حذر خطيب مركز أحمد الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس من عواقب عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن برهما واجب شرعي ومحتم، وعقوقهما جريمة إنسانية لها عواقبها في الدنيا والآخرة.

وتطرق القطان إلى شروط البر مشيرا إلى أنها تتلخص في «أن لا يؤثر رضا الوالدين على نفسه وعلى الناس أجمعين، والثاني أن يطيعهما في كل شيء ما عدا المعاصي، وأن يقدم لهما كل ما يلحظ حاجتهما إليه من دون أن يسأله».

وتطرق القطان إلى مجموعة من القضايا المأسوية التي تمر على المسلمين، موضحا أن «أحد الأشخاص في إحدى الدول الخليجية ذهب لمنتزه مع عائلته، ورأى امرأة مسنة تجلس على قطعة قماش، وقضى في المتنزه وقتا طويلا حتى انتصف الليل، وعندما هم بالرجوع رأى المرأة في محلها فسألها عن سبب جلوسها فقالت ان ابنها أمرها بالجلوس وسيعود لها بعد انتهاء عمله فقال لها بأن الوقت تأخر ولن يعود ولدها، ورأى ورقة في يدها فسألها إن كان بمقدوره أن يقرأها عله يجد رقم منزلها أو رقم هاتف ابنها فلما قرأها وجد أن المكتوب فيها «من وجد هذه العجوز فليأخذها إلى دار العجزة في الحال».

وقال: «كيف ينسى الإنسان تعب الأم التي حملته تسعة شهور وسهرت على راحته سنينا وليالي طويلة، وكيف ينسى تعب الأب الذي أجهد وأتعب نفسه ليؤمن له ما يسد به جوعه وسهر معه في مرضه وتأوه لألمه، ولو خيرا بين حياتهما أن حياة ابنهما لاختارا حياة الابن... كيف يمكن لأحدنا أن يأخذ والديه إلى دار العجزة، وكيف يمكن توظيف خادم يتحكم بهما ويطلع على عوراتهما ويشعرهما بالضيق، فهل تأوها منه عندما كان طفلا صغيرا، إننا نسمع عن حوادث تتفطر لها القلوب وتقشعر لها الأبدان، فتلك امرأة تتمنى رؤية ابنتها التي أقامت ليلة زفافها في الليلة التي تحتضر فيها أمها وهي تتمنى من يمسك بيدها قبل أن تفارقها روحها، فأين هؤلاء عن قول الرسول (ص): لا يدخل الجنة قاطع».

وأضاف «ا أيها الشباب، ندعوكم أن تمعنوا النظر، وأن تتفكروا قبل أن يمتد بكم العمر ويحدودب الظهر فيفعل بكم ما كنتم تفعلونه مع آبائهم وأمهاتكم(...) وكأن لسان الأب يقول: لقد سمعت الحسين بن علي (ع) يقول لو علم الله في العقوق أقل من كلمة أف لمنعه، فكيف بك وأن ترمينا بالكلام والسباب وأن تكبر علينا بوظيفتك وجاهك وتنسى من رباك».