قالت النائب لطيفة القعود إنها ضد استخدام الكوتا عموما لتأمين وصول المرأة البحرينية إلىالمواقع المتقدمة، مشيرة إلى أنها تؤيد وصول المرأة بجهدها ومثابرتها وبكفاءتها وقبول الناس لها.

وأضافت في الحوار الذي أجرته الزميلة ريم خليفة ويُبث اليوم على «الوسط أون لاين» (www.alwasatnews.com) تعليقا على الجدل الدائر بشأن تخصيص كوتا لسيدات الأعمال في غرفة تجارة وصناعة البحرين «عتبي كبير على مؤسسات المجتمع المدني، وعلى جمعياتنا السياسية التي تنادي بالمرأة وحقوقها وتريد للمرأة الكثير والبعض منهم يجري وراء أصواتها لكن إلى الآن نسبة تمثيل المرأة في مجالس الإدارات ضعيفة ومخجلة». وكان اجتماع الجمعية العمومية غير العادية لغرفة تجارة وصناعة البحرين أثار جدلا في الأوساط البحرينية، بشأن استحداث كوتا خاصة بالمرأة من خلال تخصيص مقعدين للنساء ضمن مجلس الإدارة وهو ما يخالف التوجه الرسمي بهذا الصدد.

في برنامج خاص يبث اليوم عبر «الوسط أون لاين»

«كوتا سيدات الأعمال» هل هو بداية سريان الكوتا في الحياة العامة؟

الوسط - ريم خليفة

أثار اجتماع الجمعية العمومية غير العادية لغرفة تجارة وصناعة البحرين جدلا في الأوساط البحرينية بشأن تخصيص كوتا لسيدات الأعمال، أي أن يخصص مقعدين للنساء ضمن مجلس الإدارة. مسودة مشروع القانون ستذهب إلى الحكومة، والحكومة ستصوغ مشروع القانون وتحيله على مجلسي الشورى والنواب لإقراره قبل أن يصدر كأول قانون ينظم شئون غرفة التجارة، والمهم بالنسبة لموضوع المرأة أن المسودة خصصت مقعدين للنساء وهذا يعتبر أمرا جديدا في البحرين، إذ إن التوجه الرسمي يقول في السنوات الأخيرة إن الكوتا لن يتم اعتمادها في الانتخابات، ولكن ما حدث في اجتماع الغرفة قد يغير مجرى هذا الحديث والتوجه بحيث يصبح مبدأ الكوتا مقبولا في الحياة العامة.

بشأن هذا الموضوع استضاف هذا البرنامج الخاص الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»، النائب لطيفة القعود، لتتحدث قليلا عن ما جرى في غرفة التجارة منذ أيام بخصوص الكوتا النسائية، فإلى نص الحوار:

* هل الكوتا النسائية ضرورة وحاجة للمرأة البحرينية في بعض الأماكن، و خصوصا أن التوجه الرسمي لا يدعو إلى ذلك؟

- في الحقيقة أنا ضد الكوتا، أنا لا أؤيد الكوتا، أنا أؤيد أن المرأة تصل إلى المواقع التي تريد أن تصلها بجهدها ومثابرتها وبكفاءتها وقبول الناس لها، هذا أمر ضروري، نحن رأينا الكثير من التجارب بخصوص الكوتا، وخصوصا في دول عربية مثل جمهورية مصر العربية وأيضا المملكة المغربية، ورأينا كيف أن عدد وجود المرأة في مواقع صنع القرار كان كبيرا مع الكوتا، وأعطيت هذه المرأة فرصة للوجود في هذه الأماكن بحيث أن تكون هناك حالة تعوّد للشعب وللناس وللمواطنين أنهم يرون المرأة في هذه المواقع، وبعد ذلك يقيموا أداءها ويكون انتخابها عن قناعة، لكن بعد أن تم إيقاف العمل بالكوتا وجدنا أن هناك أنخفاضا كبيرا في وجود المرأة في مواقع صنع القرار، وخصوصا في البرلمانات.

* ولكن هناك دولة مثل رواندا بحسب التقارير الدولية أثبتت أن وصول المرأة بنسبة لا تقل عن 40 إلى 48 في المئة، النسبة بسبب الكوتا، ماردك على ذلك والسويد تأتي في المرتبة الثانية؟

- الموضوع محتاج إلى عمل جاد وليس إلى أن يكون هناك فقط دفع بالمرأة للوصول إلى هذا، رواندا لها وضعية خاصة، نحن نعرف أنهم مروا بحروب أهلية وفقدوا مئات الألوف من الرجال الذين قتلوا في الحرب، والسويد لم تتوصل إلى هذه النسبة بين ليلة وضحاها إنما النسبة وصلت لها المرأة بعد محاولات كبيرة ومتقدمة، لكن دائما نقيس على مستوى العالم، على مستوى العالم المرأة في مواقع صنع القرار يمكن النسبة لا تتجاوز الـ 16 في المئة، فهي ليست في البحرين فقط وليست في الدول العربية فقط، إنما حتى على المستوى الدولي والعالمي مازالت المرأة بحاجة إلى أنها تعمل وتكثف جهودها وتكثف ظهورها وولوجها في العمل السياسي حتى تثبت للجميع بأنها فعلا على قدر من الكفاءة والمسئولية والقدرة على أن تكون في مواقع متقدمة جدا.

* من وجهة نظرك هل تعتقدين أن ما قامت به غرفة التجارة هو حاجة وضرورة للمرأة التي تعمل في مجال التجارة؟

- بخصوص الكوتا النسائية، أنا لا أستطيع أن أتحدث عنها بشكل مفصل، لأنه يفترض أن السؤال يوجه إلى أحدى العاملات في مجال إدارة الأعمال أو التجارة وقد يرون أن مشاركة المرأة أو رأي المرأة له وزنه وله ثقله، وهناك فعلا آراء قيمة وجيدة وجديرة بالاهتمام قدمتها المرأة من خلال وجودها في مجلس الإدارة في غرفة التجارة والصناعة، إنما عتبي أنا كبير على مؤسسات المجتمع المدني، عتبي كبير جدا على جمعياتنا السياسية التي تنادي بالمرأة وأنها تحترم المرأة وتحترم حقوق المرأة وتريد للمرأة الكثير والبعض منهم يجري وراء أصوات المرأة لكن إلى الآن نسبتهم في مجالس الإدارات ضعيفة ومخجلة.

* حتى بالنسبة للقوائم الانتخابية لا نجد هناك أسماء تدعم المرأة كما رأينا في التجارب السابقة هل من توقعات مثلا مختلفة لانتخابات 2010؟

- لا أتوقع، أنا أتمنى أن يكون هناك حضور للمرأة بشكل أكبر إن شاء الله في الدورة المقبلة ولو أن المسألة ليست بالمسألة السهلة، فهي صعبة وتحتاج إلى عمل جاد، و يمكن بعض الكتل بإمكانها أن توصل المرأة إلى قبة البرلمان في بعض الدوائر، هذا أيضا أمر نتطلع إليه إذا كان فعلا لهم تقدير للمرأة وإذا كان فعلا لهم كما يقولون احترام للمرأة ولجهودها ولعقلها، فنحن نتطلع إلى أن يجعلوا المرأة تفوز في أحدى الدوائر.

* وقد تكون حالة النائب لطيفة القعود حالة استثنائية عندما حدث الأمر بالتزكية؟

- التزكية لم تحدث لامرأة فقط حدثت قبلها لثلاثة رجال في الدورة الأولى، إنما دائما الحديث يكون عن المرأة أنها فازت بالتزكية لا أحد يتذكر أن هناك ثلاثة رجال في الدورة الأولى 2002 فازوا بالتزكية، لا أحد يتذكر حتى يمكن بعض الأسماء إنما هو دائما بالنسبة للمرأة مطلوب منها أنها تقدم عشرة أضعاف جهد الرجل حتى يتبين جهدها ويتميز، ما أريد أن أقوله أن هناك فكرا جميلا عند الكثير من النساء عندنا في البحرين وهناك مستوى متطور وهناك مستوى فعلا يدعوا إلى الفخر والاعتزاز، أنا أتمنى أن يعطوا فرصة إلى أن يصلوا إلى مواقع صنع القرار.