في رد وزير الدولة لشئون المجلس الوطني على تقرير للجنة في المجلس بشأن البطالة قال: عنوان التقرير لو كان الباحثين عن عمل لكان أفضل من كلمة البطالة. وكان مرزوق يشاهد جلسة النواب التي تبثها القناة الفضائية بحيث تنتهي قبل أخبار منتصف الليل وعندما سمع رد الوزير التفت إلى أحد أصدقائه وقال: ما الفرق؟
الصديق: هناك فرق جوهري.
مرزوق: ما هو هذا الفرق... الذي ليس له وظيفة هو عاطل عن العمل يعني بطالة وكبار السن يقولون عاطل باطل.
الصديق: باحث عن عمل أكشخ من عاطل عن العمل.
مرزوق: وماذا يستفيد العاطل عن العمل من الاسم؟
الصديق: «مثلما البعض يسمي خدامته مدبرة منزل وبدل ما تقول لواحد فرّاش تسميه مشرف نظافة أو بدل ما تسمي واحد عامل تسميه موظف وبدل ما تقول عن وحدة مو حلوة تقول ليست بارعة الجمال فتشعر هذه المرأة بأن الفرق بينها وبين ملكات جمال العالم ما هو إلا خطوة واحدة، ومثلما السجل السكاني يسجل في بطاقاتنا السكانية العنوان: فلة رقم... وهي في الواقع خرابة».
مرزوق: وما الفائدة...؟ لماذا لا نسمي الأمور بمسمياتها؟
الصديق: يا مرزوق لماذا لا تريد أن تفهم؟ إذا قلنا عاطلا يعني أن هناك بطالة وهذا العاطل بحث وتعب ولم يحصل على وظيفة وقد يكون لديه مؤهل عالٍ ومن ثم قد تكون الحكومة مسئولة عنه.
مرزوق: والباحث عن عمل ماذا تعني؟
الصديق: الباحث أصلها من بحث يبحث فهو باحث والباحث هو مسئول عن البحث عن وظيفة له، هذا أولا، وثانيا هو في طور البحث فهو باحث وسيحصل على وظيفة عندما يبحث عنها، وثالثا على هذا الباحث أن يجعل من نفسه شخصا محببا لأصحاب الأعمال حتى يوظفوه.
مرزوق: وكيف يجعل نفسه محببا لديهم؟
الصديق: يقوم بتدريس نفسه ثم تدريبها وترويضها على تحمل الصعاب والمشاق.
مرزوق: وكيف يقوم بذلك و«جيبه خالي»؟
الصديق: وهذا هو المهم... إذا لم يقم بكل ذلك فهو لا يستحق حتى أن يطلق عليه لقب باحث عن عمل وبهذا نستطيع أن نقلل من حجم البطالة... عفوا الباحثين عن عمل.
مرزوق: ولكني أرى أننا بصفتنا مواطنين نحتاج إلى دورات تدريبية لنفرق بين العاطل والباحث عن عمل.
الصديق: لماذا؟
مرزوق: لأن سعادة الوزير نفسه بعد أن اعترض على عنوان التقرير عاد وقال إن قضية البطالة ليست مقتصرة على البحرين فقط
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 265 - الأربعاء 28 مايو 2003م الموافق 26 ربيع الاول 1424هـ