العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ

أوباما... نسخة نجاد الأميركية

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يجيد باراك أوباما - وهو الأميركي الوحيد من أصول أفريقية في مجلس الشيوخ والسيناتور عن ولاية إلينوي والمولود في الرابع من أغسطس/ آب 1961 - أدبيات الكلام في السياسة، على الأقل من خلال تصريحاته وخطاباته الانتخابية في طريقه نحو الظفر بترشيح الحزب الديمقراطي في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، إلا أن هذا اللسان المفوه قد يتلعثم كثيرا - بحسب ما تذهب منافسته هيلاري كلنتون ومنافسه خارج الحزب جون ماكين - كثيرا في حال تعرض أمن الولايات المتحدة لخطر محدق. بعض الأميركيين يعتقدون ذلك.

ليس الأميركيون المسلمون فقط من يبدون تعاطفهم مع هذا الشاب الطموح، وإذا كان المسلمون يعيدون هذا التعاطف لوالده الكيني المسلم فإن الأميركيين عامة استطاعوا - حتى الآن على الأقل - أن يتجاوزا عقدة المجازفة بانتخاب رئيس مسيحي من أب مسلم بمعية تجاوزهم - مرة واحدة - انتخاب رئيس أسود، وهو تجاوز سنتأكد جميعا من قوته في القريب العاجل.

لقد نجح أوباما حتى اليوم أن يؤسس لنفسه في مخيلة الأميركيين مكانة ترتبط بإنقاذ الإنسان الأميركي من تسارع الزمن والآلة في الولايات المتحدة، وهو ما يشبه لدرجة بعيدة، التكتيك الذي صعد به الرئيس الإيراني نجاد متخطيا قادة مؤسستي اليمين واليسار معا.

في نوفمبر 2004 أصبح أوباما واحدا من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي سنا، والأهم من ذلك، أنه أول سيناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي. وينتظر أوباما اليوم أن تمتد به صفة الأول لتنتهي سيرته الذاتية الحافلة على رغم قصر سنواتها باعتباره أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

غلاف مجلة «تايم»، إذاعة «NBR»، شاشات شبكات CNN،ABC، NBC، غلاف كتابه على أرفف بوردرز Borders وبارنرز أند نوبل Barnes and Noble أكبر محلات الكتب الأميركية كلها دلالات على أن امتلاك هذا المرشح لفرص جيدة لولا أن الثقة التي تبديها منافسته هيلاري كلنتون في معركة أبريل القادمة تؤكد أن لدى هذه السيدة وطاقمها ثقة كبيرة فيما تخفيه نتائج الولايات المتبقية من مفاجآت.

خلاف ما كان متوقعا، لم تكن حملة باراك أوباما منصبة على الترويج له بصفته الرجل الأسود، بل كانت ولا تزال تضرب في جزئية مهمة يعيها المواطن الأميركي ويحس بتبعاتها، وهو شعار «التغيير». يدرك الأميركيون جيدا أن خيار هيلاري لن يحمل لهم الجديد، فالسيدة كانت تحكم أو تؤثر في الحكم إبان فترة رئاسة زوجها ولم تفعل لهم شيئا، ولا يبدو جون ماكين الذي يلقبه البعض ببوش الثالث خيارا تقديميا في مرشح يناهز السبعين من عمره. لذا، ينفرد أوباما اليوم بالشباب وبالخطاب الداعي للتغيير والتجديد ورعاية مصالح المواطنين واحتياجاتهم، وهو ما أوصل نجاد إيران للسلطة خلاف جميع التوقعات، فهل ينجح نجاد مجددا، في نسخته الأميركية، سيكون ذلك مثيرا بالتأكيد.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً