لم يتبق عن خليجي (19) سوى أيام معدودة وتنطلق مبارياتها يوم 4 يناير/ كانون الثاني من العاصمة العمانية وسط ترقب من كل الدول الخليجية لمن ستكون له الكلمة الحاسمة في حصد اللقب الجديد.

كل المنتخبات الخليجية أعدت نفسها لهذه البطولة المهمة بالمعسكرات الخارجية أو حتى الداخلية وبالمباريات القوية رغبة في دخولها إلى المعترك الخليجي بكامل جهوزيتها الفنية والنفسية باستثناء منتخبنا الوطني الذي مازال مبعثرا في إعداده ومن دون أن تكون هناك أية خطة واستراتيجية واضحة للإعداد.

حتى المنتخب الكويتي الذي كان عليه الحظر ملازما طار بوفده إلى مصر في معسكر تدريبي استعدادا للبطولة الخليجية.

الفريق العماني لعب في دورة دولية رباعية تضم الإكوادور والصين وإيران، وبعدها لعب مباراة تجريبية أمام السنغال وحقق البطولة ورفع من أسهمه المعنوية ليطمئن جماهيره بأنه سيكون منافسا قويا، والمنتخب السعودي أقام معسكرا في الدمام ولعب بعض المباريات التجريبية جرب خلالها الكثير من اللاعبين وطرح اسمه بقوة للفوز بالبطولة.

الفريق العراقي هو الآخر أعد نفسه جيدا خارجيا وداخليا ومع الإمارات ولديه مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين ليكون أحد فرسان خليجي (19). والفريق اليمني يعد نفسه في صمت من دون بهرجة إعلامية ولكن يأمل هذه المرة أن يكون متطورا أكثر وأقام معسكرا خارجيا.

الإمارات وقطر وان لم يقيما معسكرا بالخارج إلا أنهما ومن خلال الدوري المحترف جهزا مجموعة من اللاعبين من أجل الدخول في المنافسة القوية وحجز بطاقة الفوز بالبطولة لهذا العام. فالإمارات حامل اللقب ويهمه كثيرا أن يسير على طريق المحافظة عليه، وقطر يريد أن يستعيد لقبه المفقود وبالتالي الهالة الإعلامية التي تحوط كل منهما قد تدفعهما إلى الحال المعنوية العالية ليكونا ضمن الفرق المنافسة على البطولة.

ونحن نسأل: أين منتخبنا الوطني من استعدادات هذه المنتخبات، ولماذا بدأ إعداده من دون خطة عمل أو إستراتيجية واضحة خصوصا أن معظم اللاعبين الموجودين في البحرين لعبوا في دوري عقيم وسقيم يحتاج إلى من ينقذه ويخرجه من غرفة الإنعاش لكي ينتعش بعدها اللاعبون فنيا ومعنويا.

الفريق يحتاج الى الدعم المعنوي والمالي من قبل المسئولين عن الرياضة، وهذا الأمر متوافر حاليا ولكن حضورهم أمر مهم في التدريبات لكي يشعر اللاعب بأنه أمام المسئولية الملقاة على عاتقة ويعمل على تطوير مستواه والذود عن سمعة البلد في هذا المحفل الخليجي.

نجومنا الكبار وصلوا إلى النضج الفني من سنوات مضت ولكنهم يحتاجون إلى ثقافة الفوز بالكأس، إذ لابد من إعدادهم نفسيا على أن الفريق لابد من دخوله خليجي (19) من أجل حصد اللقب. فلقد طال بنا الأمد والوقت من دون أن نرى حظوظ اللقب قد مالت إلى أبناء البحرين بعدما عرجت على الكويت والعراق وقطر والسعودية والإمارات بينما رفضت أن تكون حاضرة في البحرين أو عمان، وأما اليمن فهو قانع بما لديه ويسعى إلى تطوير نفسه على كل المجالات، وبالتأكيد لا يفكر في المنافسة على البطولة بقدر ما هو تسجيل التطور بوضع قدمه واثبات وجوده مع الفرق الخليجية القوية.

أيحق لنا أن نطالب نجومنا بالفوز بكأس الخليج؟ وهل في هذه المناشدة والمطالبة أمر غريب وفق الظروف الصعبة التي يعيشها الواقع الكروي هنا في البحرين من سوء البنية التحتية وغيرها من الأمور التي لا تشجع أصلا على التفاؤل.

ولكن نقولها بكل فخر واعتزاز، بنجومنا الكبار وبالإنسان البحريني في تحدي المصاعب والظروف كما فعلها أبناء البحرين في الطائرة، فعلى رغم المعسكر الصعب الذي واجه نجومنا هناك فإنهم لم يستسلموا ولم يرفعوا الراية البيضاء، بل ان وجودهم القوي في البطولة نال احترام وإعجاب الفرق المنافسة خصوصا الفريق التونسي الذي صفق بحرارة للأحمر لذكائه في الفوز بالبطولة ورفع الحال النفسية وضغوطها عن نفسه خصوصا في الأشواط الثلاثة، اذ كان ينظر إلى النقاط بدلا من الأشواط، واستطاع نجومنا معانقة اللقب.

هل هذا الانجاز بظروفه الصعبة يغري أبناءنا في كرة القدم لكي يدخلوا خليجي (19) من أجل الظفر باللقب وان كانت الظروف صعبة، فقد عرفنا أبناء البحرين انهم أهل للدخول في الأمواج الهائجة والخروج منها بسلام.

فعلى نجومنا النظر بعين الاهتمام في حصد اللقب لأول مرة في تاريخ المنتخب وهذا ليس بالعسير؛ لما نمتلكه من نجوم لديهم القدرة على حسم الأمور لصالحهم والجماهير البحرينية في انتظار هذا الانجاز الكبير. وكما قلنا سابقا المركز الثاني وما دونه شبعنا منه ولا نريده بتاتا وعلى نجومنا التفكير باللقب ولا غير.

ونحن نقول هلم شدوا الأحزمة وادخلوا البطولة متوكلين على الباري، وبإذن الله ستعودون محملين بالذهب الخليجي الأول.

وشدوا الأحزمة فأنتم أمام المستحق الخليجي الذي يستحق أن تقدموا كل مالديكم وتشبعوا رغبتنا جميعا بالذهب واللقب الأول، وحينها سنقول حققنا الإنجاز الرائع.