العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ

عندما نفقد الأمل

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما يفقد الإنسان الأمل، فإنّه يمر بمراحل مريرة من الحزن والألم، تؤدّي بالتالي إلى الدخول في مراحل الاكتئاب، والتي تقتضي مزيدا من الوقت حتى يتشافى الإنسان منها جسميا ونفسيا.

فأوّل مراحل الحزن هو الإنكار بوجود مشكلة، وبالتالي لا يعيش الإنسان في وقت المشكلة، ولا يحاول حلّها ولكنه يقوم بتجاوزها وكأنّ شيئا لم يكن، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة والألم والحزن.

أما المرحلة الثانية من الحزن فهي الغضب، أي صب جام الألم على الشخص الذي أحدث ضررا على خلاّنه، وبالتالي يأكل الغضب صاحبه يوما بعد يوم، فلا يبقى منه إلا رماد الحقد والكراهية إذا ما عولِج بطريقة مُثلى.

إلى أن ينتهي من المرحلة الثانية، فإن الإنسان يمر بعدها بمرحلة التوسّل والترجي للطرف الثاني، أي بمعنى آخر يلح ويصر حتى يتم تغيير الواقع الذي لا يغيّره إلا الله بالدعاء.

ثمّ تأتي المرحلة الرابعة وهي أصعب مرحلة من مراحل الحزن، ألا وهي الاكتئاب، إذ يخسر الإنسان أي طعم أو إحساس بأهمية حياته، وتجده تائها مُشرّد الفكر، لا حول له ولا قوّة.

إنّ مرحلة الاكتئاب تُعد من أقسى مراحل الحزن وأشدّها إيلاما على النفس البشرية، إذ إنها تدعو إلى إنهاء الحياة بقتل النفس، وفي أحيان أخرى تتحوّل إلى الانطواء في زاوية بعيدة عن الآخرين، وكذلك تدخل فيها وساوس الشيطان، والتي تكون أبعادها سيئة إذا ما تداركها الإنسان.

وينتهي بنا المطاف إلى أفضل مرحلة وأقواها وأصلبها، وهي مرحلة التقبّل، أي تقبّل ما أصابك من هم وكرب، وتوكيل أمرك إلى الله العالم بالخير والشر لك، والتي تُفيدك في معرفة الخطايا التي قمت بها، وبالتالي محاولة إصلاحها.

إن هذه المرحلة تعتبر من مراحل العلاج الناجحة لأمراض القلوب، إذ من خلالها تطمئن النفس، وتتقرّب إلى الله، وتحاول أن تشق طريقها في الحياة الصعبة، وكذلك يسخّر الله مَن حولك، لمساعدتك على تخطّي مصائبك.

وأقولها لكم يا إخوتي قرّاء «الوسط» الغالين على قلبي، لا تقنطوا من رحمة الله، ولا تفقدوا الأمل فيه، وها هو يوم الجمعة الذي له فضائله العديدة، إذ نزل فيه حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول (ص) أنّه قال: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه» (البخاري 935، ومسلم 852).

سبحان مقلّب القلوب، وسبحان الذي لا ينام، فهو أولى من غيره، وهو السميع البصير، الذي لا يرد من يسأله، وهو العالم بسرائر الأنفس وما تخفى الصدور.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:12 م

      لا حياة مع اليأس 2

      والشعراء كان لهم دور كبير في غرس الأمل في النفوس مثل قول أحدهم (أيها الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلا) وإذا سمـاؤك يوما تحجبت بالغيوم
      أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
      والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج
      أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج
      وسلامتكم من الأحزان والغموم ومرحباً للسعادة والفرح . ام محمود


      رغم وجود الشر هناك الخير

    • زائر 2 | 12:38 م

      لا يأس مع الحياة

      وكيف يرضى المسلمون الصادقون الواعون ذلك لأنفسهم، وهم يقرؤون قولَ ربّهم عزّ وجلّ :
      لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله – وقولَ الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام :
      وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون –
      وقولَ الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام :
      ولا تيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلا القومُ الكافرون .وبالرغم من قسوة الحياة وفقدان الأحبة وتكاثر الهموم يجب ألا نيأس والقرآن الكريم يعطينا الأمل من خلال القصص.

    • زائر 1 | 7:10 ص

      نبيل العابد

      ألا بذكر الله تطمئن القلوب،،

اقرأ ايضاً