العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ

مدينة فاتنة تكريما للموسيقى

باريس - فيرجيني أوكس 

تحديث: 12 مايو 2017

تم تدشين مدينة الموسيقى بصورتها النهائية في يناير/كانون الثاني 1997 وشكلت العنصر الاخير في مجمع لافيلات. يمتد المجمع على مساحة تبلغ 55 هكتارا شمال باريس، على حدود الدائرة الـ 19 وبجوار محافظة سين سان دني. كانت هذه الحديقة، حتى العام 1974، مخصصة سوقا للابقار ومسالخ، وبعد خمسة عشر عاما من الاشغال وتدبير اراضيها، اصبحت لافيلات مكانا جديدا للثقافة وللحياة الباريسية مع مدينة للعلوم وللصناعة، وقاعات للاحتفالات وللموسيقى وللمعارض، وحدائق، ومطاعم، مع مدينة مخصصة بكاملها للموسيقى.

تقول مديرة مدينة الموسيقى بريجيت مارغر، بين العامين 1992 و2001 بشكل ملخص ان الارادة تمثلت في الاصل من ان يسمح هذا المكان بتجميع الاجهزة المكرسة من جهة، لتعليم الموسيقى، ومن جهة اخرى، لنشرها وتعميمها. فهو حيز يسمح للتلامذة (من الكونسرفاتوار الوطني للموسيقى والرقص) ولكبار الفنانين المدعوين وللجمهور بالتبادل والاغتناء. لكن، بعد المشاورات، تمت الموافقة على المشروع المعماري العام 1985 الذي قدمه الفرنسي كريستيان دو بورزامبارك، الحائز الجائزة الاولى العام 1994 في مباراة بريتزكر ارشيتكتور برايز - المعادلة لجائزة نوبل - في الفن المعماري. وكريستيان بورزامبارك معروف ايضا لتصميمه (برج ال. في. ام. اش) في نيويورك، ومبنى سفارة فرنسا في برلين الذي دشن حديثا في يناير 2003، ومبنى قصر المؤتمرات في باريس.

صمم كريستيان بورزامبارك لمدينة الموسيقى، عمارة نحتية وشعرية، ولم يتردد في التلاعب مع التقطيع، والمنظور، وتجميع الاماكن المتشابكة. قرر عن سابق تصميم جعل المدينة مجمعين كبيرين: جناحان مختلفان يتكاملان ويتقابلان. في الجهة الغربية، ثمة حيز للكونسرفاتوار مع اماكن للدراسة وقاعات كبيرة للتدريب الجماعي، وفي الجهة الشرقية، قسم مخصص للجمهور مع متحف الموسيقى وقاعة عزف قابلة للتحويل تستوعب بين 800 و1200 مقعد، مع مركز للاعلام وللتوثيق عن الموسيقى والرقص، وقاعة مسرح تستوعب 230 مقعدا لحفلات العزف المصغرة (مع موسيقى ناعمة) ومقر المجموعة المعاصرة المشتركة التي يديرها جوناتان نوت، والتي اسسها الموسيقار الفرنسي الشهير بيير بوليز وهي مخصصة لعزف موسيقى القرن العشرين.

إن كان في الجناح الغربي أم الشرقي، حرص كريستيان بورزامبارك على جعل المباني عازلة للصوت وكاشفة للضوء، وبشكل متكيف في مختلف القاعات. فمثلا في الحيز الذي سماه شارع الموسيقى، تدخل الشمس وتمنحه الدفء، بينما وضع اردية في المتحف للمحافظة على آلاته الخشبية او النحاسية او على الاوتار، يركز مصمم القسم الداخلي في المتحف فرانك اموتن على ان العمل تم «على ما تحمله الآلات من انفعالات وليس على الآلات نفسها» لهذا وضعت الآلات بشكل يعطي الانطباع بأنها تعوم في الفضاء. وتسمح رسوم ونحوت ومجسمات بمقاربة «اجتماعية» للموسيقى. عرضت في المتحف حوالي 900 آلة لكن الزائر يهتم بشكل خاص بآلات ادولف ساكس - المعروف باختراعه للساكسفون - وخصوصا ببيانو يعود إلى الموسيقار فريديريك شوبان حسبما يقال، وبآلات الفرقة الجافانية من القرن التاسع عشر مع آلة كمان قدمت في معرض العام 1855 وحازت اشادة الموسيقار هكتور برليوز.

إن كان المتحف أم حفلات العزف أم المعارض، تعمل مدينة الموسيقى على تسهيل بلوغ الجمهور إليها. فهناك زيارات ذات موضوع خاص مع مترجم او دليل، ومحترفات موسيقية للاطفال وللتلامذة كما للكبار. وفضلا عن حفلات العزف تعرض افلام عن موضوعات معينة.

اخبار فرنسا بالاتفاق مع السفارة الفرنسية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً