العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ

إنها الأرض

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أهم وأحسن الأخبار التي نقلتها الصحافة خلال الأسبوع الجاري، الخبر الذي أعلنه رئيس لجنة التحقيق في أملاك الدولة، في إطار مساعيها للتدقيق مع المالية والتسجيل العقاري بخصوص 171 عقارا.

الخبر يتحدث عن إرجاع عقار الحد البالغ مساحته أكثر من مليون و732 ألف متر مربع إلى وزارة الإسكان، بعد أن حوّل سابقا إلى شركة البحرين للاستثمار العقاري. ويُحسب للنواب اعتراضهم على تحويل هذا العقار المهم إلى الشركة، لأنه كان مخصصا للمشاريع الإسكانية، وتبلغ مساحته 1732455 مترا مربعا.

ملف الإسكان من أهم الملفات التي يمكن أن يعمل عليها النواب، فالقضية تهم جميع المواطنين، ولا يمكن اتهام من ينادي بالحفاظ على ملكية الأراضي العامة، بأنه يعمل لفئة أو طائفة أو إثنية أو عرق. فقضية الأراضي تمس حاضر كل مواطن، وتمس مستقبل كل شاب وشابة، وطفل وطفلة، من كل المحافظات الخمس.

يمكن للكثيرين انتقاد البرلمان لضعف أدائه، ولقلة محصوله، ولكن أية جهود تؤدي إلى حفظ الأرض كثروة عامة، سيبقى موضع تقدير، وهو أمرٌ يشترك فيه البرلمان والمجتمع المدني، والتحركات الأهلية، والصحافة التي تمارس دورها وتتحمل مسئوليتها تجاه الوطن.

لا نريد أن نستبق الأحداث أو نبالغ في الإنجازات، لكن لابد من البناء على ما تم، فالأرض إحدى الثروات العامة، وإحدى عناصر السيادة، حتى العرب القدامى ربطوا الأرض بالعرض. ويكفي أنها ستلعب دورا كبيرا في توجيه الحراك السياسي في المستقبل المنظور، وسيرتبط بها الأمن والاستقرار ارتباطا وثيقا.

البحرين أصغر بلد عربي على الإطلاق، حتى لبنان أكبر مساحة منا بعشرات المرات. وتعاني من كثافة سكانية مرتفعة، يزيدها حدة حركة التجنيس المدمّرة، التي سيدفع الجميع ثمنها، وطنا وشعبا واستقرارا وموارد شحيحة في الأساس. ولقد أصبح الجميع يدرك الآن ما يلقيه التجنيس من ضغوط على الخدمات العامة، من صحة وتعليم ومواصلات... وخصوصا الإسكان، هذه العبوة المتفجرة التي تنام تحت الرماد. لذا فإن الأرض ينبغي النظر إليها بأحد مفاتيح الأمان بالمستقبل، بدل تركها هكذا، تعمل كصواعق تفجير مسكوت عنها تتفاعل تحت الرماد... وما حدث في القرى الأربع ما هو إلا ضوء أحمر ينبهنا إلى نهاية النفق المسدود.

إن هذه القضية موضع إجماع، ما لم يتلاعب بالعواطف بعض المغرضين، فلا يمكن القبول بتحويل أية أراضٍ سبق تخصيصها للمشاريع الإسكانية في أية منطقة، إلى أية جهاتٍ بحجة الاستثمار، فضلا عن الاستملاك والانتفاع الشخصي على حساب الغالبية العظمى من الشعب، الذي يضطر أفراده للصبر أكثر من 15 عاما بانتظار البيت الذي لا يجئ.

أحد المواطنين كان يتحدّث عن زوج أخته أمس، الذي تزوّج في العام 1987، وأنجب وماتت زوجته، وتزوّج أخرى ليعيش معها وأولاده في منزل أبيه، ومازال ينتظر حتى الآن بيت الإسكان. وهذه مجرد واحدة من قصص المعاناة التي تضيّق الحياة وتقتل الأمل لدى آلاف المواطنين، الذين يرون تفضيل أبناء الأوطان والجنسيات الأخرى عليهم.

على قلة المحصول العام، لا يفوتنا أن نشدّ على أيدي النواب، بارك الله مساعيكم المشتركة للحفاظ على ما تبقى من أرض للمنفعة العامة، فالأرض هي العرض.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 2:42 م

      زائر

      الله يكون فى عون الناس المحتاجة ... وحسبنا الله ونعم الوكيل ................

    • زائر 17 | 2:20 م

      الشكر واجب

      الف شكر للنائب عبدالجليل خليل ونتمنا المزيد من المطالبات التي تهم المواطن

    • زائر 16 | 2:07 م

      انا مواطن بحريني

      اسكن بمدينه عيسى وساكن بغرفه في بيت الوالد لااملك الاغرفه فقط واليهال كبرووا انشر بالغرفه ونطبخ ونقعد وننام فيها وعاطل والمجنس يجي البلد ويحصل شغل وبيت وكل شي

    • زائر 15 | 2:05 م

      سنين من المشاريع الاسكانيه ومانحصل شي

      مدينه عيسى منسيه منالوحدات نبي بيوووت نبي نحس ان لينا حق بالوحدات مانشوف شي وينكم يانواب الغفله

    • زائر 14 | 2:03 م

      علامه الجوده عند الاسكان هي مرور على الطلب الاسكاني 17 سنه واكثر

      حتى تستحق البيت بعد تعب ومعاناه هي حكمه الحكومه اما انها تعطيكم بيوووت بسرعه تحلمون

    • زائر 13 | 2:01 م

      ماهو الحل ياحكومه

      راوتبنا ظعيفة ولايعونا قرووض شراء بيت يعني القرووض موشايله همها ماتسوي شيي وبنك الاسكان قرووضه ميته والحكومه ماتعطي بيوت الابعد 17 سنه والمشاريع الاستثماريه تخدم فئه معينه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟زين وباقي الشعب شسوي يقعد بخيااام يعني

    • زائر 12 | 1:59 م

      كل يوم يشلخون علينا ويضحكون ويقولون الانتظار بينقص الى خمس سنوات

      بس اللي صاير ان احنا ننتظر 15 سنه واكثر تعبنا نبي بيت

    • زائر 11 | 1:57 م

      الله ياخد الحق منكم ياظلام

      ابني معاق وطلبي من 99 مدينه عيسى ابي بيت احلم ببيت المعاق له احتياجات يحتاج غرفه وحمام مجهز وانا لااملك الاغرفه في بيت والدي فقط وين الحكومه تشوف لي حل ولمتى بصبر

    • زائر 10 | 7:45 ص

      البوقات الباقية

      جان زين بعد يرجعون ال 2 مليار مال بوقة البا, و فلوس التامينات وبالمرة بعد شوفو لينا من ضرب على الارض اللي بعد معرض الفورد على البحر (قبل العكر), شوفو لينا منو البايع ومنو المشتري.

    • زائر 9 | 7:26 ص

      عابرة

      (( وهذه مجرد واحدة من قصص المعاناة التي تضيّق الحياة وتقتل الأمل لدى آلاف المواطنين، الذين يرون تفضيل أبناء الأوطان والجنسيات الأخرى عليهم )) لب المشكلة هنا

    • زائر 8 | 7:15 ص

      يعد إنجاز يحسب لكتلة الوفاق في المقام الأول

      وللنائب عبدالجليل خليل ثانيا، رغم أن ما قاموا به على أهميته لكنها خطوات تمهيدية وليست جذرية، لأن الحل الجذري في إيصال الخدمات والمنفعة للمواطن في يده حينها يتم الإنجاز الواقعي، شكرا لمساعيكم ودمتم ذخرا للمواطنين

    • زائر 7 | 6:08 ص

      الأرض ستضيق حتما..

      البحرين مهددة بقنبلة بشرية في العقود القادمة نتيجة أمرين التجنيس مقابل التفريخ البشري وستكون الفئة الأكثر تضررا هي الفئة الصامته التي ستفقد كل شيء بنته على مدى تاريخ البحرين القديم والحديث ..فكفانا صمتا.

    • زائر 6 | 6:00 ص

      الله يستر

      كأن صاحبنا مو رغبان في هذي الأرض
      و راح يحوش ارض ثانية. خبركم اهناك أزمة اراضي بس علينا مو على اصحاب يأجوج و مأجوج!

    • محب البحرين | 5:30 ص

      حسافة يالبحرين

      للأسف مضطر أقول "إذا عشت في بلد الجمزة, في زمن الجمبزة, فاعلم بأنها مطنزة"

    • زائر 5 | 3:52 ص

      حركآآآآآآآآآت

      يا اخي كلها حركآآآآآآت يعني ضجيج من غير حجيج .. الهدف إسكات اصوات ملت من المناشدة و المطالبة بحقوقها و تحويل اهتمامها من امل ذهب في مهب الريح الى آخر سيذهب

    • زائر 4 | 2:15 ص

      أهم شيء القبر

      أهم شيء المقابر ما تصادر ونتظر الى دفن الموتى فى بيوتنا الي يدوب تتحملنا أحياء!

    • زائر 3 | 2:12 ص

      إرجاع فقط؟

      إرجاع؟؟؟
      يعني أن هناك من سرق أليس كذلك؟
      أين العقاب وأين العدالة؟
      يعني واحد يسرق صرة بقل من سوق الخضرة حرامي ، وواحد يسرق أرض مساحتها أكثر من مليون ونصف متر مربع لا يعامل كلص؟
      أين هي العدالة؟

    • زائر 2 | 1:49 ص

      وأنت صدقت أنها رجعت؟!

      ربما العملية مجرد تدوير.. فربما رغب في هذه الأرض من هو أكبر نفوذا أو ربما سيتم تقسمها بينهم، وإلا لو على الكلام لما ظل أحد من المواطنين بدون سكن فكل يوم نسمع بمشروع اسكاني جديد ولكن لا نرى إلا الريش بل حتى الريش ما نشوفه - أين المدينة الشمالية الموعوده؟ أين مشروع المالكية الإسكاني؟ وأين وأين وأين الكثير من الوعود الكاذبه.. ثم بعد ذلك الكل أسرة واحدة!! كيف نكون أسرة واحدة والبعض يستولي على كل الأراضي والبحار والسواحل والشعب لا يجد شيء؟

    • زائر 1 | 11:02 م

      التجنيس

      التجنيس قنبلة موقوتة وهو آفة كل شيء في البحرين(السكن-الوظائف-الخدمات من تعليم وصحة ووو)وبعد عقد او عقدين من الزمن ستنشب الحرب الأهلية لا محالة في أوال فالويل لأوال ستلاقي الأهوال

اقرأ ايضاً