العدد 2551 - الأحد 30 أغسطس 2009م الموافق 09 رمضان 1430هـ

«المجتمع الرمضاني»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ربما إننا بحاجة إلى نظرية جديدة في علم الاجتماع تتحدث لنا عن «المجتمع الرمضاني» الذي يتمثل في المجالس الرمضانية المفتوحة لعامة الناس، ويلتقي فيها الجميع، من المسئول في الدولة، إلى الدبلوماسي، إلى صاحب العمل، إلى الطبيب والمهندس، إلى العامل، وإلى المواطن العادي... وفي هذه المجالس الرمضانية لا ترى سوى الوئام في أفضل صوره، وهذا الوئام لابد وأنه ينعكس بصورة مباشرة على نمط الحياة العامة الساعية الى تعزيزه واستمراره.

«المجتمع الرمضاني» يقوم على عادات وتقاليد انطلقت من مناسبة دينية، وهذه العادات والتقاليد تطورت الآن لتصبح ظاهرة اجتماعية تستحق العناية والتفكير العميق. وباعتقادي فإن المجالس الرمضانية تخطت مستوى العلاقات العامة، وهي تساهم حاليا في ترطيب الأجواء بين مختلف الأطراف في الدولة والمجتمع، وهي بالتالي تلعب دورا مباشرا في تنمية البلد وتساهم في الحفاظ على هيبة الدولة (عندما يستقبل الناس بحفاوة كبار المسئولين)، كما تساهم في تقريب النفوس، وتفسح المجال لردم الفجوات التي تكثر بسبب سوء الفهم حول هذا الموضوع أو ذاك.

«المجتمع الرمضاني» يستمر في نشاطه لمدة شهر كامل، ولكن آثاره يمكن أن تتعدى هذه الفترة الزمنية، كما يمكن لهذا المجتمع الرمضاني أن يساهم في توطيد السلم الأهلي وفي تحقيق والانسجام الاجتماعي من خلال تكريس مبادئ التعددية والتنوع والقبول بالآخر وصولا إلى تعزيز الوحدة الوطنية التي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التلاحم بين مختلف فئات المجتمع.

«المجتمع الرمضاني» لم يعد مجرد تقليد، بل إن له قبولا واسعا من مختلف الأطراف، فمن ذا الذي يرفض أجواء شهر رمضان المبارك؟... كما أن هذا «المجتمع الرمضاني» يرفع من شأن القيم المعنوية التي لا يمكن لأيّة أمة الاستغناء عنها إذا كانت تسعى من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي.

الموضوعات التي تطرح في «المجتمع الرمضاني» سريعة نظرا إلى أن الزيارات تكون خاطفة، ولكنها تبقى عناوين مهمة تستوجب العودة إليها... ففي نقاشات هذا المجتمع الرمضاني تتردد على آذانك الكثير من القضايا، مثل الأمن الغذائي، مشكلة الإسكان، تماسك النسيج الاجتماعي، الانتخابات، سوق العمل، «تمكين»، الرحلات الجوية المباشرة إلى العراق، معونة الغلاء، تعزيز الثقة، ثقافة الحوار، القبول بالتغيير، تطوير الشراكة في اتخاذ القرار، الصناديق الخيرية والحصالات، الإصلاحات المطلوبة لإكمال التحول الديمقراطي، بالإضافة إلى موضوعات شتى من كل حدب وصوب... وكلها تبقى في الذاكرة الجماعية لتتحول إلى أفعال تتمحور حول الخير الذي يدعو إليه الشهر المبارك.

منصور الجمري

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2551 - الأحد 30 أغسطس 2009م الموافق 09 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:16 ص

      كيف تكون الوحدة الوطنية ؟!!!!!!!!!!

      تتكلم عن الوحدة الوطنية و التلاحم !! كيف يكون ذلك و قد باعوا البلد للأجانب ببلاش دو ن أن يكترثوا للمواطن و لا لاحتجاجاته المتكررة ، يفعلون مايريدون ثم يطالبون بالوحدة و التلاحم المجتمعي ، ألغوا التاجنيس أولاً و رحلوا من جنستم ثانياً و أرجعوا ماسرق الى أهله ثم طالبوا بالسلم الأهلي و المجتمع المتآخي و سترون أن الشعب كله معكم ، و أنت يادكتور قف مع من سلب وطنه و طبق عليه مبدأ ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) هذا أنفع لك عند ربك و شعبك !!!

    • زائر 3 | 7:55 ص

      نقلة نوعية

      هذا العام هناك تطور ملحوظ للمجالس الرمضانية وتفاعلها مع قضايا وشجون المجتمع البحريني من خلال الزيارات التي قام بها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفه حفظه الله ورعاه وهي عادة حميدة وتدل على التمسك بالأصول العريقة والتواصل مع الناس والتواضع والاهتمام بالطائفتين الكريمتين في المملكة وهناك المجالس النسائية من خلال مجلس السيدة بهية الجشي والنائبة لطيفة القعود والحديث في شئون المرأة البحرينية كنا نتوقع تقلص المجالس بسبب انتشار الوباء ولكن حدث العكس وكل رمضان وأنتم بخير -ام محمود

    • زائر 2 | 6:25 ص

      حلم

      هذا تفكير الطيبين، وما أراه إلا حلم لن يتحقق

    • أم ابراهيم | 2:20 ص

      فقط لشهر رمضان

      في شهر رمضان المبارك تتغير أحوالنا أما عند انتهاء الشهر الفضيل فترجع حليمة إلى عادتها القديمة ولا توجد هناك لا مجالس ولا غيرها أتمنى أن تبقى الأحوال إلى ما بعد رمضان وليس فقط لشهر واحد وينتهي كل شيء الناس تريد من يسمعها ويرحمها بقية الأشهر كذلك

اقرأ ايضاً