اختتم مساء أمس «معرض الكتب المستخدمة» الذي نظمه مجلس بلدي الشمالي في نادي سار، وهو معرض حقق نجاحا باهرا اضطر منظميه إلى تمديده يوما واحدا، وقد توالت التبرعات بالكتب حتى آخر يوم، ولربما إن العدد أكثر بكثير مما أعلن (26 ألف كتاب)، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على شغف البحرينيين بالثقافة والقراءة، وهذا يقلب الصورة النمطية رأسا على عقب.
كثيرون زاروا المعرض أكثر من مرة، واشتروا كتبا بأسعار زهيدة، ولكنها ذات قيمة عالية، ولعل أفضل هدية للمنطقة الشمالية كانت هذا المعرض الذي جمع المتطوعين من جهات عدة، وأبرز صورة حضارية لأهالي الشمالية. كما أنه لمن المؤسف غياب ممثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن الاجتماع الحواري الذي جمع ممثلي النوادي، وهذا كما قال رئيس بلدي الشمالية يوسف البوري كان متوقعا؛ لأن المؤسسة تتهرب كثيرا، ولا تمارس دورا إيجابيا لتنمية قدرات الشباب بالشكل المطلوب.
المعرض أقيم تحت شعار «الكتاب حق للجميع»، وهذه العبارة تحمل معنى راق، إذ إن العلم والمعلومات والثقافة وكل شيء يحتويه الكتاب أصبح، فعلا، حقا للجميع، وحتى الأمم المتحدة عقدت مؤتمرات حول حق الإنسان في المعلومات، بل إن المعلومات تعتبر الآن ضرورة للتنمية.
البوري ذكري مقابلة مع «الوسط» أن الكتاب يخلق ثقافة، والمجتمعات التي لا تعيش حالة ثقافية، مجتمعات ميّتة لا يمكن أن تواكب تقدم العصر ولا يمكن أن يكون لها حضور متقدم ومتميز، وأن العالم يشهد اليوم طفرة خلابة جدّا في مختلف الأصعدة. ومثل هذا الحديث عبر عن عمق الوعي في العمل البلدي الذي يطال كل ما يتعلق بالبيئة الطبيعية وبالبيئة الاجتماعية، وما أثبته معرض الكتب المستخدمة أن الكثير من الطاقات الخيرة متوفرة للعمل من أجل المجتمع على أساس تطوعي، والعمل التطوعي من سمات التحضر والثقافة.
إن الكثيرين ممن سمعوا أو حضروا المعرض قدموا الشكر الجزيل للمنظمين وللداعمين، وهم جميعا يستحقون الثناء والتقدير، وأفضل جواب من الذين نجحوا في هذا العمل أن يكرروه بشكل أكبر وأفضل، خدمة للمجتمع
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ