العدد 2557 - السبت 05 سبتمبر 2009م الموافق 15 رمضان 1430هـ

جسدي... سلاحا

تناقل الكثير، خلال اليومين الماضيين، رسالة الكترونية تحوي ثمان صور مروعة للغاية للإنتحاري عبدالله حسن عسيري الملقب بـ «أبي الخير» الذي فجر نفسه مساء يوم الخميس 27 أغسطس/ آب في محاولة فاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف.

وتصدرت عبارة: «الصور لا تصلح لأصحاب القلوب الضعيفة وذوي الإحساس المرهف» وحملت إشارة (+18) باعتبارها صورا لا تليق بأن يشاهدها من هم أقل من ثمانية عشر عاما... وفي الحقيقة، فإن مجموعة الصور الرهيبة المفزعة كانت دون شك، تثير تساؤلا في أذهان الكثير من الناس: «ما الذي حل بشباب في عمر الزهور لأن يفتكوا بأعمارهم فتكا دون طائل؟ وما السر في نجاح قيادات القتل والتكفير والإرهاب في دفع المزيد من الشباب ليصبحوا قنابل شديدة الانفجار تفتك بهم وتفتك بآخرين من الأبرياء؟».

هذا من جهة، أما من جهة أخرى، وفي خضم مواقف الرفض والتنديد بهذه العمليات الإجرامية في حق المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، ومن حقنا هنا أن نتساءل «وما ذنب الأبرياء الذين يذهبون ضحايا لهذا الهوس الجنوني الإنتحاري؟ وما ذنب عائلاتهم»... وبالنسبة لي شخصيا، كان لافتا ذلك المقال الذي نشره مركز النور، وهو مركز اعلامي ثقافي فني مستقل للكاتب فارس الكامل واستعرض فيه كتاب (جسدي... سلاحا)، للمؤلف كريستوفر رويتر الذي يسلط فيه الضوء على ظاهرة الإنتحاريين، خصوصا في محور خلط الدين بالسياسة والفرق بين الإستشهاد والإنتحار، فالإسلام يحرم الإنتحار، ويحرم قتل الإنسان لنفسه باعتباره أمرا مخزيا تدينه كل المرجعيات الدينية، وأن العمليات الإنتحارية ليست سوى تبديد للحياة البشرية، والقتل الأعمى للأبرياء يولد كراهية عامة، فالإرهاب هو حيلة العاجز وهو كراهية وقبح صريح لكل قيم الحب والجمال.

أهم محور يتوجب أن ينظر إليه المتصدين للشأن الديني والخطباء والمثقين وصناع الرأي، خصوصا في الدول الإسلامية التي ابتليت بجماعات التشدد والتكفير والإرهاب، هو ذلك الهدف (المباح) في عقول الإنتحاريين... الإستعداد لاستعمال العنف من اجل الوصول إلى هدف يحقق مكسبا سياسيا لفئة دينية أو عرقية أو اجتماعية بما ينطوي على فكرة سلب الآخر حقه في الوجود.

لا مناص من القول أن الدول التي ابتليت بهذا المد الجنوني من الإرهابيين، أخطأت كثيرا حينما غذت وحوشا ضارية، وقد يكون من الصعب جدا السيطرة عليها على المدى القريب، لكن، ما لم تعيد النظر بدقة في خطابات ودعوات المروجين لشرعية الموت، فإنها راضية بفتح الأبواب للقتل المشروع الذي يحرق اليابس والأخضر، وهذا يلزمها بأن تحذر كثيرا من الوحوش الضارية التي تحيط بها

العدد 2557 - السبت 05 سبتمبر 2009م الموافق 15 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:21 م

      انتحار غبي

      الموضوع لا يحتاج الى البحث او اي شيء آخر لان
      كل ما حصل هو عملية انتحارية غبية جدا راح فيها
      انسان غير عاقل والا كيف يقدم على هذا العمل ؟؟

    • زائر 6 | 12:58 م

      زائر رقم واحد اسمح لي

      أولاً شكراً للأخ الكاتب فالموضوع يستحق القراءة، لكن استغرب من رد الأخ زائر (1)، يقول لنبحث عن مسببات تفجير الشخص لنفسه.. لنفترض أنه صاحب حق أو حاجة أو أنه مظلوم.. هل يجوز أن ينتحر من أجل استرجاع حقه؟ وهل يجب أن يموت أبرياء يعيلون أسراً ولديهم اطفال يطعمونهم من أجل حقه هو.. وعجيب غريب موضوع ارهاب مذموم أو محمود أو انتحار او شهادة.. ما فعله عسيري ما هو الا انتحار همجي من انسان وضيع.
      وشكراً لزائر رقم (2) اتفق معك كلمة مؤثرات لكنهم مجرمون أصلاً
      شكراً

    • زائر 5 | 9:31 ص

      وعلى نفسها جنت مراكش

      من الذي مولهم
      من الذي غسل عقولهم
      من الذي روّج افكارهم
      من الذي كفر المسلمين و مزقهم
      نعم على نفسها جنت مراكش

    • ALONLY | 6:29 ص

      لاحول لله يارب

      أكيد يشربونهم أو يعطونهم مؤثرات عقلية ويقصون عليهم

    • زائر 1 | 12:34 ص

      لكل واقعة سبب

      بدلا من التهجم والتعويل وتطنيين الأذان لا بد من الرجوع إلى مسببات تفجير الشخص لنفسه: هل هو من أجل المال أو الجاه أو المنصب أو اللهو؟ فإذا عرف السبب بطل العجب، لابد من التدقيق هل مثل هذه العمليات هي إرهاب مذموم أو محمود أو إنتحار أو شهادة؟

اقرأ ايضاً