تزخر ليالي رمضان هذا العام بالكثير من البرامج التي تتحدث عن المرأة سواء في تجربتها مع العمل السياسي والانتخابات أو فيما يخص حقوقها المعنية بقوانين الأسرة وأحكامها. الحديث عن ذلك يدور على هيئة ندوات أو خطب في مجالس النساء أو في جمعيات.
المهم في الموضوع أن محور الأحاديث أيّا كانت موجهة أو غير موجهة تدور حول فلك المرأة التي يجب أن تكون مميزة ومكرمة في كل جانب ولاسيما فيما يتعلق بالشق الاجتماعي.
الملاحظ أن من يتحدثن عن المرأة وقضاياها بكل تقدير لا يخرجن عن عباءة التكرار أو التجاهل لحقائق محورية تخص المرأة داخل مجتمعنا، فهي بكل أسف وبحكم مواقعها القريبة من صنع القرار لا تعبّر عن رأيها بكل حرية واستقلال ولكن تحولت بمرور الوقت إلى بوق يكرر «كليشات» رسمية لا تضيف شيئا جديدا إلى واقع المرأة وكيفية تسيير الأمور لأنها تعوّدت على ذلك تماما كما تعودت على رؤية الوجوه الحاضرة والمعروفة في كل فعالية.
إن المرأة التي تلعب أدوارا قيادية أو في صنع القرار عليها أن تكون أكثر جرأة وصراحة في طرح آرائها وتنتقد الترتيبات القائمة إن كانت خطأ، من أجل الوصول إلى حالة الإنصاف التي تبحث عنها المرأة اليوم وهو ما يعني أن عليها أن تغير طريقتها ولاسيما أنها تبحث عن التمكين وهذا لا يمكن أن يحدث في ظل غياب الأدوات الحقيقية لتفعيل الديمقراطية.
هذا لو كانت قضايا المرأة تؤخذ على محمل الجد لا تحصيل حاصل، فكثيرات من نساء القاع والطبقات الدنيا ليس لهن علاقة بما يقال عنهن، ومن يتحدثن باسمهن لا يتواصل مع من يكرر الكليشات الرسمية.
نحتاج الى مجالس نسائية مفتوحة على غرار مجالس الرجال لكي يشارك الجميع في النقاش والحوار بشكل تلقائي، ليس بالضرورة عن قوانين المرأة والانتخابات، بل في كل مجال... وهذا أمر يحتاج إلى ثقافة تساهم في التغير الحقيقي لنشر الوعي ومن ثم في تنامي قوى نسائية ضاغطة تحقق المكتسبات التي تطالب بها النساء.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2552 - الإثنين 31 أغسطس 2009م الموافق 10 رمضان 1430هـ