كتبت مرة عن نشاط البورصة الضعيف في البحرين. وقلت إن من أسباب ضعف هذا النشاط هو غياب بعض القطاعات المهمة مثل قطاع النفط (كدليل على ذلك نرى أن سهم بتلكو وهي ممثل قطاع الاتصال في السوق هي من أنشط الأسهم مثلا). ولكن السماسرة الصغار يشتكون من أمر آخر لا يقل أهمية. ذلك هو أن السوق يحركها بعض شركات استثمارية كبيرة هي التي تسيطر على السوق بالكامل. ولا نعيب على هذه الشركات سيطرتها هذه أو نشكك في نياتها أبدا إذ إن هدف كل مشروع تجاري أو استثماري هو الفائدة بطبيعة الحال، ولكن هذا يشكل عقبة أخرى في نشاط السوق. فالأمر ببساطة أن أيا من هذه الشركات لها توجه معين وزبائن معينون هدفها تحقيق الربح لها ولهم. ومن مصلحتها أن تتحرك بعض الأسهم صعودا أو هبوطا بحسب ما لديها أو لدى زبائنها من كمية أسهم سواء عند رغبتهم في البيع أو الشراء. وهي قادرة - بحسب قول كثير من المستثمرين الصغار - على تهيئة الأجواء لتحريك الأسهم نحو الصعود أو الهبوط. فإذا كانت مصلحتها مثلا أن يهبط سعر سهم معين، فما عليها إلا أن تبدي (في عملية نفسية) رغبتها في بيع كمية كبيرة من هذا السهم، ما يرفع العرض عن الطلب فيقل سعر هذا السهم. فيخسر المستثمرون الصغار الذين يحملون نفس السهم بسبب شهية اللاعب الكبير