عرفت السياحة في مختلف أرجاء المعمورة، خلال الربع الاول من العام الجاري، أسوأ ايامها لأسباب سياسية وعسكرية، إن لم تكن ايديولوجية في معظمها، الامر الذي عرض القطاع الأكثر حيوية وفاعلية لمعاناة وأزمات لا تحصى.
وقبل ان يفيق قطاع السياحة من تداعيات حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، وضربات الحرب الاميركية البريطانية على العراق وآثارها المدمرة، ها هي هجمات ارهابية منسقة تضرب أهدافا منتقاة في كل من السعودية والمملكة المغربية، تصيب السياحة في العمق وتعزز جروحها التي مازالت تنزف منذ أشهر، لاسيما اذا أمعنا النظر في اهداف حوادث الدار البيضاء «العاصمة الاقتصادية» للمغرب التي صعدت فيها السياحة الى مراتب رفيعة في سلم مكونات الدخل القومي، وأضحى الاعتماد على السياحة يتجاوز الاعتماد على سائر عناصر العملية الاقتصادية والاستثمارية والتجارية المغربية.
ضربات «الجمعة السوداء» في الدار البيضاء تحتاج الى وقت طويل لمحو آثارها او مداواة جروحها التي استهدفت احد اهم شرايين الاقتصاد المغربي الصاعد، والمغرب يحتاج الى سنوات وسنوات قبل العودة الى ايام تدفق السياح على شواطئ الاطلسي.
حوادث ارهابية قاتلة ترتدي مسوح السياسة ضربت الاقتصاد المغربي في أحد مفاصله الفاتنة بعنف
العدد 257 - الثلثاء 20 مايو 2003م الموافق 18 ربيع الاول 1424هـ