العدد 261 - السبت 24 مايو 2003م الموافق 22 ربيع الاول 1424هـ

الضرب يوصد أبواب الألفة

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

يميل بعض الرجال الى العنف والضرب غير المبررين ولأتفه الاسباب يثور ويغضب ويزمجر كالأسد ويندفع باتجاه الزوجة وينهال عليها بالضرب واذا ما اقترب الصغار لحمايتها نالهم ما ينالها من العنف والقسوة. قد يرى فيه البعض سلوكا تأديبيا ولكن هذا التأديب يقع مع الهيجان الكبير الذي يفقده صوابه وعقله. في الحقيقة ان ما يفعله بعض الازواج يكاد لا يصدق فبمجرد دخوله الى البيت تنطلق الشرارة الأولى وتبدو معالم وجهه وقد اتسمت بالغضب والهيجان وفي يده سوط ابليس ويبدأ في خلق جدال من دون طائل ويتوالى عليها في أقل من ثوان بالاسئلة الذي اعتاد على جوابها. الغداء... الاولاد... الثياب، واشياء آخرى كلها مبررات لينفجر في وجهها ويعاجلها بكف شديد القسوة على وجهها قد يفقدها الصواب فتهرع الى اقرب غرفة لتحتمي بها هربا من بطشه وجبروته ويقف الاولاد وقد ارعبهم الصراخ والضرب ومازال صوت امهم وهي تجهش بالبكاء يرن في مسامعهم.

انه موقف عجيب وغريب لماذا هذه المعاملة القاسية حتى وان لم تطبخ ولم تغسل الملابس ولم ولم... كل هذا لا يعطيك مبررا كافيا لهذه الوحشية ولممارسة غير انسانية انها زوجتك وشريكة حياتك وأم اولادك والتي من المفروض ان تكون واحتك التي ترتاح اليها وتلقي همومك ومتاعبك على اعتابها. انك بهذا السلوك غير السوي توصد في وجهها ابواب المحبة والحنان وتفتح لها دروب الجفاء والشيطان... سيدي أليس هناك لغة للحوار تخضع لموازين وقيم سامية اقرها ديننا الحنيف لتبقى الالفة والمحبة بينكما كيف تتجاوز كل هذه المثل الانسانية لتسلك طريق العنف فابنك الذي سيكبر يوما ليصبح زوجا وقد رسخ في دهنه أن الضرب أمر مشروع لكل ذنب صغيرا كان أم كبيرا اذا كان في مصلحة الزوجة وهناك مبرر ملائم له ويبدأ نمط القيم داخل البناء العقلي لطفلك في احتواء وقبول مشروعية العنف ويأخذ في تقليد تصرفاتك العنيفة ويسلكها مع اقرب الناس اليه ربما اخوته الصغار وقد يقلدك بالقسوة على أمه المسكينة والتي تفتقد للحماية. فأنت وانصارك يخيل اليكم بان العرف الاجتماعي يدعم مشروعية البطش بين افراد الاسرة والبعض يعتقد ان قسيمة الزواج تعني ان يفعل الرجل بزوجته ما يشاء ونحن اذا حاولنا ترجمة ذلك الى منظر في الشارع لرجل يصفع امرأة فان احدا لن يتدخل اذا كانت زوجته خلافا لما اذا كانت غريبة عنه فالزوج يعتبر رأس الاسرة ورابطها والاسرة بكاملها مسئولة منه وعليه حمايتها والدفاع عنها.

والزوجة ايضا بيدها أمن واستقرار الاسرة وعليها تنشئة الابناء وهذا من شأنه ان يخضع المرأة للدور الادنى اجتماعيا... ان الزوجة حين تصبر وتتحمل وضعا كهذا انما تأمل ان يتغير الزوج ويهدأ طبعه وتطيب نفسه ومن جهة أخرى تريد الحفاظ على العلاقة الزوجية من اجل اطفالها بالدرجة الأولى وهو الامر الذي يشجعها على الاحتمال. ويجعلها تصمد وتتماسك وهي تتعرض للضرب والاهانة والتجريح ثم انها ترفض وباصرار ان تنضم الى طابور المطلقات فالطلاق يحمل معه الكثير من المتاعب النفسية والاجتماعية، اضف الى ذلك الاقاويل التي ستعود سلبا على سمعتها وحياتها ثم ان نظرة المجتمع المتشددة ضد المطلقة والتي قد تكون مبنية على تصورات ذات طابع سيئ، وقد تتحمل المرأة وضعا كهذا اذا لم يكن بامكانها الاستقلال ماديا عن الزوج فهي لا تعمل ولم تتعلم ومن اسرة فقيرة

العدد 261 - السبت 24 مايو 2003م الموافق 22 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً