العدد 261 - السبت 24 مايو 2003م الموافق 22 ربيع الاول 1424هـ

بالعبري: ما يقوله شارون بمثابة قبلة الموت على وجه رؤيا بوش

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

في الذكرى الـ 55 للنكبة في فلسطين، لم تتأخر الدولة العبرية، في تذكير الفلسطينيين بهويتها العدوانية فتوغلت وقتلت وهدمت ما شاءت من منازل الفلسطينيين وجرفت أراضي زراعية. ولم تكتف «إسرائيل» في هذه الذكرى بالرسائل الدموية، إذ ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، تعمد استغلال المناسبة ليعلن على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هنيغبي السماح لليهود باستباحة المسجد الأقصى والصلاة في باحته في وقت قررت فيه سلطات الاحتلال منع الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في الأقصى متذرعة بأسباب أمنية. لكن الرد الفلسطيني الذي جاء عبر سلسلة عمليات فدائية في القدس والخليل، استغلته حكومة ارييل شارون، كعادتها إثر كل عملية فلسطينية، سياسيا وعسكريا. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إرجاء زيارته لواشنطن إذ كان من المقرر أن يلتقي الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض لتكون «خريطة الطريق» الموضوع الأساسي المدرج على جدول أعمال اللقاء.

على رغم ان هدف شارون من إلغاء الزيارة كان تجنب ضغوط ربما أراد بوش ممارستها لتعلن «إسرائيل» قبولها بـ «خريطة الطريق»، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يريد إقناع الرئيس الأميركي بقبول سلسلة من التعديلات على الخطة الدولية من شأنها إفراغها من معناها. فما كان سيقوله شارون، بحسب جدعون ساميت في «هآرتس»، انه ليس لدى الرئيس بوش ما يطلبه من الإسرائيليين «لأن رئيس أكبر دولة لا يفي بوعوده باستغلال فوزه في العراق لكي يعيد تنظيم العالم».

ومن هنا قال ساميت انه في حال رفض بوش، السباحة في المياه، فلابد أن يتوقف عن التسبب في ظهور الأمواج. وفي السياق عينه لم تكن الصحف العبرية تتوقع أيضا من اجتماع شارون مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، شيئا إيجابيا. فاللقاء الذي جرى في ظل العملية الدموية في الخليل، كان يجب، بحسب بن كسبيت في «معاريف»، أن يحرك المفاوضات، ويخلق الزخم، لإعطاء الدفعة الأولى للعربة المتعثرة وتحديد الاتجاه. وإذا أراد شارون شيئا فلا يوجد أروع منه. وحتى مع الفلسطينيين. ويتابع كسبيت: «السؤال المطروح هو إذا كان شارون فعلا يريد؟».

وتساءل عكيفا إلدار في «هآرتس»، عما كان ليحصل لو ان الرئيس الأميركي جورج بوش، أعلن انه لا يريد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، قبل أن يعلن هذا الأخير تأخير موعد زيارته؟ وقال ماذا كان ليحلّ لو ان بوش، أخذ كلام وزير الخارجية سيلفان شالوم، الذي قال ان «خريطة الطريق» ستقصر من عمر الحكومة الإسرائيلية، على محمل الجد؟ لكنه أسف لأنه من المستحيل أن تحصل هذه الأمور. فبوش، لن يطلب من شارون، أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار بشأن «خريطة الطريق». كما انه لن يعلم شارون، انه في حال كان رد الحكومة على «خريطة الطريق»، سلبيا فسيكون على «إسرائيل»، أن تتعامل مع «حماس» لوحدها. وإنما على العكس، اعتبر إلدار، ان البيت الأبيض، سيعيد تعيين موعد اللقاء الثامن بين شارون وبوش. ولاحظ ان شكل التدخل الأميركي في المنطقة لم يتغير منذ أتى ميتشل سابقا، فقدم تقريره ولم تطلب أميركا من شارون، أي رد رسمي أو تندد بقيام المستوطنات. وجدد أسفه أيضا لأن رئيس أكبر دولة لا يفي بوعوده باستغلال فوزه في العراق لكي يعيد تنظيم العالم. ورأى انه يحق للسياسي أن يقرر ما يهم بلاده ولكن لا يحق لقائد وخصوصا لرئيس جمهورية يفتخر بأنه الرئيس الأكثر ولاء لـ «إسرائيل»، أن يخدع الإسرائيليين. وختم بالقول انه في حال رفض بوش، السباحة في المياه، فلابد أن يتوقف عن التسبب في ظهور الأمواج.

ورأى عموس هاريل في «هآرتس»، انه بالنظر إلى الحقائق يتضح ان ثمة خلية مميتة تمكنت من بدء أكثر موجات القتل قوة وتمكنت أيضا من النمو على رغم أنف الشين بيت... إذ تحدث عن العمليتين الانتحاريتين الأخيرتين في الخليل والقدس، لفت إلى ان منفذي العملية هما جاران يقطنان، في منزلين مجاورين لبعضهما بعضا. وأوضح ان منفذ عملية الخليل محمد قواسمة، كان معتقلا منذ ديسمبر/ كانون الأول 2002، وحكم قاضٍ عسكري بالإفراج عنه وإذا به يتحول إلى انتحاري ينفذ عملية انتحارية. ولاحظ هاريل، ان تنفيذ عمليات متعددة في الوقت عينه ليس بالأمر الجديد. مذكرا بأن «حماس» سبق وعمدت إلى هذه الطريقة العام 1996. لكنه اعتبر ان هذه العمليات هي دليل واضح على ان المجموعات «الإرهابية» تحاول جاهدة النفاذ إلى الأمن الإسرائيلي.

وأعضاء هذه المجموعات يتنكرون بثياب اليهود، ويلجأون إلى طرق مختلفة بهدف بلوغ أهدافهم. ولاحظ الكاتب العبري، أيضا ان العمليتين الأخيرتين، تدلان على ان ثمة فصلا بين «حماس» وفصائل شهداء الأقصى. كما انه قال ان جهاز الدفاع الإسرائيلي يتوقع استمرارا لا بل تزايدا في موجة «الإرهاب» فيما تجري المحادثات بين الحكومة الفلسطينية والإسرائيليين. لذلك سيستمر «الإرهاب» بقيادة محمد ضيف في غزة، ونائبه وائل ناصر إلى جانب تنظيم «القاعدة»، الذي ذكر اسمه وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، معتبرا ان لهذا التنظيم صلة بتفجيرات تل أبيب. وعلّق هاريل، قائلا: «ان أقوال شالوم، لا تأتي من العدم».

ولاحظ داني روبنشتاين في «هآرتس»، ان رئيس الوزراء الفلسطيني أبومازن، مقتنع بأنه قادر على جعل «حماس» توافق على وقف النار مقابل تعهّد «إسرائيل»، بوقف أعمالها. ونقل عن مصدر مقرّب من أبومازن، انه مادامت القوات الإسرائيلية مستمرة في عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية، فإن الحكومة الفلسطينية لن تتمكن من بدء محادثاتها مع «حماس» لأن منفذي الاعتداءات «الإرهابية» يعتبرون انهم يحمون شعبهم. وقال روبنشتاين، ان أبومازن، مقتنع بأنه في حال تمكن من التفاوض بشأن وقف النار لمدة سنة، بهدف تحسين الوضع المعيشي في الأراضي الفلسطينية فهو سيتمكن أيضا من إعادة تأهيل الجهاز الأمني في السلطة الفلسطينية وهو جهاز شلّ منذ بدء عملية الجدار الواقي قبل ما يزيد على سنة تقريبا. لكن روبنشتاين، ختم بالقول: انه بالنظر إلى الوضع الراهن، يبدو جليا ان المسئولين الفلسطينيين متأكدون بأنه ليست لديهم القوة ولا السلطة للسيطرة على الناشطين «الإرهابيين». ولاحظت «هآرتس»، في افتتاحيتها، ان اللقاء الأول الذي جمع بين شارون وأبومازن، ترافق مع سلسلة من الاعتداءات «الإرهابية» في الأراضي الفلسطينية وفي القدس. مشددة على ان أكثر هذه الاعتداءات بطشا كانت في القدس إذ قتل 7 إسرائيليين وجرح حوالي 20. وأسفت لأنه مازالت بين الفلسطينيين عناصر تريد الاستمرار في اللجوء إلى الوسائل المريعة فتنشر القتل والخوف، ومازالت تحظى بدعم عدد كبير من الشعب الفلسطيني. وإذ نقلت ما ردده الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية بأن أبومازن، ضعيف لا يقوى على الابتعاد عن ظل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لكي يقضي على «الإرهاب»، لفتت إلى ان الجهود الإسرائيلية لوقف العنف الفلسطيني كانت عبر اللجوء إلى القمع والمعاقبة، لكنها لم تعط أية نتيجة إيجابية.

لكن «هآرتس»، رأت انه اتضح حتى الآن، ان «الإرهابيين» لم يتمكنوا من القضاء على عزيمة «إسرائيل». غير ان هذه العزيمة لا تكفي ولابد من اتخاذ خطوات للتوصل إلى حل. وختمت بالقول انه لابد من أن تترافق الحرب ضد «الإرهاب» مع خطوات تنشر الأمل، ومن بينها اتصالات سياسية رفيعة المستوى، لذلك رأت «هآرتس»، انه من هذا المنظور فإن إلغاء شارون زيارته لأميركا، ليس بالأمر الجيد، وسيسجل إنجازا لـ «الإرهاب».

وكان ألوف بن (المراسل الدبلوماسي لـ «هآرتس») قد لاحظ في مقال نشرته «واشنطن بوست»، ان مراقبي شارون منقسمون إلى فريقين... الأول يعتبر انه على استعداد لإحلال السلام وانه سيختتم حياته السياسية بخطوة يذكرها التاريخ. أما الثاني فيعتبر ان شارون، لا يريد السلام وليس قادرا على صنعه، وانه يحاول إيهام المجتمع الدولي بخلاف ذلك... واعتبر ان ما من أحد في «إسرائيل»، حتى المسئولين الإسرائيليين رفيعي المستوى، يعلم بنوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، تجاه عملية السلام. وتابع: «ان شارون، صرّح في مقابلات أجريت معه أخيرا ان الحرب في العراق، خلقت فرصة جديدة للسلام مع الفلسطينيين لا يجب تفويتها حتى انه تحدث عن إمكان مناقشة تفكيك المستوطنات في مفاوضات السلام»

العدد 261 - السبت 24 مايو 2003م الموافق 22 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً