العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ

وزارة الإعلام... شيء من الصراحة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

المرء يسأل نفسه مرارا وتكرارا: ما الذي يحدث في وزارة الإعلام؟... الكل يشتكي، والشكاوى تملأ الآفاق ابتداء من شكاوى الجمهور من بساطة ورتابة البرامج مرورا بشكاوى المثقفين والمؤسسات الثقافية كمسرح الجزيرة وغيره، إلى شكاوى النواب من تقطيع جلساتهم وإهانتهم ببتر مرافعاتهم أمام الرأي العام إذ تبدو هزيلة وضعيفة، إلى شكاوى الصحافة. ولو سألنا الشارع: لماذا كل هذا العزوف عن مشاهدة برامج «قناة العائلة العربية» لقال بكل صراحة: ليس فيها جديد.

لقد مللنا من هذه البرامج التسطيحية، «فلانة تسلم على فلان»، «عفريتة ترسل أغنيتها إلى عفريت!!». حقيقة، كانت هذه الوزارة تعاني الكثير سابقا ولكنها ازدادت خلال هاتين السنتين ترهلا وضعفا وامتلأت ثقوبا وشقوقا، ولعلها تكون الوزارة المتميزة في كثرة المشكلات مع المثقفين، ففي كل يومٍ لها قصة وحكاية عادة ما تأتي على طريقة الكوميديا السوداء... لو حاولنا أن ننتقد الوزارة بكل شفافية ـ في عصر الشفافية ـ فسيكون هناك أكثر من نقطة، منها:

- ضعف البرامج ورتابتها، فالبيروقراطية تنخر كل مكان.

- انتقاء الشخصيات ذات الإيقاع الذي يقترب من عزف الوزارة، اللهم إلا في الحالات النادرة جدا لو تبرع مثقف هنا أو هناك في الوزارة لاصطياد معارض هنا أو موضوعي هناك، وقد لا تسلم الجرة في كل مرة.

- طريقة العرض والمادة وحتى الديكور. لاحظ ديكور الأخبار وقارنه بديكور القنوات الأخرى وتنوعها سواء في المادة أو في انتقاء الشخصيات أو في طبيعة الحوارات... تمر على البحرين قضايا اجتماعية وثقافية وسياسية قد نجدها تُناقش في القنوات الأخرى لكنا نفتقدها في تلفزيون «العائلة العربية».

- البرامج والحوارات المهمة تُعرض في أوقات الساعة الثانية... بالمعنى الصريح عندما يكون الناس نياما، وكأنك يا زيد ما غزيت.

- الكادر الإداري والوظيفي محسوب بطريقة هندسية ليكون في صالح عوائل وأفراد وفئة واحدة فقط وفقط، وانظر إلى الأسماء كما قال النائب عبدالنبي سلمان «وزارة الإعلام وما أدراك ما وزارة الإعلام».

- الطاقات البحرينية مهمشة ولا تستطيع أن تنتقد، فهناك بيروقراطية تكمم الأفواه... تجلس مع هذه الطاقات تسمع غصصا تخرج من أفواهها لكنها لا تشتكي في الصحافة خوفا من قطع الرزق... وما ذكره النائب عبدالهادي مرهون عن مسيرة موظفين تم تسكيتها حتى لا تصل إلى سمع المسئولين دليل واضح على ذلك.

- هي من الوزارات التي لا يمسها تغيير أو إعادة للهيكلة إلا لماما، على رغم ضعف أدائها وضعف برامجها و... فمن دخل دار وزارة الإعلام فهو آمن، فمنذ أن كنا صغارا ونحن نلحظ وجوها مكثت سنين وإلى يومك لم تتغير وفي وظائف عليا مختلفة وغيرها على طريقة «ما في هالبلد إلا هالولد».

- توجد بالوزارة طاقات بحرينية متميزة، إلا أن سقف الحرية يحول دون إبداعهم، وحتى رواتب الوزارة فهي لا تؤكل عيشا، اللهم إلا إذا كان مسئولا أو قريبا من حنان المسئول، وإلا فإن رواتب بقية الموظفين تدفعهم إلى الهروب أمام أية فرصة.

- ما حدث أخيرا لمسرح الجزيرة وما مُورس بحق الجمعية العمومية، وعلى رغم ما تعرض له «الجزافيون» من مواقف مؤلمة فإنهم كسبوا القضية وعلى رغم ذلك فهناك محاولات التفاف عليهم. فلماذا هذا القمع الذي يُمارس ضدهم؟ فما يُمارس الآن هو إهانة لحكم القضاء.

بدأ المثقفون البحرينيون في فزعة واحدة لما لحق بالثقافة وقلاعها من هذه الوزارة وما تقوم به من تخبط حتى ازدادت الأخطاء، فالكل يشتكي من:

- تعطل مسرح الجزيرة.

- جرجرة الصحافيين الى المحاكم.

- عدم تسجيل آثار البحرين في اليونسكو.

- هروب القدرات المتميزة من الوزارة أمام أية فرصة.

- رتابة البرامج، فهي قديمة وهزيلة أمام ما تطرحه القنوات الأخرى، اذ لا توجد أدنى مقارنة.

- الفضائيات العربية تبث جلسات برلماناتها مباشرة، إلا وزارة الإعلام البحرينية فهي تقوم بتقطيعها وبث السلام والتحيات، وهذا لا يحدث حتى في دولة «الواق واق». وعلى رغم أن بعض النواب نددوا بذلك فإن الوزارة مازالت مصرة... حقيقة وزارة الإعلام تحتاج إلى دماء جديدة وإعادة هيكلة وإلى مزيد من الشفافية وإلى برامج ثقافية نوعية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 256 - الإثنين 19 مايو 2003م الموافق 17 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً