بدأت الهيئة القيادية للأحزاب العراقية متفقة في تقييمها من أن قيادة قوات التحالف تحاول التبرؤ من اتفاقات مؤتمري لندن وصلاح الدين للمعارضة العراقية مع الادارة الأميركية والحكومة البريطانية، اذ شهدت طاولة اجتماعات «برج الحياة» في الأسابيع القليلة الماضية طرح الكثير من الآراء حولها، ولم تحسم من قبل ادارة الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غاردنر.
هذا وأكدت مصادر عراقية شاركت في اجتماع المنسق الرئاسي الأميركي للملف العراقي مع الهيئة السباعية الجمعة الماضية أنه «لا نية لقوات التحالف في تشكيل حكومة عراقية انتقالية راهنة». وقالت هذه المصادر لـ «الوسط» ان أولويات الحاكم الاداري الاميركي بول بريمر تتجه لاعادة ترتيب الأولويات وفي طليعتها مسائل الاغاثة والأنشطة الانسانية لأنها - كما يعتبرها - أصل المشكلة الأمنية حاليا. أما فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية فقد طرح الجانب الأميركي ردا على تساؤلات عراقية عن عهود الاتفاقات الأميركية العراقية في لقاءات واشنطن ولندن وصلاح الدين والتي تضمنت وضوحا في كيفية ملء الفراغ الدستوري بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد قال بريمر للحاضرين «الواقع الآن يحتم على الجميع النظر الى تجربة السلطة الوطنية الفلسطينية وامكان تطبيقها في العراق قبل الوصول الى صوغ دستورية مقبولة يمكن على اساسها الانتقال نحو حكومة كاملة السيادة». كما نوه بريمر للحاضرين بأنه بحسب المصادر فإنه في كل الأحوال «لا يمكن للسلطة العراقية المؤقتة اذا ما قامت أن تشرف على وزارات الخارجية والدفاع والنفط والاقتصاد العراقي في علاقاته الخارجية».
وأوضحت مصادر مقربة من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني لـ «الوسط» ان عدم الاتفاق بين عناوين القوى السياسية الرئيسية في العراق سيسمح لقوات التحالف باتخاذ الإجراءات التي ترغب فيها بغض النظر عما تريده هذه القوى السياسية. ووصفت هذه المصادر الموقف الاميركي بأنه «يدعو للحيرة». فمن جانب استجاب بريمر لدعوة القوى السياسية بحل حزب البعث وإبعاد كوادره عن أية مهمات أو مناصب، ولكنه طلب في الوقت ذاته تأجيل عقد اجتماع وطني عراقي واسع يهدف إلى اختيار حكومة انتقالية .
وكشفت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لـ «الوسط» إن الخلافات لا تزال قائمة حول صيغة الحكومة الانتقالية، وما إذا سيكون على رأسها مجلس سيادة جماعي يتبعه مجلس وزراء أم يكون هناك رئيس وزراء يستقل بصلاحياته عن مجلس السيادة .
عواصم - وكالات
نفى رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق بول بريمر أمس عزم بلاده تأجيل خطط تشكيل حكومة عراقية انتقالية خلال الأسابيع المقبلة وقال انه سيجري المزيد من المباحثات مع الزعماء السياسيين العراقيين في هذا الصدد. وفيما قتل جندي أميركي وأصيب ثلاثة آخرين اثر انفجار ذخيرة في بغداد حذر خبير عراقي من الأخطار التي تسببها المواد الكيماوية المسروقة من موقع «التويثة» التابع للطاقة الذرية. وقال بريمر إن واشنطن لا تنوي تعليق نقل السلطة لحكومة عراقية مؤقتة كما هو مقرر خلال الأسابيع القليلة المقبلة وذكر للصحافيين خلال زيارة للموصل بشمال العراق «قرأت تقريرا في الصحف الأميركية عن تأجيل «تشكيل حكومة انتقالية». لا اعرف من أين تأتي هذه الروايات لأننا لم نؤجل شيئا».
وقال بريمر انه سيجري مزيدا من المحادثات مع الزعماء السياسيين العراقيين في وقت لاحق هذا الشهر بشأن السلطة المؤقتة التي يراها كثير من العراقيين أساسا للمساعدة في إعادة القانون والنظام واستعادة إمدادات الكهرباء والماء في كثير من المدن والبلدات.
ووصل بريمر في وقت سابق إلى الموصل في أول زيارة لهذه المدينة التي تقع شمال البلاد منذ تسلم مهامه الاثنين الماضي. والتقى قائد الفرقة 101 المجوقلة في الجيش الأميركي الجنرال ديفيد بيتراوس الذي ساهم في مستهل مايو/أيار في تنظيم انتخابات محلية في المدينة.
وفي الطائرة التي أقلته إلى الموصل وضع بريمر في صورة الوضع الأمني في المدينة التي ينتمي سكانها إلى مجموعات عرقية ودينية كثيرة تضم العرب والأكراد والتركمان والمسلمين والمسيحيين.
كما أعلن مسئول كبير في الرئاسة البولندية أمس ان نائب رئيس الوزراء البولندي السابق ماريك بلكا سيترأس مجموعة استشارات دولية بشأن العراق لدى بريمر. وقال رئيس مكتب الأمن القومي لدى الرئاسة البولندية ماريك سيويك للإذاعة العامة إن «بولندا تلقت اقتراحا بشغل هذا المنصب».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت يوم الجمعة الماضي ان بريمر ومسئولين بريطانيين أبلغوا زعماء سياسيين عراقيين أنهم أرجأوا إلى أجل غير مسمى خطة تسمح للعراقيين بتشكيل مجلس وطني وحكومة مؤقتة بحلول نهاية الشهر.
عسكريا قتل جندي أميركي من الجيش الخامس وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار ذخائر مهملة في بغداد، وفق ما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أمس في بيان لها. وأضاف البيان إن الجنود الجرحى الثلاثة نقلوا إلى مستشفى متنقل كما تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
من جهة أخرى أفادت القيادة الأميركية ان شاحنة صهريج تابعة للجيش الأميركي» أصيبت في هجوم بقذائف «أر بي جي» مساء أمس الأول وذلك عندما كانت في مستودع عراقي للمحروقات في بغداد.
في الإطار ذاته بدأت القوات البريطانية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» برنامجا لتدريب المدنيين على كيفية تجنب مخاطر الذخيرة التي لم تفجر بعد والمنتشرة بأنحاء عديدة في الأراضي العراقية. وأكدت المدير التنفيذي لـ «يونيسيف» كارول بيلامى أمس على ضرورة العمل الجاد من أجل مساعدة أطفال العراق وتحسين معيشتهم. إلى ذلك حذر خبير عراقي أمس السكان من الأخطار التي تسببها المواد التي سرقت من موقع «التويثة» التابع لمنظمة الطاقة الذرية العراقية.
ونقلت صحيفة «الزمان» المستقلة عن الخبير عباس ناجي بلاسم من منظمة الطاقة الذرية العراقية قوله إن «تأخر قوات التحالف في بسط سيطرتها الكاملة على موقع «التويثة» حال دون منع أعمال السلب والنهب التي طالت عشرات البراميل المعبأة بمادة خام اليورانيوم والمسجلة لدى فرق التفتيش السابقة».
وأضاف انه «على رغم ان هذه المواد ذات نشاط إشعاعي خفيف نسبيا كونها مادة خام وليست مخصبة إلا أنها تعد من المواد النووية ويجب التعامل معها بحذر شديد ومن قبل ملاكات متخصصة لأنها تسبب الكثير من الأضرار الجسيمة».
وحذر الخبير من عملية «استخدام هذه البراميل لأي غرض كان». وقال انه «تجرى حاليا عملية مسح إشعاعي لتقدير المخاطر الناجمة في محيط المناطق القريبة».
وأشار المسئول في منظمة الطاقة الذرية العراقية إلى «وجود مصادر إشعاعية أخرى تستخدم لأغراض علمية خاصة بأعمال المنظمة جرى نهبها هي الأخرى وهي قيد التداول الآن بين أفراد لا يقدرون عواقبها». وأضاف إن «الفوضى وأعمال النهب أدت أيضا إلى إطلاق كميات كبيرة من ذباب المختبرات إذ كانت تجرى عليها التجارب الخاصة بالبرنامج».
وأوضح إن «احد أهداف هذا البرنامج هو استخدام التقنية النووية في المكافحة الاحيائية لذبابة الدودة الحلزونية بإشاعة العقم بين ذكور هذه الحشرة وإطلاقها إلى البيئة».
وأشار إلى أن «انقطاع التيار الكهربائي وتوقف تقنيات البحث أدى إلى هلاك كميات منها لكننا لا نستبعد إطلاق كميات أخرى تكون وجدت طريقها إلى البيئة المحيطة بالموقع مما يشكل تهديدا على صحة الثروة الحيوانية في ضواحي بغداد والمناطق القريبة منها».
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت من الولايات المتحدة السماح لمفتشيها بالدخول إلى الموقع للتأكد من طبيعة المواد التي سرقت إلا أن طلبها رفض.
على صعيد متصل عاد الهدوء إلى مدينة كركوك عقب مصادمات دامية جرت بين العرب الذين جلبهم نظام صدام بهدف تغيير الطبيعة الديمغرافية للمدينة والأكراد الذين يطالبون بممتلكاتهم المصادرة.
وأبلغ مصدر قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه جلال الطالباني، يونايتد برس انترناشونال أمس بان قوات الشرطة المحلية أعادت، بالتعاون مع قوات التحالف، الهدوء إلى كركوك التي شهدت قتالا بين العرب والأكراد أمس الأول استخدمت فيه السكاكين، وقال إن «التحقيقات جارية لمعاقبة المسئولين عن هذه الحوادث».
وأضاف المصدر إن المواجهات التي خلفت نحو خمسين قتيلا وجريحا بين الجانبين، اندلعت اثر نزاع على ملكية منازل وأراض، في حي الشهداء.
في قطر رفض ناطق باسم القيادة المركزية الأميركية تأكيد نبأ اعتقال نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية السابق عزة إبراهيم. وقال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «ليس لدينا معلومات في هذا الشأن». في المقابل أكدت القيادة المركزية أن الأمين العام السابق لقوات الحرس الجمهوري العراقي كمال مصطفى التكريتي سلم نفسه السبت للقوات الأميركية في بغداد.
السيستاني يحرم الاستيلاء على مساجد السنة
بغداد - أ ش أ
أصدر المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق السيد علي السيستاني فتوى حرم فيها «اغتصاب الشيعة لمساجد السنة والاستيلاء عليها للصلاة فيها».ونصت الفتوى التي صدرت بعد تعدد الشكاوى من اغتصاب جماعات شيعية لمساجد السنة على أن «اغتصاب هذه الجوامع عمل مرفوض تماما ولا بد من رفع التجاوز، وتوفير الحماية لإمام الجماعة وإعادته إلى جامعه معززا مكرما». ومن جانبه حرم مكتب السيد الصدر أحد كبار الزعماء الدينيين الشيعة العراقيين الصلاة كلية في المساجد المغتصبة
العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ