كان مرزوق جالسا في غرفته يشاهد نشرة أخبار منتصف الليل، وإذا بزوجته تسمعه يصرخ ويقول كلاما غير مفهوم فأسرعت له وسألته: ماذا جرى يا مرزوق؟
مرزوق بصوت مرتفع: لا يمكن ... لا يمكن... حرام... حرام...
الزوجة: هل ماتت أمي؟ أخبرني.
مرزوق: ربما تموت أمهاتنا جميعا.
الزوجة: إذن ماتت أمي وأنت لا تريد أن تخبرني.
مرزوق: هل أمك مازالت حية؟ وسقط على الأرض.
وقامت زوجته بالاتصال بإخوته وتجمعوا في شقة مرزوق كما حضر الجيران على إثر صراخه وعندما نظر أخو مرزوق إلى أخيه، قال: هل تم احتلال دولة عربية أخرى؟ فسأله الحاضرون: لماذا؟ وما علاقة ذلك بحال مرزوق؟
الأخ: مرزوق ورث من أجداده وآبائه حبه الشديد للوطن العربي وبصورة غريبة. هل تعلمون أن جدي لأبي أصيب بجلطة عندما سمع عن احتلال فلسطين العام 1948 وتوفي في اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر العام 1956. أما جدي لأمي فلم يتحمل نكسة 1967 فقضى نحبه في اليوم الثالث من وقوعها. وجدتي لأمي أصيبت بشلل نصفي في أغسطس/آب 1990، عندما غزى صدام الكويت ومرزوق نفسه أصيب بانهيار عصبي عندما غزت أميركا العراق.
وهنا صرخت الزوجة: أنتم تتكلمون ومرزوق يموت.
الأخ: لا تخافي اهدئي ... ورش على مرزوق ماء، وقرأ عليه بعض الآيات فتنبه مرزوق وسأله أخوه ما بك يا مرزوق.
مرزوق: متخوف أن يتم احتلال باقي الدول العربية؟
الأخ: لا يا مرزوق... أميركا ستكتفي بالعراق ولا يمكنها القيام باحتلال بقية الدول عسكريا.
مرزوق: هذه المرة لن يكون الاحتلال والتغيير عسكريا.
الأخ: كيف سيتم؟
مرزوق: عن طريق القضاء؟
فتلمس أخوه جبهته وقال له: حرارتك طبيعية فلماذا تهذي؟ احتلال عن طريق القضاء؟!
مرزوق: أنا لا أهذي يا أخي أنا أحذر من إعصار مقبل إلى المنطقة ليغيرها.
الأخ: وضح؟
مرزوق: سمعت في نشرة الأخبار أن المسئولة بالمحكمة الأميركية العليا ساندرا داي أوكونر سترأس وفد بلادها إلى منتدى إقليمي للإصلاحات القضائية في المنطقة وهذا يعني أن أميركا تنوي تغيير المنطقة عبر ما تسميه إصلاح القضاء.
وكانت جارتهم العجوز هادئة ولكن عندما سمعت هذا الكلام قالت: خلهم يجون.
مرزوق: هل تحبين الأميركان؟
العجوز: لا، ولكن أتمنى إصلاح القضاء؟
مرزوق: لماذا؟
العجوز: يمكن أقدر أطلّق من زوجي اللي رماني 20 سنة لا زوجة ولا مطلقة ... يعني معلقة.
مرزوق: اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 258 - الأربعاء 21 مايو 2003م الموافق 19 ربيع الاول 1424هـ