العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ

ملفات ساخنة... من يضع في عنقها الجرس؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الكثير من المراقبين يتساءلون عن سر غياب الملفات الوطنية الساخنة في الخطاب السياسي العام... كثير من القضايا ملحة بَيْد ان الاجندة عبر الخطاب السياسي العام مازالت مبعثرة... تنقصها الواقعية والوضوح والمتابعة... ولن يكون هناك اخطر مما نبّه إليه النائب عبدالنبي مرهون في مداخلته أمام وزير شئون مجلس الوزراء محمد المطوع قضية «التمييز» والمحسوبيات في الوزارات... إنها تؤسس ثقافة فئوية قد تنخر في ذلك النسيج المجتمعي والثقافي للمجتمع. لذلك يجب وضع النقاط على الحروف لمعرفة حقيقة ما يطرح، واعتقد ان مطالبته بكشف واضح حسي وبالاسماء والارقام للوظائف الرئيسية والعامة يعني انه بدأ يدخل في المرحلة الثانية أي ما بعد تفجير هذه القضية، وبدأ يضع الكرة الثانية في مرمى السلطة التنفيذية، فالنائب يتحرك بطريقة توحي بالثقة ورباطة الجأش ما يدلل على انه يمتلك شيئا لم يطرح إلى الآن. إن مشكلة المحسوبيات والفساد الاداري والمالي كلها قضايا ترضع من ثدي التمييز فإذا حلت وسلطت عليها الأضواء فإنها ستحل الكثير من القضايا. لذلك ينبغي للخطاب العام ان يركز على هذه القضية وغيرها من القضايا، فالمحسوبيات افقرت الناس وسببت ازماتنا المعيشية من فقر وجوع وحرمان واقصاء.

فالحديث الشريف يقول: «ما دخل الفقر بلدا إلا وقال الكفر خذني معك»، ويقول رسول الله (ص): «النفس اذا امنت قوتها اطمأنت»، ويقول ابوذر: «عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه».

وآلاف من العوائل مازالت تتضور جوعا وتعاني من البطالة والتهميش والمحسوبية والتركيز وتقديم المجنسين عشوائيا عليهم، مازال الكثير منهم يتضور جوعا وينام على انغام الخطابات الانشائية. لماذا لا تكون هناك جمعية عامة ونفرة خطابية واولوية ولو ثانية بعد اولى الأولويات الاخرى لهذه القضايا؟ فهل تعلم ان هناك العشرات من المعلمات البحرينيات عاطلات ومازلن يرسّبن من قبل قسم الامتحانات لمنع توظيفهن من قبل قسم التوظيف؟ لذلك ندعو سعادة الوزير - وهو المنفتح على عملية التغيير بصدق - إلى أن تكون هناك اعادة لهيكلة الوزارة وخصوصا هذين القسمين المتورطين في المشكلات الماضية. وعلى ذكر التمييز والمحسوبية فلقد وصلتني عبر البريد كراسة من سبع صفحات للهيكل التنظيمي للوظائف بوزارة التربية والتعليم وبالاسماء فأصبتُ بصاعقة وقمت مباشرة بارسالها إلى النائب عبدالهادي مرهون ليتأكد من المعلومات والاسماء فإن كانت صحيحة فانها ستفجر ازمة كبرى، وخصوصا انها ستضع اضافة إلى ملف التعيين ملفات اخرى منها المعلمات العاطلات عن العمل طيلة هذه الاعوام على رغم تفوق الكثير منهن في الجامعة وسأتناول معاناتهن بالتفصيل عبر سلسلة مقالات واضحة وبالأرقام حتى تنجح هذه القضية، وخصوصا انهن يحدوهن الامل في دخول سلك التدريس العام المقبل فقد رسّب الكثير منهن ظلما كما رسب عبدالامير المطوع (دكتوراه في الاقتصاد وماجستير في المحاسبة) وعلى رغم ذلك إلى الآن لم ينجح في امتحانات الوزارة التي يصيغ اسئلتها اناس من حملة البكالوريوس وهذه من العجائب البحرينية العشر. هذه قضايا يجب ان يفتحها النواب ونحن نقول لهم: اقتحموا المجهول بسلاح البحث، والصحافة لن تتخلى عنكم... انتم في البرلمان تعملون والصحافة تتحرك معكم في تسليط الضوء على القضايا لنسير جميعا لتحقيق وتثبيت دولة القانون والمؤسسات. وعلى ذكر النائب، لقد سألني الكثير من الناس لماذا لم يرد الوزير على تساؤلك؟ قلت لهم واقول للقارئ ايضا: لقد هاتفني الوزير محمد المطوع ووعدني بلقاء يوضح فيه رده على هذا التساؤل الذي طرحته عبر المقال، وأعد القراء بتوضيح رؤية الوزير اذا ما تم اللقاء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً