حضر مرزوق الاعتصام الذي دعت إليه بعض الجمعيات السياسية بخصوص موضوع البطالة أمام دار الحكومة وقد استاء مرزوق من الطريقة التي تدير بها الجمعيات السياسية بعض الملفات الساخنة، إذ إنها لا تتعامل معها إلا إذا بردت أو ربما تثلجت لكنه فرح إذ تبين له ان عدد العاطلين عن العمل ليس كبيرا فذهب الى أحد الباحثين في هذا المجال وسأله ما الذي جرى، هل قامت وزارة العمل بإيجاد وظائف للباحثين عنها ونستطيع ان نقيم احتفالا بانتهاء مشكلة البطالة في البحرين؟

الباحث: لا يا مرزوق الوزارة هي نفسها لم تدعِ حل المشكلة فهي تطرح مشروعات ولكن تنساها.

مرزوق: أعطني مثالا واحدا على هذه المشروعات.

الباحث: مشروع تشغيل 300 مساعد تمريض أين مضى؟ لم نعد نسمع عنه شيئا بعد ان طرح في الصحف وتم الحديث عن توقيع اتفاق بين وزير العمل والصحة لتشغيلهم وقد ذهب بعضهم الى شئون الموظفين بوزارة الصحة فتبين ان المسئولين هناك لا علم لهم بهذا الموضوع.

مرزوق: إذن أين الباحثون عن عمل؟ هل قامت الوزارة بابتعاثهم إلى الجامعات والمعاهد لتعليمهم وتدريبهم من أجل إدماجهم في سوق العمل؟

الباحث: وهذا أيضا جوابه لا، لأن الوزارة ليست في وارد حتى تطوير المعاهد الموجودة وخذ معهد البحرين للتدريب مثالا على ذلك.

مرزوق: أين مبلغ الـ 24 مليون دينار الذي تم تخصيصه للمشروع الوطني؟

الباحث: الـ 24 مليون دينار راحت، وهناك من يحاول البحث عن أماكن صرفها بعد ان طارت الطيور بأرزاقها.

مرزوق: لم تجبني عن سؤالي... كم عدد العاطلين في بلدنا؟

الباحث: أنا متابع لكل ما يتعلق بهذا الملف منذ أكثر من 30 سنة لكني أتحدى أي باحث أن يدعي بأنه يملك الرقم الصحيح.

مرزوق: اشلون؟

الباحث: كانت وزارة العمل في العام 1995 تقول إن عدد الباحثين عن عمل 24 ألفا وبعد ذلك صارت تتعامل بالنسب المئوية وكانت تخفض هذه النسبة مرة 7 في المئة ومرة 5 في المئة حتى وصلت الى 2,4 في المئة وخاف البعض ان تصل الى نسبة سلبية واقنعت الوزارة الأخيرة مجلس الشورى السابق بأن عدد العاطلين هو 9,800 عاطل، وبعد تشكيل الوزارة الأخيرة قال سمو ولي العهد بأن نسبة البطالة 15 في المئة، أما الوزير فقال في لقاء مع التلفزيون بأن البطالة ربما تكون 16 في المئة.

مرزوق: يعني مشكلة البطالة كبيرة في البلد والرقم أعلى بكثير من الرقم المقبول في العالم فلماذا لم يحضر العاطلون عن العمل هذا الاعتصام؟

الباحث: باعتقادي انهم ملوا من وعود الحكومة والمعارضة على السواء وانا متخوف مما تخبئه الأيام لأني استحضر أمامي هذا القول «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»