العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ

«بلدي الشمالية» يختتم فعاليات معرض الكتب المستخدمة

البوري:المعرض أنموذج يختزل صورا يستفاد منها على جميع الأصعدة //البحرين

اختتم عند العاشرة من مساء أمس (السبت)، معرض الكتب المستخدمة الذي نظمه مجلس بلدي المنطقة الشمالية على مدى 9 أيام متواصلة بدءا من 19 إلى 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وسط مطالبات من زواره بتمديد فترته أياما أخرى، إلا أنه يتعذر ذلك في ظل ارتباط محتضن الفعالية نادي سار الثقافي والرياضي ببرامج وأنشطة أخرى مدرجة على جدول أعماله.

وحتى يوم أمس، استمر المجلس البلدي في تلقي الكتب المستخدمة من المتبرعين، وهي عملية لم تتوقف خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لايزال هناك من يؤمن بأهمية نشر المعلومة، وإطلاق المعرفة، ومشاركة الآخرين في الاطلاع والتثقف.

وعن رأيه في المستوى الذي ظهر به معرض الكتب المستخدمة طوال فترة إقامته، قال رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري: «أعتقد أن الحالة البحرينية مهيأة لنجاحات متعددة لو أحسنا توفير المقومات اللازمة لذلك، فالمعرض أنموذج يختزل الكثير من الصور والأفكار التي يمكن أن تتجسد على الواقع وترسم صورة متعددة يستفاد منها على جميع الأصعدة».

وأضاف البوري «في معرض الكتاب لم نتحرك من إطار ضيق لمفهوم البيع والشراء وتحقيق ربح مادي يستطيع أي فرد أن يحققه بمختلف الوسائل، ففي هذه الفعالية تحققت المعادلة الاجتماعية التي تعطي النتاج المتميز والناجح من خلال مجلس بلدي طموح يمتلك رؤى متحركة ومتحفزة، ووسيلة إعلامية هادفة استطاعت أن تحشد وتجذب القارئ، وقرية واعدة ومنفتحة تملك حراكا متجددا ولديها القابلية للمبادرات والانطلاقات المتنوعة، ومجتمع يتحلى بروح الوعي والنضج الثقافي المتنامي للعطاءات المختلفة».

وأشار رئيس «بلدي الشمالية» إلى أن «النجاح الذي تحقق والإقبال على المعرض يبعث على الارتياح والسعادة، وهو ثمرة للتعاون المشترك والناجح المنسوب للجميع وليس لطرف دون آخر، وكانت فرحتنا ستكون أكبر لولا بعض المنغصات، فلايزال التعاطي الشعبي يتفوق على الرسمي، فبعض الوزارات وبخت إحدى إدارتها لتعاونها ودعمها للمعرض في الوقت الذي تبدي فيه بعض الجهات الأجنبية المقيمة تعاونا منقطع النظير من ناحية التبرع وزيارة المعرض والشراء»، مستفهما «هذه العقلية المتحجرة والمثقلة أين محلها من الإعراب وسط تبرع تجاوز 26 ألف كتاب ووسط إقبال متنوع يحمل طيفا مختلفا جاء بعنوان واحد؟ أي وعي يمكن أن ينطلق ويرتجى أن تفرضه هذه الجهة وهي تتعامل مع هذا الحدث الثقافي الخيري المتوج بنجاحاته الباهرة بهذه الصورة المتسلطة؟».

وتابع «بكل المقاييس نحن مجتمع لا يجيد قراءة واقعه بالشكل الحقيقي وهذه معضلة أزلية موجودة نراها اليوم في مختلف مشاهدنا»، لافتا إلى أن «المنطقة المحيطة بسار كانت تعيش حالة من الاحتقان والغليان، بينما كانت سار تعيش عرسا ثقافيا رائعا استقطب الكثير من مواطنين ومقيمين وخليجيين، فهل نستطيع قراءة هذا المشهد الذي استمر لتسعة أيام؟ لو استطعنا أن نقرأ هذه الفعالية في هذا المحور خصوصا، كم من الأفكار ستعطينا؟ وكم من النجاحات التي تحتاجها بلادنا سنحققها على أصعدة مختلفة؟».

وذكر البوري أن «الثقافة تصنع الاستقرار وهي رؤية سبق أن طرحناها في مناسبات عديدة وكنا نجابه فيها بالتهجم والسخرية وعدم الإصغاء والالتفات إليها، على اعتبار أن هناك أطروحات تنظيرية مازالت هي المسيطرة وترسم الواقع وتنسجه بحسب مخيلاتها ووفق ما يتناغم مع رغباتها، وهذه الرؤية هي ما نملكه وفي هذا الاتجاه نحن نسير لأننا نؤمن بهذه الرؤية، وحراكنا القادم سيتحرك في مختلف الاتجاهات المعززة إلى الاستقرار بمفهومه الشمولي، فنجاح المعرض يقودنا إلى مضاعفة الجهد في العام المقبل حتى نترجم هذا النجاح إلى ما هو أكبر في إطار مهرجان ثقافي متنوع يكون معرض الكتاب جزءا منه».


اقترح على المجلس البلدي اختيار منطقة في «الشمالية» عاصمة للثقافة

نادي «سار» يوصي إدارته المقبلة بالاستمرار في معرض الكتب المستخدمة

أفاد رئيس قسم التطوير والدعم في نادي سار الرياضي والثقافي سيد يونس الموسوي، بأن النادي يعتزم التعاون مع مجلس بلدي المنطقة الشمالية لإقامة معرض الكتب المستخدمة الذي لاقى نجاحا كبيرا منذ افتتاحه في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في السنوات المقبلة.

وأشار إلى أن مجلس الإدارة الحالي سيرفع توصية إلى الإدارة التي ستنتخب قريبا، لحثها على الاستمرار في تنظيم هذه الفعالية في المرات المقبلة، على اعتبار أن المعرض يعد فرصة لتدوير الكتاب وتنويع الثقافة بما يخدم أهالي المنطقة الشمالية.

ورأى الموسوي أن «المعرض حقق الأهداف المرجوة من إقامته، والدليل على ذلك الآراء والانطباعات التي دونت من قبل الزوار، الذين أثنوا من جانبهم على التجربة وطالبوا بتكرارها مرات أخرى في موقع عرض أكبر قادر على استيعاب التدفق الكبير على أجنحة الكتب، والدليل الآخر هو استنفاد ما يقارب 75 إلى 80 في المئة من الكتب المعروضة خلال فترة زمنية قصيرة جدّا».

وفيما يتعلق بمشاركة النادي لأول مرة في تنظيم حدث ثقافي بالاشتراك مع كيان منتخب، قال الموسوي: «مشاركتنا كانت فاعلة جدّا، حيث توزعت المسئوليات بين المجلس والنادي وصحيفة «الوسط»، بالإضافة إلى ما نمتلكه من كوادر ساعدتنا على الارتقاء بهذه الفعالية، والنادي دائما سباق للارتقاء بالعمل الثقافي، فقد حققنا المركز الأول في مسابقة الحاج حسن العالي الثقافية على مستوى البحرين، كما قمنا بتنظيم مشروعات ثقافية رائدة على مستوى المنطقة تحسب إلى النادي، أهلتنا لتولي مسئولية المعرض وإدارته بأفضل طريقة بالتعاون مع المجلس، فنحن نمتلك الكوادر والمكان المناسب والتخطيط الجيد المسبق».

وعن مقترحاته للارتقاء بالمعرض في السنوات المقبلة، ذكر رئيس التطوير والدعم أن «الكتاب هو ثقافة ولكن هناك وسائل أخرى لنشر الثقافة، فمن الممكن إقامة معرض للرسم وآخر للفلكلور، ومعرض لتاريخ وآثار البحرين يحتوي على أبرز الصناعات القديمة والمهن التي زاولها الأجداد، وأتطلع إلى أن يرافق المعرض أسبوع مسرحي وعلمي، وأوصينا في الحلقة النقاشية التي عقدت مساء الخميس الماضي، بتخصيص جائزة للثقافة على مستوى مناطق وقرى المحافظة الشمالية من خلال المجلس البلدي، والذي سيتولى إعداد مسابقة لاختيار إحدى القرى أو المدن لتكون عاصمة للثقافة على مستوى المنطقة الشمالية».

وبشأن مستوى الحضور في المحاضرات والورش والفعاليات المصاحبة لمعرض الكتب المستخدمة، نوه الموسوي إلى أن «طبيعة المحاضرات التي أقيمت طوال الأسبوع الماضي فكرية وثقافية، وبالتالي فهي تستهوي نخبة من الناس المهتمين بالشأن الثقافي، لكن أستطيع أن أقول إن الحضور كان جيدا طوال فترة انعقاد المحاضرات ونحن راضون عن مستواه، فالحلقة النقاشية عن دور الأندية والمراكز الشبابية، شهدت تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين، وعلى رغم تحديد ساعة لكل محاضرة، فإن الحلقة امتدت إلى ساعتين ونصف».

وتابع «أعتقد أننا في الفعاليات المشابهة في المرات المقبلة، نحتاج إلى عمل حملة إعلامية قوية لاستقطاب جميع أفراد المجتمع لحضور مثل هذه الورش والفعاليات، فالإعلام وسيلة للوصول إلى كل بيت ومتلق، الأمر الذي سيساهم في زيادة عدد الأشخاص المطلعين على تاريخ وحضارة بلادهم التي تمتد إلى آلاف السنين والعصور».

من ناحية ثانية، أكد الموسوي أنه سيتم طبع الآراء والملاحظات التي تم تدوينها في السجل الخاص بالمعرض، وذلك للاستنارة والاسترشاد بما فيه من ملاحظات وآراء للتطوير والارتقاء بهذه الفعالية في المرات المقبلة، مشددا على «أننا شعب نمتلك كل مقومات الثقافة والحضارة والمعرفة، وعلينا أن نوجد عملا يخدم جميع شرائح المجتمع البحريني، وذلك انطلاقا من حبنا لوطننا، فمعرض الكتب المستخدمة ساعدنا على اكتشاف طاقات ومواهب شابة، نتوقع أن تكون من قيادات العمل التطوعي والارتقاء بالمجتمع مستقبلا».


مشاهدات انطباعية من المعرض الصغير الذي تجاوز «الحواجز»

طيلة أيامه التسعة، بدا معرض الكتب المستخدمة كواحة ثقافية مفتوحة للجميع، فعلى سبيل المثال، ومن باب لفت النظر إلى نقطة مهمة ربما لاحظها البعض، لم يخضع المعرض إلى «رقابة» تسمح بهذا الكتاب وتمنع آخر كما يحدث عادة في معارض الكتب الكبرى، فقد كانت الكتب الدينية تحديدا، وغيرها الكثير، تلقى طريقها إلى العرض لتترك قرار الاختيار للزوار.

وبالفعل، يمكن القول إن المعرض لم تعرقله حواجز المسموح واللامسموح، فالكتب الدينية للطائفتين الكريمتين كانت متوافرة بدرجة كبيرة، والنتاج الفكري للمثقفين العرب والأجانب، من البحرينيين وغير البحرينيين، كان علامة فارقة كما يقول المواطن يوسف إبراهيم القلاف، الذي يعبر عن إعجابه بالكتب القديمة والمستخدمة التي شملت كل قطاعات المعرفة، وفي الوقت الذي تجد فيه الإقبال الكبير على الكتب الدينية في كثير من المعارض، وجدته هنا في المعرض حيث لم ألاحظ اقتصار الكتب على مذهب معين، والحقيقة، أن الكتب الدينية والتاريخية للطائفتين كانت متوافرة بشكل ملحوظ وهو أمر يستحق الشكر والثناء.

أما رويدا عبد، وهي لبنانية مقيمة في البحرين، فتصف أيام المعرض بأنها من الأيام الجميلة بالنسبة لها ولأطفالها حيث ترددوا على المعرض نحو 4 مرات، وفي كل مرة كانوا يختارون كتبا جميلة، وإن دل ذلك على شيء كما تقول، فهو يدل على أن حجم الكتب التي بادر بإهدائها المواطنون والمقيمون والمؤسسات كانت بكميات كبيرة ما جعل من تجديد المعروض من الكتب شيئا ملموسا، ليس بالنسبة لها بل بالنسبة لكثير من الزوار كما تعتقد.

«هناك الكثير من الكتب المهمة، ولربما منح المعرض فرصة للعيش في أجواء حلوة من الذكريات»، هكذا يقول الطبيب محمد عمران الذي شعر بلذة خاصة وهو يقرأ عناوين لكتب يعود تاريخ إصدارها إلى الستينيات والسبعينيات، ويضيف أن من الأمور اللطيفة، أنه اشترى بعض الروايات، ووجد في الصفحة الأولى من روايتين عبارتين جميلتين كتبهما صاحبا الروايتين لصديقين لهما أهدياهما الكتابين، فالعبارة الأولى تقول: «صديقي العزيز (...) لأنني أحبك كثيرا، أهديك هذه الرواية لكي تزيح عن صدرك الهموم كما حدث معي... أخوك (...)، أما العبارة الثانية فكانت جميلة أيضا حيث كتب المهدي إلى المهدى إليه: «مع مودتي، خذ هذه الصفحات لتراني فيها، كما رأيتك، الإنسان الرائع دائما... صديقك القديم (...).

وتعتقد منيرة إسماعيل (موظفة حكومية) أنها زارت المعرض في يومه الأخير أمس، لكنها شعرت بشيء من الأسف لأن الظروف لم تسمح لها بأن تزوره منذ البداية، فهي تقدم دراسات عليا في مجال التربية، وقد منحها المعرض خدمة كبيرة حيث حصلت على مجموعة من العناوين التي ستساعدها كثيرا في إجراء رسالة الماجستير، والأهم من ذلك، أنها اشترت تلك المجموعة التي بلغت 8 كتب بسعر لم يتجاوز 12 دينارا بحرينياَ فقط.


مركز «المرأة والطفل» يساهم بـ2500 كتاب لمعرض «الشمالية»

صرحت رئيسة اللجنة التنفيذية لمعرض الكتب المستخدمة إجلال طريف، بأن مركز معلومات المرأة والطفل التابع لجمعية رعاية الطفل والأمومة، تبرع في أواخر أيام المعرض الذي أختتم يوم أمس (السبت) بـ2500 كتاب، دعما للفعالية التي شهدت حضور عدد كبير من المواطنين والمقيمين في البحرين.

وعن هذه المساهمة، قال مدير مركز معلومات المرأة والطفل سامي دانش: «يهمنا أن نتعاون مع الجهات التي تعنى بشئون الطفل، ومن هذا المنطلق والمبدأ كان معرض الكتب المستخدمة فرصة مواتية للتبرع بمجموعة من كتب الأطفال الموجودة لدينا، وذلك من باب مد جسور التعاون وخدمة قضايا الطفل».

وتابع «الفعاليات الثقافية التي سيكون مردودها للأطفال تحظى باهتمامنا، كما أن تعزيز وتكريس حب القراءة لدى الأطفال من الأمور التي نعتني بها، ومشاركتنا بمجموعة من الكتب في معرض الكتب المستخدمة، تأتي على اعتبار أن الريع سيذهب لصالح الأمور الخيرية التي من شأنها مساعدة الأطفال والأسر المحتاجة والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه واحدة من الأدوار التي نقوم بها كإحدى مؤسسات المجتمع المدني، ونتمنى من الجهات الأخرى أن تأخذ هذا المنحى وأن تتعاون في هذا النوع من الفعاليات».

وهذه ليست المرة الأولى التي تتبرع فيها جهة من مؤسسات المجتمع المدني بالكتب لصالح المعرض، إذ سبق أن قدمت جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) 80 كتابا، فيما تصدى صندوق المالكية الخيري لجمع الكتب من الأسر التي لا تحتاج إليها في المنطقة، ودعا الصناديق الأخرى في المنطقة الغربية إلى المساهمة في هذه الحملة التي تهدف إلى نشر الوعي والثقافة بين فئات المجتمع، وإتاحة الفرصة للفئة الأقل قدرة ماديا لاقتناء الكتب القيمة بأسعار رمزية.

ومشاركة الجهات المذكورة ومن ضمنها مركز «المرأة والطفل»، تعبّر عن شعورها بالمسئولية وإدراكها لأهمية جذب المجتمع للقراءة الورقية التي ابتعد عنها بسبب دخول الإنترنت إلى كل بيت، وبروز الثورة التقنية المتمثلة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والثابتة، وانشغال الكثيرين بالأمور الحياتية والمعيشية

العدد 2305 - السبت 27 ديسمبر 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً