صحيح أن وزارة الخارجية نفت بشكل قاطع صحة تقرير نشرته صحيفتا «الغارديان» و «الاندبندنت» البريطانيتان عن موافقة البحرين مع ثلاث دول عربية - من حيث المبدأ - على السماح للخطوط الجوية الإسرائيلية باستخدام مجالاتها الجوية، وفتح سفارات ومكاتب تجارية، والسماح بدخول السياح الذين يحملون الختم الإسرائيلي على جوازات سفرهم إلى أراضيها، ووصفت ما ذكر في الصحيفتين بغير الصحيح ويهدف للإثارة الصحافية... إلا أن ذلك النفي متوقع أيضا، في ظل تصاعد وتيرة الأخبار المتزايدة في مجال التطبيع مع «إسرائيل»، وبالتالي لا توجد أية أخبار من دون أن يكون هناك شيء من الصدقية فيها، وخصوصا أن التسريب حدث في صحيفتين من كبريات الصحف البريطانية والعالمية.
الصحف البريطانية ذهبت إلى أكثر من ذلك عندما أكدت أن السعودية رفضت ذلك التطبيع، وأن هناك تحالفا بين دول عربية يُعتقد أنه سيضم «إسرائيل» عبر اتصالات سرية لمناقشة ما يرون أنه تهديد مشترك ضدهم من قبل إيران.
هذه الأحاديث تأتي أيضا ضمن تحليلات لخطة السلام في الشرق الأوسط أو ما عرف بـ «الاختراق الجديد» الذي يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما طرحه قريبا والذي يرتكز على ثلاثة محاور تضم المسارين السوري - الإسرائيلي والفلسطيني - الإسرائيلي والمستوطنات، وتطبيعا للعلاقات بين الدول العربية و «إسرائيل» قد لا يشمل السعودية.
ذلك التطبيع الذي يتم الحديث عنه سيتم من خلال «قيام الدول العربية، ومن بينها السعودية أو من دونها، بفتح مكاتب علاقات خاصة ومكاتب رعاية لمصالحها الخاصة في «إسرائيل» ويضم ذلك البحرين ودول الخليج الأخرى وتونس والمغرب».
وكما هو معروف «لا يوجد دخان من دون نار»، فبالتأكيد هناك امور ما حتى ولو كانت بسيطة مع الكيان الصهيوني، وهذه العلاقة إن وجدت فهي بالطبع لا ترضي الشارع البحريني الذي سيرفضها على اعتبار أن القضية العربية - الإسرائيلية قضية مصير ووجود لا يمكن ضربها بأي شكل من أشكال العلاقات المباشرة أو غير المباشرة.
وحتى مع نفي وزارة الخارجية وجود أي شكل من أشكال التطبيع مع «إسرائيل»، إلا أن كل التقارير الدولية تصب في اتجاه معاكس يسير وفق منهجية نحو «اختراق جديد» وعلاقات مفتوحة مع «إسرائيل».
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ
دمتم سالمين
عش رجبا ترى العجبا. ودمتم سالمين