العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ

أسئلة ستكشف إجابتها الأيام المقبلة

الوسط - حسام أبوأصبع 

تحديث: 12 مايو 2017

تنتاب المرء منا بهجة عارمة وهو يطالع كل هذه الدوريات الثقافية المحلية، بعد أن كانت في فترة من التسعينات الماضية مقتصرة على دورية واحدة لم تكن كافية لتلبية الطموح والاهتمامات كافة... كنا نصرخ وقتها، ونتضرع لتقوم «كلمات» بالسلامة من مرقدها وهي تعاني جراحات غائرة لم تتعافَ منها بعد... وظلت البحرين الثقافية هي اللاعب الوحيد في الساحة، وكانت بحق لاعبا متميزا، إذ نجح القائمون عليها في استقطاب معظم أصحاب التجارب المحلية سواء تلك الراسخة، أو تلك التي بدت طرية تتلمس طريقها نحو الصعود.. وذلك بدعوتهم إلى المشاركة، بل وباقتراح العناوين عليهم كل بحسب اهتماماته، أو حتى بالتشاور معهم وأخذ مقترحاتهم بجدية.

استمر الحال هكذا سنوات، إلى أن بدأت المجلات الثقافية تطفو على السطح من كل حدب وصوب، الواحدة في إثر أختها، وانفصم العقد بين القارئ وبين المنتج الثقافي في صيغة الدورية الذي ظل محتكرا، وأصبح الجميع يتوجه إليها لنشر نتاجاته، بعد أن طفش من طفش، ولاذت معظم الأسماء المهمة بالمجلات الصديقة لنشر نتاجها، أو حتى في أكثر العواصم بعدا كالعواصم الاسكندنافية - مثلا - طلبا للانتشار في مختلف الأصقاع والأمصار، أو ربما بسبب أن المتوافر لا يلبي الطموح، خصوصا وأن الخيارات المتاحة في الداخل لا تكاد تذكر.

ولا يمكن للرائي أن يقارن ما كان عليه الحال العام 1995 مثلا وبين العام الجاري أو الذي سبقه، فبعد أن تمركز الاستقطاب في البحرين الثقافية، تعددت الآن الخيارات بشكل غير مسبوق، والاستقطاب الذي أعنيه هو على مستوى التلقي، أما على مستوى صوغ استراتيجيات تستهدف هذا القارئ الذي يعيش في هذا البلد، أو طرح قضايا ثقافية تدخل في صميم النسيج المجتمعي في هذا البلد، أو محاولة تقديم صورة عن الحراك الثقافي، أو حتى مد اليد إلى هذا القارئ / الكاتب المحلي، وجعل همومه وهواجسه هي قلب الفعل الثقافي في هذه الدورية أو تلك فهذه قضية أخرى لا يتسع المقام لمعالجتها.

سؤالي بعد الملاحظة السابقة: ما الفرق بين الوضع سابقا وحاليا... هل اختلف الأمر حقا؟ وهل بتنا نستنسخ تجارب تسمرت في مكانها ولم تستطع مجاوزة مفهوم التمويل الثقافي للآخرين بينما تركت واقعها يرفل في نسيان دون سبر؟ أم أن القضية برمتها شأن فردي؟ أسئلة ستؤكدها أو تفندها الأيام المقبلة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً