قالت أستاذ علم النفس الإكلينيكي بقسم علم النفس في جامعة البحرين مايسة شكري إن جهود علم النفس الإكلينيكي في مرحلته المعاصرة «لا تقتصر على إسهاماته المتنوعة في حقل الأمراض الجسمية والنفسية، بل ترنو إلى تحقيق رفاهية الفرد بمعناها الشامل، وتسعى نحو تمتعه بحالة إيجابية من الصحة النفسية والجسمية والاجتماعية».

وأضافت أن ذلك العلم يوصف بأنه علم السعادة والقوَّة الإنسانية؛ لأنه يركز جهوده على مساعدة الناس للحياة بطريقة أفضل، وزيادة شعورهم بالرفاهية.

وأكدت، في حلقة نقاشية نظَّمها قسم علم النفس بكلية التربية حديثا بعنوان: «قضايا علم النفس الإكلينيكي التقليدية والمعاصرة»، وجود علاقة وطيدة تربط بين مجالي علم النفس والطب باعتبارهما اثنين من أكبر النظم العلمية المعاصرة، بحسب وصفها.

واستعرضت شكري، بمشاركة فعالة من قبل هيئة التدريس، مراحل تطور علم النفس الإكلينيكي، موضحة أنه كان في سبعينات القرن العشرين، يركز على تقديم الخدمات النفسية إلى مجال الطب النفسي لمساعدة مرضى الاضطرابات النفسية والعقلية في مراحل التشخيص والعلاج وتدابير الوقاية.

وتابعت بعد تغير المفاهيم المتعلقة بالصحة والمرض، وظهور نماذج علمية جديدة تؤكد ضرورة النظر إلى الشخص باعتباره منظومة متكاملة ومتفاعلة من المكونات البيولوجية والنفسية والاجتماعية، ونتيجة زيادة الوعي بأهمية المناعة السلوكية، بالإضافة إلى عدم التزام كثير من المرضى بتعليمات الأطباء المتعلقة بالفحص أو برامج العلاج والمتابعة، فقد أدى كل ذلك إلى زيادة في كلفة الرعاية الصحية، وهو ما أوجد حاجة ملحة إلى تحسين نظم الرعاية، والعمل على رسم سياسات صحية ملائمة للحد من هذا الهدر الاقتصادي.

وأشارت شكري إلى أن هذه المتغيرات العلمية والثقافية والاجتماعية أسهمت في ظهور ميادين بحثية وتطبيقية حديثة في مجال علم النفس الإكلينيكي المعاصر في مرحلته الراهنة، والتي تسعى إلى المساعدة في احتواء مثل هذه المشكلات: السلوكية المنشأ، ومشكلات الممارسة الطبية، من خلال التدخلات النفسية الشديدة التنوع، ولاسيما التدخلات التي تركز على أساليب إعداد برامج التعليم الصحي، وبرامج المواجهة الفعَّالة للضغوط، وتعديل أنماط السلوك، وبرامج إعادة التأهيل، والعلاج الأسري