أبدت جميع الصحف السعودية سخطها على تفجيرات الرياض. ولاحظت «الشرق الأوسط»، انها ليست هذه المرة الاولى التي تلجأ فيها جماعات يستبد بها الحقد إلى هذا الأسلوب الإجرامي الارهابي سواء في السعودية أو في دول عربية وإسلامية أخرى، كمصر والجزائر ولبنان... وأكدت ان السلطات الامنية السعودية التي استطاعت إفشال محاولات ارهابية عدة، هي قادرة على القضاء على الذين يعبثون بالأمن وبسلامة المواطنين. ولن يتمكن الارهاب والارهابيون من التأثير على الاستقرار في السعودية أو على الدور الذي تقوم به في خدمة العروبة والاسلام. ورأت «الرياض» (السعودية) انه تحت صدمة ما حدث ليس أمامنا إلا أن تتلاقى جهودنا في كشف هذا السلوك المعقد والتعريف به، لأن زمن المجابهة يظل بين أطراف أعداء، ونحن على إيمان بأن الذين نفذوا جريمتهم هم خارج تصنيف المواطنة وحقها المشروع، وهذا ما يدفعنا إلى الوقوف صفا واحدا من أجل وطننا، والذين عليه ضمن استقرارنا ووجودنا. ورأت «الوطن» (السعودية) انه لا بد أن نعترف بأن هناك بوادر كانت تغذي هذا التيار زمنا طويلا وجهات كان لها خطابان أحدهما متطرف صريح يشجع هذا التيار في السر والآخر خطاب موارب توفيقي يحتمل أكثر من معنى وتفسير في العلن ثم كشف عن وجهه صراحة بعد الحوادث الأخيرة.
ولفتت إلى ان هناك مجموعة من مشايخ التيار التكفيري أفصحوا علانية عن تغذيتهم ودعمهم لهؤلاء المتطرفين مثل علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي الذين حرموا الوقوف ضدهم أو التبليغ عنهم أو تتبعهم. واعتبرت انه يجب أن يكون موقف علماء الأمة جميعا واضحا وصريحا ومعلنا على رؤوس الأشهاد من دون مواربة أو لبس. فمن العلماء من أظهر رأيه واضحا وعلى رأسهم سماحة مفتي عام المملكة ومع ذلك وفي ظل الدهشة التي أصابت الناس انتظروا من كثير من العلماء رأيا وموقفا فلم يجدوه، فبيان هيئة كبار العلماء تأخر ولم يظهر، ومواقع العلماء على الإنترنت تظهر وكأنها غائبة عن الحدث ولم ترد أية إشارة إلى ما يحدث في السعودية. ورأت ان الموضوع لا يتعلق بأشخاص أو أعداد من الناس وإنما يتعلق بفكر يجب أن يظهر على السطح ويكشف ثم يحاور ويناقش على الملأ وتشارك فيه كل فئات المجتمع ومعرفة المؤسسات التي تنميه أو الجماعات التي تتبناه وليكون الهدف من الحوار والنقاش حماية أبنائنا من التغرير ومجتمعنا من الاضطراب وحتى يكون السائد هو الإسلام بمفهومه الحقيقي لا كما تريد بعض التيارات والجماعات المتطرفة لغاياتها الخاصة.
الوطن الكويتية
وتساءلت «الوطن» (الكويتية) عما إذا كانت تفجيرات الرياض الانتحارية ستغير المشهد السعودي وأسلوب التعامل القائم حتى الآن مع الارهاب كما فعل يوم الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، الذي ألقى بظلاله وتأثيراته على العالم أجمع؟! وخصوصا ان المتهم الأول في اليومين (11 سبتمبر الأميركي و12 مايو / أيار السعودي) هو تنظيم القاعدة الإرهابي!
القبس الكويتية
واعتبرت القبس (الكويتية) أن العمليات الجديدة من «القاعدة» في المملكة تأتي بعد سلسلة من العمليات في الكويت، وإن اختلفت في أحجامها، لكي تؤكد هذه المنظمة انها استفادت إلى أقصى الحدود من حال التردد في مواجهتها، ومحاولة إقناع النفس بأننا لسنا أمام خطر جدي، وبالتالي يمكن احتواء هذا الخطر بواسطة بعض الأطر الاجتماعية والدينية المعروفة، فإذا بهذا الخطر يستفحل ويتفاقم باستمرار. ولفتت إلى ان هناك جانبا آخر لا يقل خطورة، وهو محاولة «القاعدة»، من خلال التوقيت الذي اختارته، ربط عملياتها بتداعيات حرب العراق، مستفيدة من حاة التشتت الأمني الحاصل باعتباره نتيجة منطقية لهذه التداعيات، لذلك، رأت الصحيفة الكويتية، ان هناك مصلحة خليجية حاسمة بعدم السماح بامتداد «القاعدة» إلى الأراضي العراقية في ظل الظروف الراهنة، لأن هذا الانتقال هو وحده الكفيل بتجديد دمائها في المنطقة الخليجية، إذ يتوقع أن تؤدي الشدة معها الى احتضارها بصورة نهائية. وهذا الامر يفترض عدم استسهال دعم تيارات أصولية داخل العراق، انطلاقا من حسابات ضيقة أو خاطئة أو مذهبية، وهي كلها حسابات قصيرة النظر، لأنها ستكرر كل أخطاء الماضي مجتمعة.
السياسة الكويتية
ورأى أحمد الجار الله في «السياسة» (الكويتية) ان من حظ العالم ان دولة عظمى، وبإمكانات عظيمة، قامت بإعلان الحرب على «الإرهاب». معتبرا انه من المفروض أن يكون هناك تعاون دولي وثيق معها حول هذه القضية المهمة... تعاون مفتوح بلا حدود، وبلا شروط سياسية، وبلا حساسيات لا طعم لها. منتقدا بعض الدول (لم يسمها) التي تخرج علينا بفذلكات لا تقدم ولا تؤخر، بل تعرضها للاستفراد وللمخاطر الجسيمة، كأن تتعهد بأنها ستحارب «الإرهاب» ولكن وفق خصوصياتها، وبما يضمن سيادتها واستقلالها وقرارها الحر. والنتيجة تكون أن موقفها المتفذلك هذا قد عزلها، ووضعها في مواجهة مباشرة مع «الإرهاب»، وبعيدة عن تحالف دولي يجنبها الاستفراد والعمليات «الإرهابية». وسأل بعد أن أكد ان هذه الدول أصبحت تتباهى بأنها ضد أميركا، وتبرر موقفها اللاسياسي بأنها صاحبة عقيدة، فتقع آخر الأمر في المحظور... سأل عن مبرر ما يحدث في الرياض؟ هل هو جهاد، هل هو قتال لإخراج الأميركيين من شبه جزيرة العرب؟ لا نعتقد ذلك، فالأميركيون خرجوا، وإذا ما كان هناك مبرر لتلك الأعمال «الإرهابية» المروعة، فهو بالتأكيد استهداف النظام، وليس أحدا آخر سواه. وإذا كان الأمر كذلك فإن الجهد المطلوب الآن هو القضاء على «الإرهابيين» واجتثاثهم من جذورهم، وهذا يتم بمحاربتهم حتى النهاية، وبالقضاء على كل الأسباب المولدة «للإرهاب» والداعية إلى التطرف الأصولي. لافتا إلى ان لدينا قدوة هي مصر إذ استأصلت «الإرهابيين» وقضت على مبرراتهم وأسباب إرهابهم.
الراية القطرية
ورأت «الراية» (القطرية) انه من المهم التمييز بين الأعمال الإرهابية كتلك التي وقعت في الرياض وفي مناطق أخرى من العالم استهدفت المدنيين الأبرياء، وبين النضال المشروع للشعوب، وهنا نقصد بالضبط محاولات الحكومة الإسرائيلية خلط الأوراق واستغلال أية حوادث إرهابية تقع في المنطقة والعالم إذ تحاول استغلالها للتحريض على المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب مستغلة الموقف الدولي المناهض والمستنكر للإرهاب، ذلك أنه من الضروري التأكيد مجددا على أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني من مقاومة يندرج ضمن النضال المشروع ضد المحتل والذي تقره القوانين الدولية إذ يسعى الشعب الفلسطيني من وراء مقاومته إلى الدفاع عن وجوده وكف إرهاب الدولة الذي تمارسه حكومة شارون، وبالتالي السعي لاستعادة حقوقه المشروعة والتي تقرها قرارات الشرعية الدولية.
القدس العربي
لكن «القدس العربي» (الفلسطينية) رأت ان تفجيرات الرياض هي رسالة تحذير مزدوجة إلى الحكومة السعودية والإدارة الأميركية، مفادها ان المنطقة بعد احتلال العراق باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، وان أنماط الحكم الدكتاتورية الفاسدة لم تعد مقبولة على الإطلاق. ولفتت إلى ان الأسرة الحاكمة كانت تتباهى دائما بأنها حققت الأمن والأمان للشعب السعودي، واستطاعت أن تكون واحة للاستقرار وسط محيط عربي حافل بالعنف، ولكن الصورة تتغير بسرعة، وتتغير معها هذه المفاهيم القديمة. فالوفرة المالية التي كانت توفرها عوائد النفط الضخمة تبخرت وحلت مكانها الديون الضخمة، وباتت الحكومة عاجزة عن تلبية الخدمات الأساسية لمواطنيها مثل الطبابة والتعليم. واعتبرت ان الأمور تتطلب مراجعة شاملة ونقدا ذاتيا جريئا، وبأسرع وقت ممكن، وإلا فان النتائج ربما تكون غير مرضية للحكام على وجه الخصوص.
النهار البيروتية
وإذ توقعت سحر بعاصيري في «النهار» البيروتية، أن تكون السلطات السعودية حازمة في التعامل مع مدبري مثل هذه الهجمات وسيكون خيارها الأمني متشددا جدا، اعتبرت انه يستحيل أن يكون الحل أمنيا فقط. فأتباع الفكر البن لادني هم أصحاب مشروع متكامل، والتصدي لمثل هذا الفكر يستحيل أن يكون بغير مشروع إصلاحي سعودي يهدف إلى عزله بالانفتاح على القوى الكثيرة المهمشة في المجتمع السعودي والعمل على تقديم بدائل منطقية وعصرية من المشكلات التي يتغذى منها. مشروع إصلاحي يؤدي إلى توسيع المشاركة السياسية ويسمح بحرية أكبر للتعبير ويجد حلولا لمشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة كالبطالة والفساد وعدم التوزيع العادل للثروة والهدر وغيرها. ورأت بعاصيري، ان المشكلة ان الدعوات إلى الإصلاح موجودة في السعودية بل ثمة شعور بأنها باتت حاجة، فولي العهد وضع مشروعا إصلاحيا والمثقفون نادوا بالإصلاح في بيان والحوار بدأ لكن التنفيذ يتأخر. وأيا تكن الأسباب، صار واضحا ان وضع السعودية لم يعد يحتمل أي تأخير.
السفير اللبنانية
واعتبر طلال سلمان في «السفير» (اللبنانية)، ان التفجيرات في الرياض جريمة، بل هي أشنع: إنها خطأ سياسي قاتل إذ سيتيح للإدارة الأميركية أن تظهر كأنها ترد ظلما عن رعاياها، و«تدافع» عن بلد عربي صديق... ولو باحتلاله، كما فعلت مع العراق. لافتا إلى ان الخسائر التي أصابت العرب (والمسلمين) نتيجة هذه الجريمة غير محدودة. أما المكاسب فتصب في خانة كل من تصنفهم «القاعدة» أعداء: بدءا من الإمبريالية الأميركية العاملة للهيمنة على العالم بدءا بعراق العرب، إلى الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وانتهاء بالنظام السعودي. فكل هؤلاء سيصنفون «ضحايا»، بغض النظر عن ممارساتهم السياسية والعسكرية. وسأل سلمان أخيرا، متى تتوقف «القاعدة» عن العمل وكأنها «طابور خامس»لأعدائها العلنيين؟! متى تتوقف عن تفجير شعار «الجهاد المقدس»؟
العدد 254 - السبت 17 مايو 2003م الموافق 15 ربيع الاول 1424هـ