توقع كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس (الإثنين) انتعاش أسعار النفط لتصل إلى حوالي 100 دولار للبرميل بين العامين 2010 و2015.
وقال بيرول أمام مؤتمر عن الطاقة في اسطنبول إنه يتنبأ بتعرض أسعار النفط لضغوط نزولية في العام 2009 لكنه يتوقع تحسن الأسعار مرة أخرى في العام 2010 مع انتعاش الاقتصاد العالمي.
وتراجع النفط بنسبة 60 في المئة تقريبا هذا العام في أكبر هبوط سنوي منذ بدء تداول العقود الآجلة قبل 25 عاما.
وارتفعت أسعار النفط فوق مستوى 40 دولارا للبرميل يوم أمس بزيادة بلغت 8 في المئة تقريبا عن الجلسة السابقة بعدما ذكر العنف بين «إسرائيل» وحماس بالتوترات التي قد تهدد إمدادات الخام من الشرق الأوسط.
وقال بيرول إن استثمارات الطاقة حول العالم تأثرت جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، وأضاف أن «المشروعات التي تهدف إلى تطوير حقول نفطية تأجلت، يشكل ذلك خطرا كبيرا، سيرتفع الطلب عندما يبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي».
وتابع، لأن إمدادات النفط ستكون محدودة بسبب الاستثمارات المؤجلة حاليا فستظهر مشكلة خطيرة في العرض والطلب في 2010.
وتوقع بيرول حدوث تحول من سوق للطاقة تهيمن عليه الشركات متعددة الجنسيات إلى سوق تحكمه الشركات الوطنية.
وقال إن 80 في المئة من الزيادة في إنتاج النفط والغاز بحلول 2030 ستأتي من شركات وطنية. وأضاف «ولهذا السبب فإننا ربما نشهد تقلب أسعار النفط والغاز بدرجة أكبر في المستقبل».
وبحلول الساعة 1000 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف 3.18 دولارات إلى 40.89 دولارا للبرميل بعد أن وصل في وقت سابق إلى أعلى مستوى خلال الجلسة عند 42.20 دولارا للبرميل. والنفط في طريقه لتسجيل خسائر تبلغ نحو 60 في المئة هذا العام في أكبر هبوط سنوي منذ بدء تداول المعاملات الآجلة قبل نحو 25 عاما.
وقال المحلل في بتروماتريكس اوليفييه جاكوب في مذكرة أبحاث: «إن العوامل السياسية اختفت من ساحة النفط خلال الشهرين الماضيين ولكن ستستعيد دورها في رفع الأسعار مع أحدث هجوم إسرائيلي على غزة».
وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وتستعد الآن لغزو محتمل للقطاع بعد أن قتلت حوالي 307 فلسطينيين في الغارات الجوية.
وأثارت الهجمات غضب العرب في شتى أنحاء الشرق الأوسط وأبرزت احتمال أن يهدد الصراع إمدادات النفط من المنطقة.
وارتفع الذهب أكثر من 2 في المئة ليصل إلى أعلى مستوى منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد تفجر العنف في الشرق الأوسط.
وصعدت أسعار النفط نحو 7 في المئة يوم الجمعة الماضي متخطية 37 دولارا للبرميل بعد أن حذت دولة الإمارات العربية حذو السعودية في زيادة التخفيضات في إمدادات الخام تنفيذا لأكبر خفض إنتاجي على الإطلاق لأوبك الذي قررته المنظمة الأسبوع الماضي.
وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إن الإمارات خامس أكبر مصدر للنفط في العالم ستخفض صادراتها النفطية من خامي مربان وزاكوم العلوي لشهر فبراير/ شباط بنسبة 15 في المئة ومن خامي زاكوم السفلي وأم الشيف بنسبة 10 في المئة تطبيقا لتخفيضات الإمدادات التي قررتها منظمة أوبك.
وخفضت أوبك الإنتاج ثلاث مرات في محاولة لسحب نحو 5 في المئة من الإمدادات العالمية من أجل وقف هبوط أسعار الخام.
وقال رئيس أوبك شكيب خليل إنه يتوقع استقرار أسعار النفط خلال الشهرين المقبلين بعد تخفيضات الإنتاج.
وقال مسئول صيني كبير في مجال الطاقة إن الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة ستستغل هبوط أسعار النفط في زيادة وارداتها وتعزيز احتياطياتها النفطية.
قال أرفع مسئول بقطاع النفط الليبي إن ليبيا طلبت من شركات النفط العاملة في البلاد خفض الإنتاج بمقدار 270 ألف برميل يوميا بدءا من أول يناير/ كانون الثاني المقبل بما يتجاوز حجم التخفيض الذي تحتاج لتطبيقه تنفيذا لاتفاق منظمة أوبك على خفض الإمدادات.
وقال رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية شكري غانم لرويترز هاتفيا: «أصدرنا تعليماتنا لشركات النفط العاملة في ليبيا لخفض إنتاجها 270 ألف برميل يوميا من أول يناير التزاما بقرار أوبك». وأضاف شكري أنه لأسباب فنية فإن الخفض أكبر من المستوى المستهدف للإنتاج الليبي بمقتضى الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لخفض الإنتاج 2.2 مليون برميل يوميا لدعم أسعار النفط.
ولم تنشر أوبك سقف الإنتاج المستهدف لكل دولة على حدة لكن مصادر وتحليلات بيانات «رويترز» تشير إلى أن الخفض الليبي المستهدف يبلغ نحو 250 ألف برميل في اليوم.
العدد 2307 - الإثنين 29 ديسمبر 2008م الموافق 01 محرم 1430هـ