العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ

عبدالعزيز حمزة يؤرخ لـ «طبعة البلاد القديم» من قصيدة لملا عطية الجمري

استعان بعدد من الناجين وأهالي الضحايا ومعاصري الحادثة... بعد مرور 60 عاما على الفجيعة

يدشن الوكيل السابق لوزارة الصحة عبدالعزيز حمزة بمعية أهالي البلاد القديم وعموم المواطنين وحشد من المدعوين يوم الأحد المقبل كتاب «طبعة البلاد القديم» الذي يتحدث فيه مؤلفه عن حادثة غرق 41 مواطنا في رحلة بحرية كانت متجهة من البلاد القديم إلى قرية النبيه صالح العام 1949 (أي قبل 60 عاما).

وقال الطبيب رؤوف المدحوب، وهو أحد أهالي البلاد القديم الذين ساهموا في ترتيب الزيارات الميدانية وتوثيق شهادات الأهالي وكان من ضمن فريق العمل مع مؤلف الكتاب عبدالعزيز حمزة، متحدثا عن تجربته في هذا الصدد، «إن بداية الحديث عن تأليف الكتاب جاء بعد تأليف حمزة لكتابه «دموع على جزيرة» الذي حوى قصيدة للملا عطية الجمري تحدث فيها عن «الطبعة» المعروفة عند أهالي البلاد القديم وعموم شعب البحرين».

وأضاف «بعد أن تواردت لدى المؤلف فكرة البحث والتدقيق عن الحادثة لم يكن لديه إلا القصيدة المذكورة مرجعا يعتمد عليه في النبش عن تاريخ هذه الفاجعة التي حلت على البحرين والتي راح ضحيتها العشرات من أهالي البلاد القديم من رجال وشيوخ ونساء وأطفال، فكان لابد من الاستناد إلى روايات الأهالي ومن عاصر تلك الحادثة، ومن هنا بدأت علاقتي بالموضوع، إذ طلب المؤلف عزيز حمزة من الطبيب عبدالعزيز حسن الشعباني بحكم علاقته به أن ينسق له مع الأهالي ممن شهدوا الحادثة وعاينوها، ومن أهالي الضحايا الذين فقدوا خلال تلك الطبعة التي حدثت في العام 1949، إذ بدوره كلمني للانضمام إلى فريق العمل، وكان ذلك قبل نحو ستة أشهر من الآن».

وتابع «استطعنا في البداية أن نحصل على عدد من الناجين وعدد آخر من أهالي الضحايا الذين مازالوا أحياء، وكذلك عدد آخر من الأهالي الذين عاصروا تلك الفاجعة، وأيضا عدد آخر ممن ساهموا في إنقاذ بعض الناجين في قرية البلاد القديم التي حدثت فيها النكبة، وكذلك عدد آخر من الأهالي من قرية النبيه صالح ممن حضروا الواقعة وساهموا في إنقاذ الناجين، بحكم أن السفينة التي غرقت كانت متوجهة في رحلة من البلاد القديم إلى النبيه صالح وفاء لنذر نذرته إحدى الأمهات بحق ابنتها إذا ما كبرت ووصلت لسن الزواج».

وأردف رؤوف المدحوب «استمعنا إلى نحو 20 شهادة من الناجين وأقارب الضحايا وشهود العيان حينها ممن شاهدوا السفينة تغرق في عرض البحر، ووثقنا كل تلك الشهادات بالصوت والصورة، وسيتم عرضها في ليلة تدشين الكتاب. كما ان جهدنا لم يقتصر على توثيق الشهادات، بل شكلنا فريقا ميدانيا، وذهبنا إلى الحي الذي خرج منه الأهالي المنكوبون في الحادثة ويسمى «أبو خفير» بالبلاد القديم، وذهبنا إلى المسجد الذي انطلقوا منه إلى السفينة واسمه «الكرشية» وهو مازال موجودا بالقرب من نادي الاتحاد الرياضي حاليا، كما تتبعنا وفق شهادات من حملوا الجثث وأرجعوها إلى البلاد القديم الطريق الذي سلكه المنقذون من الساحل وحتى داخل القرية لإعادة الجثث إلى القرية قبل دفنها».

وواصل «كما جلسنا أيضا مع عدد من مؤرخي القرية، واستمعنا لعدد من المؤلفات لتوثيق جانب من تاريخ البلاد القديم والنبيه صالح، وأجرينا مسحا على المزارات التي تحويها القريتان».

وعن الصعوبات التي واجهتهم، قال المدحوب «لقد بذل المؤلف عزيز حمزة جهودا نوعية في تأليفه الكتاب، وكان يعمل بشكل يومي في عمل ميداني متواصل خلال فترة الستة الأشهر الماضية، وكنا بمعيته نقابل الأهالي، غير اننا لسنا متفرغين في الأصل، لذلك كان الجهد المبذول من الجميع جهدا متواصلا وشاقا، كما اننا قوبلنا برفض بعض النساء ممن لهن علاقة بـ»الطبعة» للحديث عن الموضوع، بالإضافة إلى انه لم يكن لدينا في بداية المشوار إلا قصيدة الملا عطية الجمري مرجعا للاستناد إليه بخصوص الحادثة، كما أن المعلومات التي نتحصل عليها لم تكن تأتي بسهولة، فأحيانا كنا نستمع إلى شهادات تستغرق وقت الموعد كله، ولا نحصل فيها إلا على معلومة واحدة، وأحيانا تكون المعلومات متكررة، لأننا كنا نكتب كل ما يقوله الشهود ونحلل كلامهم بعد انتهاء المقابلات، ونربط بين أجزاء القصة التي كنا نحصل على صورها مجزأة بحسب ما شاهده أو عايشه المتحدثون من كبار السن».

وقال إن «أكثر ما شدنا إلى الموضوع، هو أن «طبعة البلاد» شكلت خلال فترتها الزمنية فاجعة كبرى لدى شعب البحرين، ولنا أن نعقد مقارنة بين ضحايا طائرة طيران الخليج المنكوبة وعددهم 45، في مقابل 41 ضحية هم ضحايا «الطبعة» المعروفة، فضحايا الطائرة التي فجعت بها البحرين كلها مقاربون لعدد ضحايا «الطبعة»، وكان أولئك موزعون على مختلف المناطق، بينما ضحايا «الطبعة» كلهم من قرية واحدة، وهنا يبرز مقدار الفاجعة في ذلك الحدث التاريخي».

وتابع «رغم إن الحادثة مضى عليها 60 عاما، إلا أننا عندما كنا نستمع إلى شهادات الأهالي كنا نستشعر مقدار الألم والفاجعة التي تحتويهم وهم يتذكرون الأحداث المروعة التي واكبت «الطبعة»، ولعلي أشير هنا إلى ألطاف الله تعالى ومشيئته التي تغلب إرادة الإنسان، إذ نجا من الغرق حينها أحد العُمي الذين كانوا على متن السفينة، فيما غرق رجال أشداء، كما نجت طفلة رضيعة كان عمرها لا يتجاوز الثلاثة أشهر، وهي الآن جدة، كما سرد لنا شهود عيان على الحادثة كيف أن عددا ممن كانوا على السفينة نجوا بأنفسهم، لكن سرعان ما عادوا بحثا عن أهاليهم وأقاربهم الذين ابتلعهم البحر، فكانت مشيئة الله أن يذهبوا هم أيضا ضحايا في تلك الحادثة»، مضيفا «استطعنا أن نحصي 35 اسما للضحايا، كما أحصينا عددا من أسماء الناجين من حادثة الطبعة».

وختم حديثه بالقول: «سيتم تدشين الكتاب مساء الأحد المقبل في البلاد القديم، وستكون مناسبة وطنية بامتياز أن نستذكر فاجعة مرت على البحرين منذ عقود، وهي فرصة لنشيد بالجهد الجبار الذي بذله المؤلف عبدالعزيز حمزة في تأليفه الكتاب وتوثيقه للحادثة».

من جهته قال الطبيب عبدالعزيز حسن، وهو أحد الذين كانوا ضمن فريق العمل وساندوا المؤلف بجهد كبير في سرده للجهد المبذول في الكتاب، «إن المؤلف عبدالعزيز حمزة كان يعكف على التحضير لكتاب وفيلم «دموع على جزيرة» الذي يتناول الكوارث التي مرت بها البحرين ومن ضمنها طبعة البلاد القديم، إذ أبدى اهتماما شخصيا بتوثيق هذه الحادثة، إذ لا يوجد أي توثيق من قبل أية جهة رسمية أو أهلية فيما عدا قصيدة للمرحوم ملا عطية الجمري، وبما أنني قد فقدت أربعة أشخاص من أقاربي ومن ضمنهم اخوين اثنين، شكل هذا نوعا من التشجيع للعمل ضمن الفريق الذي تشرفت أن أكون من المشاركين فيه والمكلف بجمع المعلومات والوثائق حول هذه الحادثة، إذ قرر الفريق برئاسة حمزة جمع المعلومات من الأشخاص الذين عاصروا تلك الفترة».

وأثنى حسن على المؤلف عبدالعزيز حمزة وعلى الجهد الخاص الذي بذله في سبيل تأليف هذا الكتاب والفيلم الوثائقي الذي يلقي الضوء فيه وبكل التفاصيل على كارثة إنسانية مر على حدوثها نحو ستين عاما في «مسقط رأسه» قرية البلاد القديم التي حدثت قبل أن يبصر النور ببضع سنين.

العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:12 م

      فاطمة

      الطفلة الي نجت هي جدتي اسمها بدرية عمرها ظ§ظ£ سنة

    • زائر 4 | 8:23 ص

      سذاجة ...

      ابوي احد الذين شهدوا تلك الواقعة وقد فقد اخته فيها ،ولازال والدي يتمتع بذاكرة طيبة وقد ناهز عمره اكثر من ثمانين عاما لكنه يتكلم لغات لانه من اولئك الذين عملوا في ( الجبل ) بابكو وما خرف ولا يكذب يالطيب ليش البعض يستهن بعمل وطني ووثائقي كبير. وبعدين في اشخاص ناهز عمرهم التسعين لكن ذاكرتهم لم تتاثر كثيرا .

    • زائر 3 | 4:17 ص

      جواب

      بس لا تنسى يا الطيب انه بنات أةل كانو يزوجون وهم في سن مبكر جدا يعني موغريبة اتكون جدة وهي في شبابه خاصة ان الواقعة صارت سنة 1949 يعني قبل ستين سنة وهي كان عمره ثلاثة اشهر يم تغرق ونجت بفضل الله بعني عمره مو وايد والي كان اكبر منه الحين عمره 75 إلى ثمانين تسعين سنه وين المشكلة يالطيب .

    • زائر 2 | 4:13 ص

      الله يعطيكم العافية

      جهود تستحق الشكر والثناء ..
      نتمنى لكم التوفيق في عملكم هذا ..
      واخص بالشكر الجزيل الى كل من ساهم في هذا العمل ابدأهم بالكاتب والدكتور عبد الرؤوف المدحوب وعبد العزيز الشعباني ..
      اسماء لمعت في البلاد القديم خاصة وبالبحرين عامه اتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح ..
      Sweet Heart

    • زائر 1 | 2:14 ص

      سؤال

      الفكره حلوه ولو أنها عن قصة مأساوية، بس عندي سؤال: الحين كل اللي سألتوهم عن الطبعة راح ايجاوبون ابصدق، يعني في واحد ايقول انه انقذ الغرقى وواحد يقول انهو نجى من الغرق، اذا انتو اتقولون في طفلة عمرها اشهور نجت من الغرق وصارت الحين جدة يعني اللي يتكلمون عن انهم انقذوا الغرقى يا انهم احين متوفين أو امخرفين... ومنكم السموحة

اقرأ ايضاً