العدد 2556 - الجمعة 04 سبتمبر 2009م الموافق 14 رمضان 1430هـ

نداء التغيير

إن القرآن الكريم رسالة من الله عزوجل، وحينما نقول رسالة يعني ذلك وجود مرسل ومرسل إليه.

والاهتمام بالرسالة يكون بحسب المكانة التي يحتلها المرسل في نفس المرسل إليه فكلما كان المرسل كبيرا وعظيما في نفس المرسل إليه ستحظى رسالته بالاهتمام والاخذ في الاعتبار وكلما كانت خلاف ذلك فسيكون نصيبها الاهمال... _إن لم ترمى في حاوية النفايات-. فمستوى الاهتمام بالرسالة القرآنية التي هي من الله سبحانه وتعالى ينبغي أن تكون في أعلى المستويات.

وبعد التأمل فيها ينكشف لنا بأنها ليست مجرد كلمات أدبية يتغنى بها الإنسان ويحسن تلاوتها إنما هي منهج ودستور لهذه الحياة تأخذ بقارئها الذي يحول هذه القراءة لتطبيق وعمل إلى أفضل مستوى من التقدم العلمي، ولكن من المؤسف جدا أن المسلمين شغلوا أنفسهم بالخلافات الطائفية معرضين عن الآيات التي تدعو إلى التعارف، والوحدة، والاحسان، والأخوة، والمساواة، والشورى، وعدم الاعتداء.

مع أن كل طائفة تستمع للقرآن عبر وسائل كثيرة وفي الوقت نفسه تعرض عن مجال التطبيق... أما الآن في بداية هذا الشهر المبارك الذي أنزل الله فيه هذه الرسالة العظيمة، ألا ينبغي علينا أن نتعهد على أنفسنا بتطبيق هذه الرسالة والعمل بها؟

أما آن للزرّاع أن يزرع لآخرته قبل دنياه؟ وللنجار أن ينحت الصورة التي سيحشر عليها؟ وللبناء أن يبني بيت الآخرة؟ وللطبيب أن يعالج النفس الأمارة بالسوء؟

أما آن لجميع أفراد المجتمع أن يغيروا ويعالجوا كل القضايا بمختلفها سواء الدينية، والسياسية والاقتصادية، والاخلاقية؟

إن كل ذلك لا يكون إلا بتغيير الأنفس كما في قوله تعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وهذه سنة تاريخية من السنن التي لا تتبدل كما في قوله تعالى «ولن تجد لسنة الله تبديلا».

الشيخ أيمن ميرزا البلادي

العدد 2556 - الجمعة 04 سبتمبر 2009م الموافق 14 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً