بدأت تتعزز حقيقة ما أثير أخيرا عن وجود خيانة في صفوف عائلة صدام الحاكمة اثناء الحرب التي شنتها القوات الاميركية على بغداد، إذ اعطى ماهر سفيان التكريتي ابن عم صدام حسين الذي شغل منصب معاون قائد الحرس الجمهوري قصي صدام حسين اوامره إلى قطعات الجيش المرابط حول بغداد بالانسحاب من ساحة المعركة والذهاب إلى بيوتهم.

ويقول سكرتير عدي صدام حسين السابق عباس الجنابي لـ «الوسط»: «ان هذا الأمر ليس بعيدا عن الحقيقة، وقد تكون الصفقة التي عقدها ماهر التكريتي مع الاميركان تقضي بعدم ضرب وتدمير تكريت» مضيفا «ان اتصال الاميركان بماهر التكريتي قد بدأ منذ خمسة اشهر تقريبا، حينما ارسلت واشنطن عدة رسائل إلى ضباط كبار في النظام او خارجه تدعوهم إلى التعاون معها في سبيل اسقاط النظام، وقام هؤلاء الضباط بتسليم الرسائل الى صدام حسين في حين اخفى ماهر التكريتي تلك الرسائل وواصل اتصاله بالولايات المتحدة». وتؤكد بعض المصادر المطلعة «ان واشنطن قد المحت في الكثير من المناسبات إلى اختراقها الحلقات العليا في النظام، الأمر الذي يعني انها قد وطدت العلاقة مع ماهر التكريتي الذي يعتبر من اكثر المسئولين في النظام اقترابا من صدام حسين الذي وضع ثقته الكاملة بابن عمه ماهر التكريتي».

وتشير المصادر الى ان هناك ضباطا آخرين تسلموا مثل هذه الرسائل من واشنطن وعقدوا صفقات سرية معها مثل عبدالرشيد التكريتي وهو احد اقارب صدام حسين وقد قام بدور مهم في اطلاع الاميركيين على تحركات الجيش العراقي وقوات فدائيي صدام وجيش القدس، وضابط آخر لم يكشف عن اسمه قام باخبار الاميركان بوجود صدام حسين ليلة 19 - 20 مارس/آذار و7 أبريل/ نيسان في حي المنصور، إذ قامت القوات الاميركية في الحال بتوجيه ضربة إلى هذه المواقع. ولكن صدام حسين نجى من الموت باعجوبة.

وتفصح المصادر عن قيام ماهر التكريتي بالطلب من الاميركان بتوفير الحماية الكاملة له ولعائلته اثناء اندلاع الحرب، لذلك ادعت واشنطن أن ماهر التكريتي قد قتل اثناء القصف، وهذا الادعاء هو جزء من عملية حمايته ونقله مع عائلته بواسطة طائرة (سي 130) إلى قاعدة اميركية مجهولة، وكان ماهر التكريتي حسب الصفقة المطروحة قد اعطى اوامره لقوات الحزب الجمهوري اثناء احتلال مطار بغداد من قبل القوات الاميركية بعدم القتال والانسحاب من ساحة المعركة