بعد أربع حلقات فقط من عرض مسلسل «ليالي» على قناة «الحياة» تأكد الجمهور أن أحداثه تتناول بشكل غير مباشر قصة حياة المطربة اللبنانية الراحلة سوزان تميم وعلاقتها برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وقضية قتلها في دبى، المتهم فيها هشام ومحسن السكري اللذان صدر ضدهما حكم بالإعدام.

مسلسل «ليالي» منذ بدء تصويره يواجه شائعات تقول إنه يتناول هذه القضية، ولكنها كانت غير مؤكدة، وزادت بعد تعرض فريق عمل المسلسل - أثناء التصوير في لبنان - لإطلاق نار من شخص مجهول، وعلى رغم أن أسرة العمل نفت هذه الواقعة ونفت أيضا علاقة المسلسل بسوزان تميم، فإن عرض المسلسل حسم كل هذه الشكوك.

ومن الدلائل التي تؤكد بما لا يدع مجالاَ للشك وجود تشابه كبير بين القصتين، أن المؤلف استخدم تيمة اللعب بالأسماء للربط بين القصتين الحقيقية والدرامية، فمثلا الشخصية التى يجسدها عزت أبوعوف وهي «حسام مرتضى» تتشابه اسما وموضوعا مع «هشام مصطفى»، و «حسام» هو رجل أعمال يعمل في العقارات وبناء المدن الجديدة، وهو أيضا عضو في حزب سياسي كبير وعضو في مجلس الشورى. أما شقيق هشام وهو طارق طلعت مصطفى فيتشابه أيضا مع شخصية «طاهر» في المسلسل وهو شقيق «حسام»، وسحر شقيقة هشام تتشابه مع «سهر» وهي الشخصية التي تجسدها حنان مطاوع.

التشابه فى الأسماء لم يقتصر على أسرة هشام فقط، بل امتد إلى معظم الشخصيات الرئيسية، ومنها شخصية عبدالستار تميم والد سوزان، حيث تتشابه مع شخصية «عبدالحفيظ» التي يجسدها صلاح عبدالله والد زينة في المسلسل، وشخصية الضابط السابق محسن السكري تتشابه مع شخصية «مسعد العنتري» التي يجسدها يوسف الشريف وهو ضابط أمن.

أما «ليالي» التي تجسدها زينة، التي تتشابه شخصيتها مع سوزان تميم، فهي تظهر في المسلسل على أنها فنانة كبيرة من الإسكندرية تصعد في عالم الفن تدريجيا حتى ترتبط بعلاقة مع رجل الأعمال «حسام مرتضى» وتنتهى علاقتهما بجريمة قتل - ستكشف عنها الأحداث التالية - حيث يقتلها «حسام»، لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء - بحسب ما ورد على لسان «حسام مرتضى» في «تتر» مقدمة المسلسل - ومن الحوارات التي دارت بين أبطال العمل وتؤكد صدق تشابه القصتين، ذلك الحوار الذى دار بين عزت أبوعوف «حسام» وحنان مطاوع «سهر»، حيث قالت له بالنص: «الكلام اللي بيتقال عننا في الجرايد مش جديد، ماهم بيقولوا إننا اشترينا أراضي من الدولة بـ 150 قرش للمتر وبنينا عليها مدن جديدة بعناها بالملايين».

مصدر من أسرة عمل المسلسل - طلب عدم ذكر اسمه - أكد أن العمل فعلا يتناول قصة سوزان مع هشام طلعت مصطفى، ولكن تم تناولها بشكل غير مباشر تجنبا لأي مشاكل قانونية تحدث من أسرة الطرفين ربما تعرض المسلسل للوقف. أما مؤلف المسلسل أيمن سلامة، فنفى وجود أي ارتباط بين شخصية «ليالي» وبين سوزان تميم، مؤكدا أنه ربما يوجد تشابه بين القصتين في ارتباط الفن برجال الأعمال، ولكن لا يعني ذلك أن المسلسل يتناول حياة سوزان تميم.

ورفض سلامة الإعلان عن نهاية «ليالي» وهل ستلقى مصير سوزان تميم نفسه أم لا وقال: «لن أحرق المسلسل».

محمد حسن - محامي عبدالستار تميم والد سوزان - أكد أنه يتابع المسلسل منذ حلقته الأولى واكتشف أن مؤلفه كتب السيناريو بحرفية تامة حتى لا يعرض نفسه لمسئولية، وقال: المؤلف يبتعد ويقترب من شخصية سوزان تميم، لكنني أثناء مشاهدتي للحلقات دونت عدة ملاحظات لرفع دعوى قضائية بعد أن اتصل بي عبدالستار تميم، وطالب بسرعة رفعها، وأضاف: «سنبدأ الأسبوع الجاري في إجراءات رفع الدعوى على العاملين في المسلسل أمام محكمة الأمور المستعجلة للمطالبة بوقف عرضه».

وقال: شخصية «ليالي» في المسلسل طالبة في الصف الثاني في كلية الصيدلة ولم تستكمل تعليمها بعد مقتل حبيبها «علي»، وسوزان تميم فعلا كانت طالبة في الكلية نفسها وخرجت منها في الفرقة الثانية، وكانت تربطها أيضا قصة حب قوية مع شخص اسمه «علي».

وأكد حسن أن الشائعات التي تتردد عن أن عبدالستار تميم «سمسار سيدات» التي أكدها المؤلف من خلال شخصية «عبدالحفيظ» والد «ليالي» غير حقيقية تماما وقال: لا أجد أي اختلاف بين محافظة الإسكندرية التي تدور فيها أحداث المسلسل،وبين بيروت مسقط رأس سوزان تميم،فكلتاهما مدينتان ساحليتان، والمسلسل ليس به إبداع فني، فهو منقول بالنص عن قصة سوزان تميم، لكن المؤلف كتبها بأسلوب مختلف.

وأكد حسن أنه طبقا لنص القانون لا يجوز تقديم أي عمل فني حول قضية مازالت منظورة أمام القضاء، وصناع هذا العمل خالفوا القانون، لأنهم تبنوا وجهة نظر معينة وفرضوها على الجميع، ولذلك سيتم إدخال رقابة المصنفات الفنية ضمن المختصمين، نظرا إلى منحهم تصريحا بتقديم العمل قبل صدور حكم بات في الدعوى.

وقال: «رفع الدعوى القضائية يتطلب أن يكتب اسم المختصمين ثلاثيا، وما يكتب على «التتر» اسم ثنائي فقط، لذلك أرسلت بطلب على يد محضر إلى نقابة الممثلين والسينمائيين لمعرفة الاسم الكامل للعاملين في المسلسل».