ترمز أربعة أسود تقف ظهرا الى ظهر في رمز الدولة الهندية الى الكبرياء والفخر. الرمز تم اعتماده من أسد العاصمة Sarnath للامبراطور Ashoka الملك العظيم في الهند القديمة، في الواقع يجد الأسد ذكرا لنفسه بصورة دقيقة في أساطير وأدب الهند، انه يحتل مكانة مهمة في التراث الثقافي والطبيعي للهند.
ان زئير الأسد هو أعلى الاصوات بين حيوانات الغابة. انه صوت مخيف ويدوي في الغابة بكاملها واذا سمعه شخص مرة واحدة يبقى في ذاكرته طول الوقت.
الاسد الآسيوي الذي هو عينة فرعية يختلف عن الاسد الافريقي والعينات الفرعية الاخرى. ان الاسد الآسيوي الذكر له شعر عنق أخف ذهبي او قاتم فيما الاسد الاسيوي له شعر عنق أسود كثيف. تعيش كلا الفصيلتين الفرعيتين في غابات مفتوحة وفي مجموعات وهي لا تكون سرية في أعمالها مثل النمور.
الاسد الاسيوي كان ذات يوم موزع بصورة شاملة من سورية عبر العراق وايران والباكستان والهند. كان يوجد عادة في معظم شمال واواسط الهند. ان الاصطياد غير الشرعي للأسد وكذلك الاضرار والخسائر للبيئة بسبب تحويل الغابات الى مزارع ومستوطنات نتج في انخفاض حاد في عدد الاسد. وفي الهند آخر الاسد إلى خارج غابات Gir في غوجرات كان قد اطلقت النار عليه في العام 1888. انقرض الاسد في اقليم اسيا الصغرى بكامله حتى العام 1891.
كان الاسد الاسيوي على وشك الانقراض في اواسط القرن الماضي حين تبقى منه 20 فقط في غابات Gir. ساعد اعلان الاسد حيوانا تجب حمايته الذي اصدره حاكم Junagadh حاكم الامارة التي توجد بها غابات Gir والجهود المتتالية التي اعقبت الاعلان لانقاذ الاسد من حافة الانقراض وحاليا هناك 300 منها تعيش في غابات Gir ذات مساحة 1800 كم. وبصرف النظر عن كل ذلك يبقى الاسد مهددا بالانقراض.
ان العلماء وصائني الموارد الطبيعية قلقون بشأن وضع «اجمع بيضك كله في سلة واحدة» فيما يتعلق بالاسد الاسيوي. ان عددا قليلا من الاسد في موقع واحد هو Gir يواجه تهديدات الانقراض الجينية والبيئية. على سبيل المثال عندما انتشر وباء سل الكلاب في حديقة Serengetti الوطنية في تنزانيا اصيب حوالي 75 في المئة من الاسد بذلك الوباء ومات 30 في المئة منهم في اواسط التسعينات من العام 1900. يشعر خبراء الاحياء في الحياة البرية ان تعداد الاسد الحالي هو حوالي 300 أسد في غابات Gir وهو معرض للأمراض لأنه تولد من عدد قليل لعشرين اسدا فقط. ويخشى من انه اذا انتشر وباء سيكون من الممكن القضاء على تعداد الاسد الاسيوي بكامله. كما ان كوارث طبيعية اخرى قد تشكل خطرا محتملا.
يقع ملاذ الحيوانات البرية في Kuno ذات مساحة 345 كم في مقاطعة Sheopur في ولاية مادهيا براديش الهندية شكلت غابة Kuno جزءا من حدائق صيد إمارة غواليور الهندية حينذاك. تشهد انقاض قلعة Palpur في الملاذ على أيام العهد الماضي.
أشار W.T.Blanford الى 4 مواقع في الهند كان يوجد بها الاسد في العام 1867. ان الغابة بين غواليور وقونا Guna هي احدى تلك المواقع. Kuno هي جزء من هذا الحزام التاريخي للغابة ربما كان الاسد قد زأر فيه ذات يوم.
تشكل الغابة الجافة الاستوائية في Kuno جزءا من الاقليم الشمالي لسلسلة جبل .Vindhyan نهر Kuno الذي هو فرع لنهر Chambal هي مصدر الحياة للملاذ.
اما الغابة ففيها تنوع وافر من حيوانات تلك المنطقة المعينة وتشمل النمر والفهد والشيتل او الغزال ذي النقط والسامبر والثور الازرق او Nilgai والغزال الهندي او Chinkara والظبي الاسود وذي القرون الاربعة والذئب البري والذئب والكلب المتوحش الخ...
بعد فحص مواقع مناسبة للمجيء بالأسد الاسيوي قام به علماء معهد الحيوانات البرية في الهند في العام 1994 وجد ان Kuno هي أكثر المواقع المناسبة للمجيء بالاسد الاسيوي.
تم تصور مشروع لمدة 20 سنة للمجيء بالاسد في Kuno. المشروع ذو ثلاث مراحل كان قد بودر به في العام 1998. ان مرحلة ما قبل إعادة استقرار الاسد لمدة خمس سنين هي مرحلة متقدمة تشمل نشاطات مثل إعادة تأهيل القرى لخفض الضغوط الحيوية الى ادنى والقيام بأعمال تنموية في الملاذ وبناء ودعم قاعدة الفريسة والبحوث.
كما تم التخطيط للمرحلة الثانية من خمس سنوات لاعادة استقرار الاسد في غابات Gir واخيرا المرحلة الثالثة من عشر سنوات للمتابعة والدعم.
ملاذ الحيوانات البرية في Kuno كان محاطا بـ 24 قرية صغيرة في 19 تجمعا عنقوديا ولها تعداد سكاني قدره 8000 ومواشي قدرها 6000. ان هذا الضغط الحيوي المنتشر بالتساوي على الملاذ له اثر سلبي كبير على زيادة عدد الحيوانات ونتج ايضا من تدهور الوسط الذي يعم الملاذ. ولإعادة استقرار الاسد في Kuno شعر انه من الضروري خفض الاضطراب الحيوي الى ادنى حتى يحصل الاسد الذي يعاد استقراره الى فرصة عادلة ليتأقلم ويستقر بصورة مناسبة.
بدأت مبادرة إعادة تأهيل في العام 1995 بموجب خطة تتكفل بها الحكومة المركزية وهي خطة تنمية قبلية موجهة نحو المستفيد (BOSTD). هناك صفقة قيمتها مئة ألف روبية لكل أسرة لاعادة تأهيلها. ان العملية الحقيقية لاعادة استقرار القرى بدأت في العام 1998. الآن تم تقريبا إعادة استقرار جميع لقرى خارج الملاذ. اما عملية الاستقرار فهي تطوعية ومخطط لها وتتم مراقبتها. وقد بذلت الجهود لتوفير اقصى منافع اجتماعية واقتصادية للقرويين.
بدأت هيئة غابات مادهيا براديش بالاشتراك مع معهد الحيوانات البرية في الهند في العام 2001 مشروعا لالقاء القبض على الثور الازرق او Nilgai واعداد مسودات لاعادة استقرارهم في Kuno. النتائج مشجعة وتتم مراقبتها، ستكون التجربة مفيدة في تفسير مزيد من عينات الفريسة الى Kuno.
في الوقت نفسه مع اعادة استقرار القرى من الملاذ وخفض الاضطراب الحيوي الناتج الى حد اقصى سيساعد في زيادة أعداد الحيوانات التي تقتات على النباتات في الملاذ. هكذا ستكون Kuno على استعداد لتسلم اول اسد لها في فترة سنتين او ثلاث