذلك لتمكين المواطنين من تفعيل دورهم في الشأن العام. واعتبرت التوصية أن «محو الأميّة الإعلامية» سيكون حافزا وشرطاَ مسبقا من أجل ضمان استقلال وتعددية وسائل الإعلام التي تشكل وتؤثر في الرأي العام، وهذا بدوره يعزز البيئة التي تفسح المجال لوجهات نظر متعددة وآراء متنوعة من شأنها إثراء المناقشات العامة، وهذه جميعا تؤدي إلى تعزيز قيم التنوع والتسامح والشفافية والمساواة والحوار، وهذه القيم هي جوهر الديمقراطية والحكم الصالح (الرشيد).

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2558 - الأحد 06 سبتمبر 2009م الموافق 16 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:16 م

      آن الأوان لتدريس الاعلام ...3

      في مناهج الثانوية لأهميته للناشئة والأجيال القادمة على أن تكون الدراسة نظرية وعملية , ومع ذلك سيبقى الإعلام التقليدي هو الأصل ولن يستغني عنه المواطن العربي وشكراً للإطلاق التجريبي لجريدتكم فهو ناجح. ام محمود

    • زائر 2 | 1:12 م

      آن الأوان لتدريس الاعلام ... 2

      المطبوعة والتقليدية لأسباب كثيرة منها سرعة وسهولة التصفح عن طريق الانترنت , القدرة على اختراق الحدود والقارات وتغطية آخر الأخبار بالصوت والصورة في ثواني , ميزة التفاعلية مع الصحفي عن طريق كتابة التعليقات والآراء , رخص التكاليف فالقارئ يستطيع قراءة جميع الصحف المحلية والعالمية وهو جالس في منزله , خاصية الأرشيف والرجوع إلى أي مطبوعة وفي أي تاريخ . وأنا أؤيد كلامك وأعتقد انه حان الوقت لإدراج مادة ( الإعلام الحديث ووسائله)

    • زائر 1 | 1:09 م

      آن الأوان لتدريس الاعلام في المدارس

      لقد كنت من أوائل الحاصلين على البكاليورس في الأعلام وكنت متعلقة بمهنة الصحافة أو مهنة المتاعب كما تسمى وهي عشقي الأول والأخير ومع ذلك لم استطع العمل في المجال الإعلامي لصعوبات متعددة في ذلك الوقت وخلال الدراسة قمنا بزيارات ميدانية إلى صحف الإمارات وهي "الخليج" "الاتحاد" و"البيان" وقابلنا مجموعة من الصحفيين ورسامي الكاريكاتير ورؤساء التحرير والآن مع الثورة المعلوماتية والتكنولوجيا والطفرة في عالم الاتصالات نجد إن الصحافة الالكترونية تنافس الصحافة الورقية ..

اقرأ ايضاً