اعترفت السلطات الصينية بامتداد أعمال العنف في إقليم التبت إلى مناطق أخرى خارج الإقليم، الأمر الذي أرغمها على إرسال تعزيزات عسكرية إلى «لاسا» العاصمة الإقليمية للتبت.
ومن جانبه، أعلن الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، الذي يعيش في المنفى منذ فشل انتفاضته ضد السلطات الصينية في العام 1979، استعداده لقاء المسئولين الصينيين، بمن فيهم الرئيس هو جينتاو، معربا عن مخاوفه من اندلاع المزيد من أعمال العنف والاحتجاجات المناهضة للصين في الإقليم، قائلا إنه ليس لديه أي سيطرة على الاحتجاجات.
وتقع التبت جنوب غربي الصين وجنوب غربي هضبة تشينغهاي . ويبلغ أجمالي مساحة منطقة التبت أكثر من 1220 ألف كيلومتر مربع. وتحتل التبت، حسبما يتقل موقع (www.egynews.net ) ، «حوالي 12.8 في المئة من إجمالي مساحة الصين.» ويصل تعداد سكانها 2.32 مليون نسمة وهي من أهم المناطق المأهولة بأبناء قومية التبت في الصين.
ويعتنق معظم سكّان منطقة التبت الذاتية الحكم البوذية التبتية، ويوجد حوالي 2000 نسمة يعتنقون الإسلام بينما يعتنق حوالي 600 فرد المسيحية الكاثوليكية».
وتعترف المصادر الرسمية الصينية بالحالة الصحية التي يتمتع بها الاقتصاد التبتي، الذي واصل، وفقا لتلك المصادر، «الحفاظ على زخم نمو متسارع خلال العام 2007 ، حيث أظهرت إحصاءات أن إجمالي قيمة الإنتاج في التبت للعام 2007 وصل إلى 30 مليار يوان صيني (الدولار = 7.1 يوان) بزيادة حوالي 14 في المئة مقارنة مع العام 2006، الأمر الذي سجل رقما قياسيا خلال السنوات الـ 12 الماضية. وبالإضافة إلى ذلك، تجاوز معدل الدخل القابل للصرف لسكّان المدن والبلدات في المنطقة عشرة آلاف يوان صيني.»
وفي مطلع هذا العام صرّح رئيس منطقة التبت في الاجتماع الأوّل لمجلس المنطقة التاسعة لنواب الشعب شيان با بينغ تسو مؤكّدا تلك الأرقام حيث قال «إنّ السنوات الخمس الماضية تعد أسرع السنوات نموا لاقتصاد المنطقة وأكثرها كسبا بالنسبة للفلاحين والرعاة في المنطقة».
وأضاف شيان با بينغ تسو في تقرير عمل لحكومة المنطقة قدّمه أمام ذلك الاجتماع «أنه من المتوقع أن يصل إجمالي الناتج المحلي للمنطقة في العام 2007 إلى 34.2 مليار يوان صيني، ويتجاوز معدله الفردي 12 ألف يوان صيني، بزيادة قرابة ضعف ما كان عليه في العام 2002، وحافظ اقتصاد المنطقة على نمو بنسبة أكثر من 12 في المئة لمدة سبع سنوات متتالية، الأمر الذي يرمز إلى دخول المنطقة مرحلة ذهبية للتنمية».
وركّزت التبت في سياق تنيمة اقتصادها من خلال تطوير بنيتها التحتية والخدمات التي تقدمها، على القطاع السياحي، إذ تعتبر التبت من المناطق السياحية العالمية. وقد شهد قطاع السياحة في التبت شهد تطورا سريعا بعد إنجاز خط سكة حديد تشينغهاي - التبت، حيث استقبلت التبت في العام 2007 أكثر من أربعة ملايين سائح بزيادة 60 في المئة مقارنة مع العام 2006.
وأظهرت إحصاءات مصلحة السياحة في منطقة التبت الذاتية الحكم أنه في العام 2007 تجاوز عدد السياح الذين استقبلتهم هذه المنطقة الواقعة في جنوب غرب الصين 4 ملايين شخص لأوّل مرة ليصل إلى 4.02 ملايين شخص مما أدّى إلى تحقيق 4.8 مليارات يوان من الإيرادات السياحية محتلة 14.2 في المئة من إجمالي الناتج المحلى بالتبت وبزيادة 4.6 نقاط مئوية عن العام 2006.
و استقبلت المنطقة أكثر من 365 ألف سائح أجنبي؛ لتحقق 135.29 مليون دولار أميركي من إيرادات العملة الصعبة. ومن بين إجمالي السياح, استقبلت التبت 78 ألف سائح من اليابان ما أهل الأخيرة لتحل محل الولايات المتحدة كأكبر مصدر للسياح الوافدين إلى المنطقة.
وفي السنوات الأخيرة اعتبرت التبت صناعة السياحة صناعة فقرية للتطوير. فبرزت قوّة النمو الكامنة الضخمة. حيث في السنة الماضية بلغ عدد الزائرين إلى التبت 2.51 ملايين زائر بزيادة 40 في المئة عن الفترة نفسها، وبلغت الإيرادات السياحية 2.8 مليار يوان بزيادة 43.5 في المئة عن الفترة نفسها.
وقد علم مؤخرا من إدارة المواصلات بمنطقة التبت الذاتية الحكم أنه من المتوقع أن تصل الاستثمارات في بناء الطرق العامة في المنطقة إلى 6 مليارات يوان صيني في العام الجاري.
كما سيتعزز الاستثمار في بناء منشآت المواصلات الأساسية في هذا العام حيث ستبدأ تنفيذ 15 مشروعا جديدا لتعديل بناء طريق تشينغهاي - التبت وتعمل على إيصال الطرق العامّة إلى أكثر من 90 في المئة من النواحي والبلدات وأكثر من 60 في المئة من القرى بالمنطقة.
وبلغ إجمالي طول الطرق العامة في منطقة التبت حاليا 44.8 ألف كيلومتر ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 50 ألف كيلومتر بحلول العام 2010.
وشكلت التضاريس والطبوغرافية المعقدة بالتبت مناخا هضبيا متميزا فمن الممكن أن ترى الأربعة فصول في يوم واحد.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ