أنا أحد المتابعين لعمود رئيس التحرير اليومي لصحيفة «الوسط» منصور الجمري، وأحد العجبين بجرأة طرحه.
إن ما تناولته في عمودك عن قضية المشروع الإسكاني للقرى الأربع (النويدرات) وهو عين الحقيقة، ذكرني بما قاله الكاتب الكبير مصطفى أمين، عندما قال في كتابه لكل مقال أزمة «أكتب كما أتنفس، ولا أتوقف عن الكتابة إلا إذا و ضعت يد على فمي وكتمت انفاسي، ولا أعرف وأنا أكتب إذا كان مقالي سوف يسعد الناس أو يشقيهم، ولا أعرف مقالا لي أسعد كل الناس، ولكني أعرف مقالات لي أسعدت ناسا وأسخطت آخرين... وأنا أحاول أن أنقل أنفاسي على الورقة لا أعرف ماذا ستكون الصورة النهائية للرسوم، فقد أبدأ أرسم زهرة فإذا بها تتحول إلى خنجر، أو أبدا أحيي صاحب نفوذ، فاذا قلمي يقرن التحيات بالعنات».
وبعض الناس يحسب أنني أريد أن ألعنه وبعض الناس يتصور أنني قصدت أن أحييه، وأنا لم أقصد أن ألعنه أو أحيه، وإنما قصدت أن أكتب الحقيقة، والحقيقة ليست سوداء أو بيضاء فإن فيها ألوانا كثيرة بين الأبيض والأسود، وأرسم أحيانا مقالا باللون الرمادي، فيجئ قراءة ويؤكدون أنه أبيض، ويجئ قراء آخرون ويقسمون أنه أسود، ومن سوء الحظ أن كثيرا من أصحاب النفوذ من المصابين بعمى الألوان يرون الأسود أبيض، والأبيض اسود».
علي أحمد الغانم
العدد 2556 - الجمعة 04 سبتمبر 2009م الموافق 14 رمضان 1430هـ