العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ

حصار أمني يطوق سترة ودمستان والسنابس والديه

سترة، دمستان، السنابس - محرر الشئون المحلية 

21 مارس 2008

سجل يوم أمس (الجمعة) لحظات عصيبة لأهالي دمستان وسترة والسنابس والديه، إذ فرضت قوات مكافحة الشغب طوقا أمنيا في محيط هذه المناطق منذ فترة الظهيرة، ورصدت «الوسط» وجودا أمنيا كثيفا كما أقدمت قوات الأمن على تفتيش السيارات الداخلة والخارجة من هذه المناطق، وشكا الكثيرون من منعهم من دخول هذه المناطق بدعوى أن عناوين سكنهم على مناطق أخرى. واستغرب أهالي هذه المنطقة الإجراءات الأمنية المشددة أمس، وأشاروا إلى أن تصرفات قوات الأمن تذكر بفترة قانون أمن الدولة.

ووسط تسرب دعوات لاعتصامات ومسيرات للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين في الحوادث الأخيرة التي شهدتها البحرين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فرّقت قوات مكافحة الشغب بمساندة من مسلحين مدنيين تابعين لوزارة الداخلية عصرا ثلاث مسيرات غير مرخصة، في سترة والدير وبني جمرة.

وفي سترة، تحولت المسيرة إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب بالقرب من موقع خزانات المياه، وكانت البداية بخروج مسيرة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين انطلقت من داخل سترة متوجهة للشارع الرئيسي، وتطور الأمر في وقت لاحق إلى تدخل قوات مكافحة الشغب وتفريق المسيرة باستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي كما ألقيت القنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، في الوقت الذي أضرم عدد من المتظاهرين النار في الإطارات والحاويات، وأغلقت الشوارع المؤدية إلى سترة فور بدء المواجهات.

وفي الدير، حاصرت قوات مكافحة الشغب المنافذ المؤدية إلى الشارع الرئيسي في الوقت الذي خرجت مسيرة غير مرخصة شارك فيها عدد من الأهالي مطالبين بالإفراج عن جميع المحتجزين، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لفض المسيرة بإطلاقها الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، فيما أشعل المتظاهرون الإطارات.

أما في بني جمرة فقد أطلقت قوات مكافحة الشغب والمدنيين المسلحين الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بعدما تجمع عدد من النساء والأطفال والشباب.

وتلقت «الوسط» اتصالات كثيرة من قبل مواطنين من قرى دمستان والسنابس والديه وجدحفص يشكون من الحصار الذي قامت به قوات مكافحة الشغب، إذ قال مواطن من منطقة دمستان إن قوات مكافحة الشغب تقوم بإيقاف جميع المارة وتفتشهم تفتيشا دقيقا من دون وجود أية مشكلة في المنطقة أو حدوث أية مواجهات.

مواطن آخر من منطقة السنابس شكا من الاستفزاز الأمني من قبل المدنيين المسلحين وقوات مكافحة الشغب الذين حاصروا المنطقة منذ ظهر أمس، وكانوا سيعتدون على جمع من المواطنين حاضرين في اليوم الختامي لمجلس عزاء احد المتوفين في مقبرة السنابس. وطالب المواطن من النائب البرلماني مخاطبة وزير الداخلية وإيقاف المدنيين المسلحين الذين يرعبون المارة والأطفال في القرية والتحرك الجدي لإنهاء الحصار عن المنطقة.

وشكت مواطنة من منطقة الديه من المعاملة السيئة التي تلقتها من قبل قوات مكافحة الشغب وتفتيش سيارتها. كما شكت مواطنة أخرى كانت متجهة إلى منطقة الدير من ترويعها من قبل رجال مكافحة الشغب الملثمين الذين نهروها وأمروها بالرجوع وعدم الدخول للمنطقة، وكان ذلك سيتسبب لها في حادث مروري.

وتم تكسير سيارة في سترة من قبل رجال مكافحة الشغب، فيما تم القبض على 4 أشخاص بعد تفتيشهم بالقرب من محطة بترول سترة. وفي السنابس شكا مواطن من منطقة إسكان السنابس (46 سنة) من إطلاق رجال الأمن المدنيين عليهم هو وعدد من النساء الموجودات بالقرب من شققهم الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وقال المواطن إنه سمع صوت انفجار وهو في شقته وسمع عددا من النساء يتحدثن عن احتراق منزل مجاور، فنزل وشاهد دخانا يتصاعد، وفوجئ بخمسة أشخاص بلباس مدني يركضون ويطلقون الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، وأصابت عددا من الطلقات السيارات المتوقفة في المنطقة.

وألقى مجهولون زجاجة مولوتوف على سيارة شرطة في السنابس من دون أن ترد أية معلومات عن إصابات بين رجال الأمن، كما أقدم مجهولون على سكب البنزين في شارع السنابس المحاذي لمجمع الدانة وأضرموا النيران، ما اضطر إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الحادث.

إلى ذلك، وصف نائب رئيس جمعية الحريات العامة نزار القارئ عمليات التفتيش التي فرضتها قوات مكافحة الشغب عند مداخل بعض القرى بـ «الحركة المزعجة وتستهدف الاستعراض من قبل قوات الأمن»، لافتا إلى أن «هذه الخطوة توتر الأجواء وهذا الأمر مبعث استياء من قبل الأهالي، لأن من يقومون بأعمال الحرق هم من الصغار ولا علاقة لهم بالعوائل التي تخرج وتدخل المنطقة، كما أن عملية التفتيش تعبر عن نوع من الإذلال والاستفزاز، وخصوصا أن أمس هو يوم الجمعة والكثير من العوائل تلتقي أسرها».

ودعا القارئ إلى ضرورة أن تهدأ الأوضاع لعلاج الاحتقانات الأمنية، ولمعالجة دوافعها السياسية، محذرا من أن استمرار هذه الاحتقانات سيؤدي إلى إدخال البحرين في منزلق خطير لا يخدم أي طرف.

من جانبه، دعا رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب النائب الشيخ عادل المعاودة إلى التهدئة من جميع الأطراف، وقال المعاودة في تصريح لـ «الوسط»: «ما هو مغزى أن يحرق الشخص منطقته؟، لم نر أحدا يحب وطنه يقوم بحرقه، حتى وإن كان هناك مطلب يمكن الجلوس والحديث والمطالبة بالذي يريده، كيف يهون على إنسان أن يحرق بلده ويأتي في اليوم التالي ويقول أريد بناء الوطن، من يحرق البلد لا يمكن أن يحمي الوطن، هذا الأمر يسيء إلى الفاعل أولا ومن ثم إلى وطنه»، وأضاف «من يدعي حبه إلى وطنه لا يدفع إلى مثل هذا الفعل، الشباب يجب أن يميزوا بين العقلاء وغير العقلاء في البلاد». ودعا المعاودة إلى أن تسود لغة العقل بين الجميع من أجل بناء البحرين، وقال: «إن إصلاح ما تفسده أعمال الحرق والتخريب سيكون على حساب قوت المتسببين في هذه الأعمال».

إلى ذلك، تواصلت موجة الاستياء التي تبديها شريحة من الأهالي جراء أعمال التخريب التي يقوم بها أطفال تائهون ومندسون، واتهموهم بحرق القرى وتهديد حياة الناس وأرزاقهم. وقال مجموعة من الأهالي التقتهم «الوسط»: «إن الشباب أصبحوا الآن موجهين من قبل جماعات التقرير المثير التي تخترق مواقع إلكترونية يلجأ إليها الشباب، ومن مصلحة المندسين أن تحترق قرانا وأحياؤنا، وان يتدرب الملثمون المدنيون التابعون لوزارة الداخلية على اكتساح مناطقنا وتطبيق إجراءات العقاب جماعي ولايهم هؤلاء لو ماتت الطفلة فاطمة أو أكثر من فاطمة. هؤلاء الشباب تائهون فهم يحرقون أرزاق أصحاب المحلات في مناطقهم، ويتسببون في تعطيل مصالح الناس وتعريض حياة الأطفال والنساء والشيوخ للخطر، فحتى الإسعافات الأولية تستعصي الوصول إلى من يحتاجها لأن الشباب التائهين وملثمي وزارة الداخلية لايهمهم لو احترقت الأحياء السكنية، ولو اختنق الأطفال ولو تعطلت أرزاق الناس».

وقال أحد الأهالي: «كنت أسوق سيارتي وإذا بأحد الشباب وعمره لا يزيد عن 14 أو 15 سنة يأمرني بالتوقف وتغيير المسار لأنه سيبدأ مع صغار آخرين بالحرق، فتوجهت إليهم وتعرفت على بعضهم والواضح أن هؤلاء لايقرأون الصحف ولا يحضرون خطب الجمعة، بل إن همهم هو الدخول على المواقع الإلكترونية التي أصبحت الآن مخترقة من خلايا التقرير المثير وهذه الخلايا توجههم لحرق بيوتهم بأنفسهم».

العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً