العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ

بهية الجشي: «الوسط» شكلت رافدا مهما لحركة الصحافة في البحرين

في برنامج «مدار الوسط» بمناسبة مرور 7 سنوات على صدور «الوسط »

الوسط - محرر الشئون المحلية 

02 سبتمبر 2009

تزامنا مع استعدادات صحيفة «الوسط» البحرينية للاحتفال بعامها السابع الذي يصادف السابع من سبتمبر/ أيلول من كل عام، تستضيف الزميلة ريم خليفة في حلقة خاصة من برنامج «مدار الوسط» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» عضو مجلس الشورى بهية الجشي التي تقول إن «الوسط» شكلت رافدا مهما لحركة الصحافة في البحرين، لأنها أولا انبثقت مع فترة الانفتاح والإصلاح ولذلك استطاعت أن تستخدم مساحة الحرية المتاحة لتكون صوتا معارضا ولكن في الوقت نفسه معبرا عن مصالح المواطنين وآرائهم.

* ما رأيك في الصحافة البحرينية عموما؟

- أولا، أنا أحب أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئ صحيفة «الوسط» بهذه المناسبة، وأهنئ هيئة التحرير فيها وكل العاملين في الصحيفة بمرور 7 سنوات على تأسيس صحيفة «الوسط». وأيضا أهنئهم على مشروع «الوسط أون لاين» الذي يشكل إضافة جديدة ونوعية في الصحافة الإلكترونية.

بالنسبة إلى رأيي في الصحافة البحرينية، أنا أعتقد أن الصحافة البحرينية شهدت نقلة نوعية كبيرة خلال السنوات الأخيرة سواء كانت من حيث عدد الصحف أو من حيث النوع. ولاشك في أن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي أتاح مساحة كبيرة من الحرية، سواء حرية التعبير أو الانفتاح، وهذا انعكس إلى حدّ كبير على تطور الصحافة البحرينية، أولا من حيث عدد الصحف الآخذة في التزايد يوما بعد يوم، ولكن أيضا بالنسبة إلى مساحة الحرية المتاحة التي كانت محفزة ودافعة لظهور صحف جديدة وأقلام وآراء متعددة ومتنوعة، وهذا طبعا شيء جميل.

إن حجم البحرين ومساحتها انعكست لا شك على وضع الصحافة، فأنا أتساءل: هل وضع البحرين وحجمها يستحمل هذا العدد الكبير من الصحف؟

لذلك أنا أجد أن هناك نوعا من التكرار في الصحافة، وهذا الذي يدفعني إلى التساؤل. فإذا كان الجواب نعم نحن نحتاج إلى هذا العدد من الصحف، فهناك كثيرون يرون أن زيادة عدد الصحف ليس شيئا سيئا، ولكن أنا أقول: إذا كان الجواب نعم نحن بحاجة إلى هذا العدد، أقول إن الصحافيين ليتهم يبحثون عن الوسيلة التي تجعل الصحيفة متميزة عن الصحف الأخرى، قد تكون هناك فروقات وتميز لصحيفة عن أخرى ولكن بالصورة التي نراها في صحف العالم.

* يعني في صنع الخبر؟

- في صنع الخبر بالضبط، قد يكون الخبر واحدا ولكن صنع الخبر ليس فقط في الخبر، أيضا في التعليقات، في التعليق على الخبر يكون هناك تميّز، بحيث أقول اليوم سوف أقرأ هذه صحيفتي المفضلة.

* أن تكون هناك معلومة جديدة دائما...

- أن تكون هناك معلومة جديدة وأن هناك صبغة معينة للصحيفة تتميز بها، لكن أنا أقول الآن ربما نحن ليس من الإنصاف أن نطالب الصحافة بهذا الشيء وخاصة أن هناك عددا من الصحف مازالت جديدة، يعني 7 سنوات في عمر الصحافة ليست بعمر طويل، لأن تاريخ الصحيفة يُبنى عبر سنوات من التجارب التي قد يكون فيها نجاح، قد يكون فيها إخفاق، لكن في النهاية هي تشكل فيها دروسا لابد أن يتم التعلم منها.

أنا الذي أحب قوله أيضا، هناك شعرة بسيطة تفصل بين حرية التعبير وبين الالتزام تجاه الآخرين ومشاعرهم وخصوصياتهم وحريتهم أيضا، وهذا الشيء يمكن نحن نحتاج إلى أن نلتفت إليه.

* إذا، ما رأيك في الصحافي البحريني؟

- الصحافي في العالم يبدأ صغيرا ثم يكبر شيئا فشيئا، نحن لدينا المشكلة أن بعض الصحافيين يبدأون كبارا، ولذلك أنا كنت دائما أطالب أو من المطالبين بميثاق شرف للصحافيين يحفظ للصحافيين حقوقهم وفي الوقت نفسه أيضا يحفظ حقوق الآخرين.

الصحافة منبر حر وينبغي أن تكون منبرا حرا، ولكن أيضا ينبغي أن نعرف كيف نستغل هذا المنبر بموضوعية وتجرد.

* هذا أيضا يفتح الباب لطرح سؤال: فتح قنوات، فضائيات خاصة، إذاعات خاصة في البحرين، على غرار الكويت، ما رأيك في ذلك مثلا، بما أنك فتحتِ موضوع عدد الصحف وهذا الانفتاح وهذا الكم من الصحافيين؟

- أنا أعتقد أن وجود قنوات خاصة شيء جيد، ولكن أيضا حتى وجود قنوات خاصة يجب ألا نترك الأمور على عواهنها، مع حرية التعبير والانفتاح لا يعني ألا تكون هناك ضوابط.

* طبعا هذا في ظل وجود قانون، لا يوجد قانون حالي لتنظيم هذا الأمر...

- نعم، يجب أن يكون هناك قانون ينظم هذه العملية، أما أن نترك الأمور على عواهنها هكذا كأنها ساحة مفتوحة، صحيح أن لدينا حرية تعبير، صحيح أن لدينا حرية صحافة ولكن أيضا كل شيء يجب أن ينظم بقانون ليعرف كل واحد أين يقف وما هي حدوده وما هو مطلوب منه بموجب القانون، وإلا نحن نقول نحن دولة القانون والمؤسسات فيجب أن نحكم، فحينما نقول دولة القانون والمؤسسات فيعني أن القانون يجب أن يحكم كل أمور حياتنا.

* إذا؛ كيف ترين تجربة «الوسط» بعد 7 سنوات من الإصدار؟

- صحيفة «الوسط» لاشك في أنها شكلت رافدا مهما لحركة الصحافة في البحرين، لأنها أولا انبثقت مع فترة الانفتاح والإصلاح ولذلك استطاعت أن تستخدم مساحة الحرية المتاحة لتكون صوتا معارضا ولكن في الوقت نفسه معبرا عن مصالح المواطنين وآرائهم، بدليل أنها استطاعت أن تطرح العديد من الملفات التي تهمّ المواطن وأيضا تواكب الأحداث وتتابعها في وقتها، ما جعل لها حضورا متميزا بالنسبة للقارئ البحريني.

أنا أتمنى مثلما قلت أن تستمر الصحيفة لتكون صوتا للجميع وأن تكون منبرا حرا لكل الأقلام المخلصة للوطن، ولاسيما أن صحيفة «الوسط» استطاعت أن تستقطب العديد من الكوادر الصحفية الشابة التي تعمل فيها والتي استطاعت بالفعل أن تجد لها مكانة في ذاكرة القارئ البحريني، وهذا شيء بالنسبة للصحافة ليس سهلا، لكني كنت أقول قبل قليل إن الصحافي يبدأ صغيرا ولكن مع الكوادر الشابة التي في صحيفة «الوسط» نجد أن هناك كوادر شابة متميزة مواكبة للأحداث وتبحث عن الحقيقة، وهذا أيضا شيء جيد يُحسب لصحيفة «الوسط».

ونتمنى كما ذكرت لصحيفة «الوسط» أن تستمر وتكون صوتا معبرا عن الحقيقة ومواكبا للأحداث، وأن تكون صوتا معبرا عن المجتمع البحريني بجميع أطيافه.

أيضا تغطيتها وطرحها لما يدور في السلطة التشريعية، أيضا دفاعها عن المبادئ، عن حقوق الإنسان وحقوق المواطن.

* أيضا نجد أن «الوسط» شهدت في السنوات الثلاث الأخيرة تطورا نوعيا في مجال الصحافة الإلكترونية وتحديدا في الـ (new media) أي الإعلام الجديد، كيف ترين مستوى أداء «الوسط» في مثل هذا النوع من الإعلام، الذي بدأ ينتشر بصورة سريعة في أرجاء العالم؟

- طبعا هذه من الأشياء التي يمكن أن تُحسب لصحيفة «الوسط»، إنها فعلا أخذت هذه البادرة، وهذه بادرة جيدة لأن الإعلام الإلكتروني الآن هو المسيطر في العالم، والمستقبل هو للإعلام الإلكتروني، ولذلك أنا أعتقد أن صحيفة «الوسط» بهذا التوجه هي تستشرف المستقبل وتواكب التطورات التي تحدث، وأنا أحييها فعلا على هذا التوجه.

* وما هي توقعاتكِ لمستقبل الإعلام الجديد، سواء في البحرين أو عموما في العالم؟

- بالنسبة للناحية الإلكترونية، أنا من الناس الذين أفضل أن أقرأ الصحيفة ورقيا، أنا تربيت على الصحيفة الورقية. يعني الآن لما أسافر قد ألجأ إلى قراءة الصحف على الإنترنت لأنه ليس لدي بديل، ولكن لا أتصور نفسي في البحرين أن أفتح الإنترنت وأقرأ الصحيفة، لأني تربيت على الصحافة الورقية، ولذلك أنا شخصيا أقرأ الصحف تقليديا.

وأعتقد أن حتى التطور الصحافي الإلكتروني هذا لن يلغي قيمة الصحافة الورقية، أنا لا أعتقد ذلك إلا ربما بعد جيل أو جيلين مع الشباب، ولكن بالنسبة لجيلنا والجيل الذي يمكن الذي بعدنا، وأعتقد حتى بالنسبة للأجيال القادمة، الصحافة الورقية لن تنتهي، لا أعتقد أن القارئ كل يوم يجلس ويفتح الإنترنت يقرأ الصحافة يوميا بهذه الطريقة، طبعا هناك من يقوم بهذا الشيء، إلا أن هناك أناسا مازالوا ملتصقين بالصحافة الورقية.

العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً