ها هو الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك انقضى، سائلين المولي العلي القدير أن ينعم علينا جميعا بفيض بركات شهره الأعظم ويعيده علينا وبلادنا البحرين الغالية، وسائر بلاد المسلمين في خير ورفعة وسلام وأمان.
لكن بلادنا على وجه التحديد، هي الأرض التي يلزمنا الدعاء لها ولأهلها دائما لأن يجعلها بلدا آمنا ويرزق أهله من الثمرات...
لو قدر لنا أن نرصد المواقف والأزمات والصدامات المؤسفة التي شهدتها بلادنا بين رمضانين، العام الماضي والجاري، لوجدنا أن ما تضيق به الصدور كثيرا مع شديد الأسف... لكن مع حلول الشهر المبارك، برزت السمات الطيبة لشعب البحرين، وليتها -أقول ليتها- تستمر طيلة العام طالما هي متجذرة في شهر رمضان المبارك... فالمجالس في كل مناطق البلاد، من أصغر قراها الى أكبر مدنها، تستقبل المواطنين والمقيمين بالأحضان، ولا أطيب ولا أعذب من اللقاءات الأخوية التي تعكس محبة أهل البلد لبعضهم البعض.؟. اللهم من أولئك الذين لا يزالوا ينشطون في المنتديات الإلكترونية فيحولون خطبة (سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مضامينها وأبعادها) الى ميدان قتال، ويصيرون المواقف والأنشطة والفعاليات الى نمط طائفي سقيم، لكنهم على أية حال، يقبعون فقط في أوحالهم... أشباح ليس إلا، والكل منهم يدعي قمة الإيمان والدفاع عن الدين والوطن وولاة الأمر.
الصورة الحقيقية للمجتمع البحريني ليست صورة أكاذيب المنتديات وأهلها المرضى، وليست (المضادات الفاشلة) الإنتهازية للإعلان عن رفع دعاوى في الداخل والخارج دفاعا عن مقام الصحابة الكرام، وليست تلك التخريفات بربط تيار سياسي وديني بالحوثيين في اليمن أو غيرها هي البيرق الخفاق للدفاع عن مقدرات الأمة... إنها ليست سوى فذلكات تهريجية سمجة، لا طائل من ورائها.
وأجزم أيها الأحبة، أننا لم نعد نرى الصورة الحقيقية للطائفية إلا في المنتديات الإلكترونية فاقدة المصداقية، وكذلك في تصريحات نائب هنا أو كاتب صحافي هناك، أو متعلم على سبيل نجاة من الحق الى الباطل! أو إصرار (مسئول ما) على أن تبقى الملفات المعقدة التي توجب حلا شجاعا (صم بكم عمي)... أما بين أهل البلد، فلن نجد الا الخير ولا شيء غير الخير، ولا أدري هل أولئك الذين يكيدون للبلاد والعباد شرا يفعلون فعلهم طلبا للثواب الجزيل من فيض شهر الله المبارك، أم أن لديهم شعارا وعنوانا آخر؟! على أي حال، هناك جملة من الرسائل الدينية والإجتماعية والوطنية المهمة أرسلها ولي العهد، نائب القائد الأعلى، سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، في زياراته لعدد من المجالس الرمضانية برفقة نجله سمو الشيخ محمد، وهي اضاءات حقيقية ورائدة توجب وضعها في الإعتبار لدى كل مسئول وكل سياسي وكل خطيب وكل ناشط، بل وهي مهمة لكل مواطن أيا كان موقعه وهي موجزة في الآتي:على عاتق علماء الدين تقع مسئولية الحفاظ على الوحدة الوطنية في المجتمع البحريني، وأن عليهم الحث على الموعظة الحسنة والدفع بالتي هي احسن، والدعوة الى الإعتدال ونبذ التطرف، التواصل الصادق كفيل بوحدة المجتمعات وتكافلها، المجالس الرمضانية محطة للوقوف على احتياجات المواطنين، التباحث مع المواطنين في المجالس التي زارها سموه في الشأن العام والخاص دون قيود.
نحن كمواطنين، نعلق آمالا كبيرة على توجيهات القيادة الرشيدة لوضع حلول لكل الملفات المعلقة، وإيجاد السبل الكفيلة بإنهائها، ولو تطرقنا الى أزمة إسكان القرى الأربع (النويدرات) والخدمات الإسكانية عموما، والأوضاع المعيشية للمواطنين، ومسألة الأجور في القطاعين العام والخاص، وتطوير الحياة الديمقراطية ودعم حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، وملف الأراضي والسواحل، فإننا سنكون ممتنين لكبار المسئولين في الدولة، لو تكرموا ووضعوا توجيهات القيادة والرسائل السامية التي طرحها سمو ولي العهد في زياراته للمجالس الرمضانية نصب أعينهم، وتواضعوا قليلا والتقوا بالمواطنين والرموز الدينية والسياسية، فستتغير الأمور كثيرا... ليتهم يفعلون
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2550 - السبت 29 أغسطس 2009م الموافق 08 رمضان 1430هـ