عندما سألتني عن موطني أجبتها بكل فخر واعتزاز وثقة: أنا من البحرين، واسترسلت دون أن أكتفي بالإجابة المطلوبة قائلا: البحرين عبارة عن مجموعة جزر تتكون من 33 جزيرة أكبرها جزيرة البحرين، بالضبط كما حفظنا في المدرسة.

الحمد لله أن الأخت لم تسألني عن تفاصيل أكثر عن الجزر لكنها فتحت عيناها بانبهار كبير وأظن أنها حسدتنا على هذا الكم الهائل من الجزر التي لا نعرف أسماءها ولا أماكن تواجدها؛ لأن جزرهم أقل بكثير لكنها جزر جزر! على العموم كلما أتذكر هذه الإجابة أضحك وأقول في نفسي 33 أو 34 جزيرة أو أكثر أو أقل (طبعا العلم عند الله) وما أوتينا (نحن البحرينيون) من العلم إلا قليلا! يكفينا فخرا أننا نعرف، نقرأ، نرى، نستمتع - هذا إذا كنا فعلا نستمتع - بثلاث أو أربع جزر منها، لكننا لا نزال نعتز بها وبعددها وهذا الفعل، أي الاعتزاز، يساعد على استمرارية البقاء على

طبيعة أهل الجزر حيث الطيبة والانفتاح والتواصل من خلال البحر- مع الاعتذار للبحر- مع العالم الخارجي.

لكن الخشية بسبب تغير هذه الطبيعة أن تتغير الطباع، وبالفعل دخلت طباع مختلفة عن طبيعة أهل الجزر وأصبحنا نشاهد الكثير من الطباع التي تحمل القسوة والجفاف والجفاء، الذين بدأوا يتأثرون بالتغير والانغلاق وذلك تماشيا مع اللغة الجديدة وأهلها الجدد أو بسبب ضمور البحر وخجل الجزر!

إذا كانوا في دبي يعملون على إنشاء جزر متحركة، فنحن نعمل ضد تحريك جزرنا وجزيرة حلب «الجديدة» يجب أن تبقى مكانها - ولو أننا لا نعلم بمكانها - لكي نحافظ على وجودها على الأقل في كتاب جغرافية البحرين، ولو أنها غير مذكورة في الكتب، لكن لا بأس فمن أجل أن نتفاخر على جماعتنا الخليجيين تعويضا عن أمور كثيرة «هم غالبينا فيها»، مثل الرواتب والعلاوة والإسكان وغير وغير، وصدق الفنان أحمد الجميري عندما قال: كل شي في أرضك ديرتي غير غير!

إبراهيم حسن