العدد 2551 - الأحد 30 أغسطس 2009م الموافق 09 رمضان 1430هـ

نداء إلى المسئولين في المؤسسة الخيرية الملكية

لمن امتطوا جواد الإيثار وركضوا في ميدان الخير، لمن ذُلّت الصعاب لهم مركبا، وصفت الرحمة لهم مشربا.

يا من كانو وأصبحوا السراج المنير لثلة الأيتام المستضعفين، وكانوا القبس الأوحد في غياهب الظلام وتلجلجاته، يا من نزعوا لباس الهم والكدر واليأس وأبدلوه بالبشر والستر والسرور لمن شاءت الأقدار الإلهية أن تخطف رب البيت، ليكونوا هم الأب الحنون والأخ العطوف والصديق الصدوق.

ومن غيرهم كان ناصرا لهم فأضحوا للنصر عنوانا؟ من يعوّل علينا ويحس بعصرات قلوبنا وتمزقها جراء العيش الذليل وما نلاقيه من حسرةِ وونة إثر المعيشة الصعبة، ويا ليتكم تعلمون بما نتجرع من مرارة وعلقمِ كل يوم دون أن يلتفت القدر لنا وينتشلنا من هذا الحال إلى حالِ يحفظ كرامتنا ويعيننا على أيامنا الحالكة السوداء.

لمن نوجه هذا النداء بعد رب السماء، فأنتم من تكفلتم برعاية هؤلاء الأيتام والأرامل الذين تحدث عنهم الرسول الأعظم (ص) قائلا في الحديث الشريف: (إذا بكى اليتيم اهتز لبكائه العرش، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، هذا اليتيم الذي غيب أبوه في التراب، فيقول الملائكة: أنت أعلم، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، إني أشهدكم أنّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة).

وأنتم تعلمون كما يعلم الجميع عندما يغيب نور الأب فالدنيا تمسي مظلمة بعد هذا النور، فما لنا إلا التحزم بالصبر على الهضم والجور والألم، فما توفره المؤسسة الخيرية الملكية وتمنحه للأيتام والأرامل من مبلغ زهيد يقدّر بــ30 دينارا بحرينيا لا يمكنه أن يسد تلك الأفواه الجائعة والمتطلبات المعيشية التي أضحت تؤرقنا كل يوم، والغلاء الفاحش وازدياده يوما عن آخر بالرغم من التصريحات الزجاجية التي تعدنا بانتهائه وتغلبهم عليه.

وأما الحديث عن علاوة الغلاء فحدّث ولا حرج من تعاطيات وزارة التنمية الاجتماعية وإشارتهم باحتواء الأرامل في قوائم الغلاء الأولى والثانية إلا أن ذلك لم يحدث لهذه الساعة وبات وهما فوق أوهامنا، فأغلب التصريحات الوزارية ليست إلا دعاية بدلا من خدمة المواطن وانتشاله من الوضع المرير والكئيب، فما بالكم بحرمان هذه الفئة المستضعفة من المجمتع التي بات الفقر والجوع السبيلان نحوها، ولا أعلم بهذا التمييز الذي جرى بأن يعطى أصحاب الوظائف الحكومية والخاصة أولا وتحرم هذه الثلة بالرغم من استيفائها للشروط؟ أليس الأجدر أن تعطى الأرامل والأيتام أولا لعلم الوزارة بضعف هذه الفئة وغياب صوتها عن الساحة وعدم الدفاع عن نفسها أن تسوّل لهم أنفسهم بهضم حقوقها وحرمانها بالرغم من فقرها المدقع وحاجتها لهذه العلاوة؟ فما بالكم يا مؤسستنا بهذا المبلغ البسيط أن يصنع بنا ونحن قد أقبلنا على شهرِ كريم وافتتاحٍ للمدارس وقدومٍ للعيد؟ ولكم أن تتصوروا ما يمكن احتماله لهذا المبلغ البسيط الذي لا يتعدى الثلاثين دينارا أن يوفر لنا طعاما وملبسا فكيف بمقدوره أن ينتشلنا من هذا المأزق والظروف المظلمة والصعبة التي نعانيها، ومن غير الأيتام والأرامل يشهد على كلامي ليثبت المعيشة الضنك وشقاء الحياة إلا أنهم مغصوبون على الصبر وإسكات الروح والمكابرة ومسح المدامع. ولذا يأتي النداء عاجلا إلى المسئولين في المؤسسة الخيرية الملكية لعل وعسى أن يرفعوا بأوامرهم لإنقاذ هذه الفئة التي أكل الدهر عليها وشرب زمانا طويلا، وباتت جمرة غليلهم لا تطفئ بالعبرات من هول ما يرونه ليسعدوا أبناء الرحمن وأبنائهم بزيادة ذلك المبلغ الزهيد، ليسعدوا من لاذ حولهم.

(الأسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2551 - الأحد 30 أغسطس 2009م الموافق 09 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:51 ص

      و ماذا عن اطفالنا المعاقين؟

      كل شيء أصبح غاليا إلاكرامة الطفل المعاق فهذا يهينه و ذاك يسخر منه و حتى الاطباء أنفسهم ملوا من مراجعاتنا و نسمع كل يوم كلمات جارحة من مسؤولينا المباشرين و إضافة لكل هذا وذاك تصرف لهم 50 دينارا اهي بذلا من كرسي المدرسة و التعليم فيها و التمتع بمجانية التعليم أسوة بالطبيعيين أم ثمن جلسة علاج في عيادة خاصة لعدم توفر الطبيب المختص أو لبعد الموعد .كفاكم إهانة لأطفالنا المعاقين.

اقرأ ايضاً